![تطوان.. كلية أصول الدين تحتضن تكريم عميدها الأسبق، الأستاذ إدريس خليفة!](/storage/cover/24-02/oRHFBNRXWSiJowqcHDk7kpAxABEwyW2piCWIp7cL.jpeg)
في خطوة بالغة الدلالة في رسائلها، كانت كلية أصول الدين يوم الأربعاء 28 فبراير 2024،على موعد تكريم الأستاذ إدريس خليفة،عضو المجلس العلمي الأعلى، وعضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان. وقد تولى تنظيم هذا التكريم عمادة الكلية والمجلس العلمي المحلى بتطوان، باعتبار أن المحتفى به شغل مهام عمادة الكلية ورئاسة المجلس العلمي المحلي بتطوان.
الجلسة الإفتاحية سيرها نائب العميد الأستاذ مصطفى بوجمعة. وقد تم افتتاحها بآي الذكر الحكيم والنشيد الوطني . تلتها كلمات رئيس جامعة عبد المالك السعدي،الأستاذ بوشتى المومني، وعميد كلية أصول الدين الأستاذ عبد العزيز رحموني، ورئيس المجلس العلمي الجهوي الأستاذ محمد كنون الحسني- الذي قدم كلمة الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى العلامة محمد يسف - ورئيس المجلس المحلي الأستاذ الشنتوف.
وقد استعرضت هذه الكلمات التنويهية بالمحتفى به معاني التكريم ووظيفته التربوية بالنسبة للأجيال اللاحقة، وعن سمت "النبلاء والشرفاء "،فيمن يتولونه، والمسار العلمي والمهني والإشعاعي الحافل بالعطاء، للأستاذ خليفة.
واللافت في هذه الجلسة، أن كلمة رئيس الجامعة وهي تنص على عناية أمير المؤمنين بالعلماء، أشارت إلى دورهم في صيانة الوحدة الفكرية والثقافية ومحاربة التطرف والانغلاق.كما كان اللافت فيها،الملمح الشاعري في كلمة عميد الكلية وهي تعكس وجدان علاقته بالمحتفى به، فكانت "كلمة حق"،فيمن يعتبره أبا ومربيا. وهذا من البرور بعلاقة كانت استثنائية.
الجلسة الأولى التي ترأسها الأستاذ محمد بنكيران رئيس المجلس العلمي للفحص أنجرة،تولى تقديم الشهادات فيها الأساتذة: محمد كنون الحسني. ومحمد الفقير التمسماني العميد السابق للكلية (قرأها بالنيابة عميد الكلية). وتوفيق الغلبزوري رئيس المجلس العلمي بالمضيق الفنيدق. ومصطفى الغاشي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل.
ومحمد بنتحايكت رئيس المجلس العلمي بشفشاون. والبشير الريسوني أستاذ بالكلية، ومحمد الروكي عضو المجلس العلمي الأعلى (قرأها رئيس المجلس العلمي المحلي بتطوان).
هذه الشهادات أبانت عن قيمة التكريم في باب تنبيه الشباب والطلبة لدراسة سير الشيوخ الأعلام،وربط الخلف بالسلف،، وبيان انبثاق المحتفى به من بيت علم و عصاميته في التكوين الذاتي، ونشاطه العلمي والإصلاحي، وكتابته التاريخ المحلي، وثقافته الموسوعية.
أما الجلسة الثانية، فقد تولى تسييرها الأستاذ توفيق الغلبزوري، وقد انصبت على قراءة جانب من أعمال المحتفى به، تولاها الأساتذة:محمد علا نائب العميد، ورشيد كهوس رئيس شعبة أصول الدين وتاريخ الأديان، وجعفر السلمي عضو المجلس العلمي المحلي بتطوان ، والزبير درغازي رئيس شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة.
ورشيد مصطفى مدير متحف لوقش الديني، ومحد أرارو،ومحمد اغبالو عضوا المجلس العلمي المحلي بتطوان .
وتهم هذه القراءة، جوانب من إصداراته حول الحقوق والحريات، والوقاية الصحية، وتاريخ سبتة ،والعقيدة الاشعرية، والعناية بتحفيظ القرآن الكريم، وأصول الفقه.
أما الجلسة الختامية، فقد تولى تسيرها الأستاذ توفيق الغلبزوري، وقد تكلم فيها المحتفى به وكريمته مريم خليفة باسم العائلة، ثم كان الدعاء الصالح لأمير المؤمنين.
والملاحظ أن الشق المكتوب في كلمة المحتفى به تضمنت تفاصيل في مسار حياته، هي مهمة للتوثيق لسيرته كأحد أعلام تطوان. أما في الشق الشفوي فكانت عبارة عن وصايا بالإهتمام بالهوية وبالثوابت الدينية والمذهبية. وقد وضع هذه الرسالة في واقع غربة الدراسات الإسلامية، والخطر الذي يتهدد المجتمع بفعل الغزو الأجني، حيث شخص خطر التغريب. وفي باب الاستدراك نشير إلى أنه بقي في باب المسكوت عنه الخطر الذي ألمح إليه رئيس الجامعة من خلال بيان وظيفة العلماء. وهنا قيمة النقد المزدوج، في بيان أوجه المخاطر التي تتهدد البناء المستقل للمغرب.
حضر هذا الحفل التكريمي، عضو المجلس العلمي الأعلى، رئيس المجلس العلمي السابق بتطوان، الأستاذ عبد الغفور الناصر، وأساتذه الكلية وطلبتها وأغلبية المجالس العلمية بالجهة، ورئيس مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات العقدية الأستاذ جمال علال البختي، ومندوب الشؤون الإسلامية بالمضيق، الأستاذ عبد السلام الحاضي وناظر الأوقاف بتطوان الأستاذ أحمد الريسوني، والأئمة المرشدون وجمعيات من المجتمع المدني، والمهتمون وعائلة المكرم.
بقي للتذكير أن هذا التكريم هو جرعة إنسانية للحياة، ومنسجمة مع قيمنا الدينية والاجتماعية،ومع توجهات العهد الجديد في الإنصاف والمصالحة، بالنظر إلى أن سياق خروج الأستاذ خليفة من الكلية، كان يستوجب مثل هذه الإرادة الجماعية في رد الاعتبار والدفء الإنساني.
ولا شك أنها روح جديدة، جسد أحد خطواتها في مستوى معين، العميد التمسماني. ويواصل العميد الرحموني الخطو في مستويات أخرى ضمن هذا الأفق الجميل، وفي محيط تحف به العديد من الألغام والفخاخ!.