الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

بنطلحة الدكالي: المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء يعمل على  نشر الوعي المعرفي بعدالة قضية الصحراء المغربية

بنطلحة الدكالي: المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء يعمل على  نشر الوعي المعرفي بعدالة قضية الصحراء المغربية محمد بنطلحة الدكالي
إن المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، بجامعة القاضي عياض بمراكش عمل منذ تأسيسه على اعتماد مقاربة علمية متماسكة تتقاطع فيها ضمن وحدة الموضوع العديد من الأبعاد والرهانات معرفيا، وهذه المقاربة تستند إلى الأطر الفكرية والأدوات العملية التي راكمتها العلوم الإنسانية والاجتماعية في العناية بثلاثية الإنسان والمحيط والتنمية. وتواصليا، وهي مقاربة تتوخى استثمار ما تتيحه وسائط الاتصال والتعبئة الجديدة والانفتاح والتواصل مع جميع الكفاءات والمؤسسات والمراكز البحثية والمختبرات العلمية داخل الجامعات في المغرب وخارجه. أما عمليا وبيداغوجيا.
وأعتقد أن المركز يطمح إلى تفعيل برنامج عمل سنوي هادف يتوزع على سلسلة الأنشطة والمشاريع الأكاديمية المهمة التي تسعى أساسا إلى التفكير في بدائل مبتكرة للدبلوماسية الموازية والبحث العلمي الرصين في تنمية الطاقات البشرية والطبيعية التي تزخر بها الأقاليم الجنوبية المغربية والتي تخولها أن تصبح قاطرة اقتصادية وعلمية على المستويين الإقليمي والدولي..
واستحضر هنا ما تقوم به جامعة القاضي عياض، من خلال المركز في الترافع عن قضية الصحراء المغربية ومدى مساهمتها في رفع اللبس الحاصل في ضبط وتوظيف المفاهيم المستعملة والتي تقدم فهما منطقيا وواقعيا لنصوص القانون الدولي. كما أن جامعة القاضي عياض منخرطة في نشر الوعي المعرفي الذي يبرهن على عدالة ومشروعية قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية في تكوين الباحثين وتأهيلهم من أجل تشكيل جبهة ترافعية قادرة على الترافع في الأوساط الأكاديمية الأجنبية ودوائر التأثير في القرار السياسي والرأي العام الدولي.
وفي هذا الإطار فان المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء يهدف إلى تأسيس مشروع وطني قائم على ضرورة التكوين في ميدان الترافع من أجل الدفاع عن مشروعية وعدالة قضيتنا الوطنية من أجل رفع القدرات في مجال الترافع وامتلاك مجموعة من التقنيات والمهارات في ميدان الترافع؛ وبالتالي للمركز تقليد سنوي من خلال جائزة وطنية تتوج أبحاث “ديناميات الصحراء” من خلال دعم المشاريع البحثية حول الأقاليم الجنوبية وحفز التميز والإبداع فيها والتعريف برأس المال المادي واللامادي للمجالات الصحراوية قصد تثمين مؤهلاتها وتنميتها، وكذا مسابقة “أطروحتي” للترافع حول الدفاع عن الوحدة الترابية في عشر دقائق لفائدة جميع الطلبة الباحثين المغاربة الحاصلين على شهادة الدكتوراه أو المسجلين بأحد مراكز الدكتوراه في المؤسسات الجامعية المغربية أو الدولية انسجاما مع التوجيهات الملكية الرامية إلى تعزيز الجبهة الداخلية وتشجيعا للبحث العلمي في القضايا ذات البعد الوطني. إضافة إلى ان المركز قام بإصدار ترجمة لكتاب “بداية بالوجود الإسباني في الجنوب المغربي” للباحثة الإسبانية أنخلا هيرنانديس مرينو، الطبعة الأصلية باللغة الإسبانية التي ستنشر خلال الأيام المقبلة القليلة، و هذا الكتاب يحتوي على العديد من الوثائق التاريخية التي تؤكد على مغربية الصحراء وارتباط الأهالي بالسلطان وبوطنهم ومقاومتهم للمواقع الإسبانية بتنسيق مع السلطان وبإذن منه بعد أن زودهم بالأسلحة المختلفة.
وكذلك أصدر المركز مؤخرا، مؤلفا جماعيا ساهم فيه نخبة من الأكاديميين والخبراء المغاربة للبحث في جذور قضية الصحراء المغربية ومختلف تطوراتها الراهنة دفاعا عن الموقف العادل والشرعي للمملكة المغربية الشريفة، وهذا يؤكد استعداد المركز للإعلان عن حفل توزيع جائزة أطروحتي وندوة دولية ذات بعد وطني إشعاعي يشارك فيها باحثون من مختلف الجامعات الدولية وبالأخص من الولايات المتحدة الأمريكية، كما يتوخى القيام بعديد من المشاريع والمبادرات الهادفة سيعلن عنها في حينها.
وثمّن المركز عاليا التشجيع والدعم المتواصل لرئاسة جامعة القاضي عياض، مشددا على أنه يطمح إلى دعم أكبر من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وكل المؤسسات الوطنية تكريسا للدفاع عن مغربية الصحراء بالعلم والقانون وفق الرؤية الحكيمة للملك محمد السادس.