عبر العديد من مناضلي أحزاب الوسط ويمين الوسط من أصول مغربية على أنهم قرروا هذه السنة أن يكون ملف الصحراء المغربية هو النظارة التي ينظر بها مغاربة إيطاليا إلى المرشحين بالانتخابات البرلمانية الأوروبية وكذا الانتخابات البلدية، وهو المعيار الواضح الذي سيقيسون به صدق صداقة هؤلاء المرشحين للجالية المغربية.
وقد عبرت الأستاذة نزهة لزرق عضوة حزب فورسا إيطاليا لمؤسسه الزعيم الراحل سيلڤيو بيرلسكوني وأحد أهم أحزاب التحالف الحكومي الحاكم عن فخرها واعتزازها بالمواقف المشرفة لهذا الحزب اتجاه وحدتنا الترابية المغربية، حيث لم يسمح برلمانيوه لجنرالات الجزائر أن يفرضوا إملاءاتهم بخصوص اتخاذ إيطاليا لموقف معادي للمغرب مقابل صفقات الغاز والبترول بملايير الدولارات.
وكان جل المحللين السياسيين يتوقعون موقفا تاريخيا لحكومة يمين الوسط الإيطالية بعد توقيع اتفاقيات الربط البحري بين الجزائر وايطاليا، وجعل جزيرة صقلية الموزع الاول بأوروبا للغاز الطبيعي المسال المستخرج من الجزائر، ووفق تبون، فإن الجزائر تسعى ان تصبح إيطاليا "مركزًا متوسطيًا وأوروبيًا للغاز الجزائري"، وتحدث عن اتفاق بين الجانبين بشأن مشروع خط أنابيب جديد يربط الجزائر بجزيرة سردينيا الإيطالية، سينقل الغاز والهيدروجين والأمونياك والطاقة الكهربائية.
لكن التواجد القوي للدبلوماسية المغربية بإيطاليا وخصوصاً المكلفين بملف الصحراء المغربية بسفارة المملكة بروما، وكذا قوة الدبلوماسية الموازية المؤطرة أفشلت خطط العسكر الذين سعوا بكل قواهم للرد على الاعتراف التاريخي الإسباني بمغربية الصحراء عبر اعتراف مزعوم لإيطاليا بالجمهورية الوهمية.
محمد قنديل عضو حزب الوسط "المعتدلين" ذكَّر في تصريح لـ "أنفاس بريس" بالدور الكبير الذي لعبته وتلعبه الدكتورة سعاد السباعي أول برلمانية من أصول مغربية بالبرلمان الإيطالي منذ انتخابها سنة 2008 كبرلمانية عن حزب يمين الوسط "شعب الحرية" في التقريب بين المملكة المغربية والجمهورية الإيطالية والدفاع عن مصالح المغرب بالبرلمان الإيطالي والأوروبي خصوصا وأن عدد البرلمانيين الايطاليين ببروكسيل يصل إلى 76 برلماني أي ما يعادل 10في المائة من مجموع البرلمانيين الأوروبيين.
وأضاف الفاعل السياسي والجمعوي، أن اليسار الايطالي وخصوصا اليسار الراديكالي المؤيد لأطروحة الانفصال والذي يدعم تاريخيا جبهة البوليساريو كان يعتقد أن أصوات ذوي الأصول المغربية محسومة لصالحه، ليتفاجأ في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بظهور الكثير من المرشحين المغاربة بألوان الوسط ويمين الوسط وانسحاب العديد من المناضلين المغاربة بسبب تمادي أحزاب اليسار في معادات مصالح المغرب والمس بوحدته الترابية، عبر توقيع اتفاقية توأمة وهمية مع مخيمات بتيندوف تحمل اسماء مزيفة لمدن مغربية بالأقاليم الصحراوية، وكذا منح الجنسية الايطالية الفخرية لبعض وجوه الانفصال والفتنة كأميناتو حيدر، ليكون رد الفعاليات المدنية المغربية مزلزل، حيث تم توقيع العديد من اتفاقيات التوأمة الحقيقية بين مدن مغربية بالأقاليم الصحراوية كمدينة بوجدور ومدينة لوتسيو، وكذا العيون وسورينطو، ثم الداخلة و كارطوني إلى غيرها من الاتفاقيات.
وقد تم منح الجنسية الفخرية الإيطالية للمناضل الصحراوي المغربي مصطفى ولد سلمى المدير العام السابق في شرطة جبهة البوليساريو بعدما كان البعض يحضر لمنحها للإنفصالية أميناتو حيدر، لتنتصر الدبلوماسية الموازية على الانفصاليين وأذرعهم ببعض أحزاب اليسار.
وعموماً يعتبر تواجد المغاربة بمختلف اطياف المشهد السياسي الإيطالي يمينا ويسارا ووسط ظاهرة صحية تخدم العلاقة بين البلدين الصديقين الايطالي والمغربي، وتخدم مصالحهما معا، لكن هنا نذكر كافة الفعاليات المدنية والسياسية المغربية بإيطاليا باختلاف توجهاتهم بخطاب محمد السادس الذي قال فيه "أوجه رسالة واضحة للجميع: إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات"، إذن فافرضوا انفسكم ودافعوا عن مصالحكم بكل نكران للذات وخدمة للمصلحة العليا للوطن الأم.