في خطوة ذات دلالات، استضاف المجلس العلمي المحلي بالمضيق، يوم الأربعاء، 18دجنبر 2024،الدكتور يوسف احنانة، عضو المجلس العلمي بتطوان، للحديث عن "مظاهر الوسطية والاعتدال في العقيدة الأشعرية".
الشيخ احنانة وهو يقف على مفهوم الوسطية تساءل، أين يمكن تلمس الوسطية في عقيدة الأشاعرة؟
وعلى اعتبار أن المحاضر نظر إلى العقيدة الأشعرية كبنية مكونة من منطلق أساس ومن منهج ومن مسائل وقضايا، ومن رؤية للكون والحياة، فقد راح يبسط القول في تجليات الوسطية من خلال هذه المكونات:
وسطية المنطلق: ذلك أن الأشاعر انطلقوا في بناء عقيدتهم على مبدأ الرحمة .وهو مبدأ يقف وسطا بين مبدإ العدل والانتقام.
وعلى اعتبار أن المحاضر نظر إلى العقيدة الأشعرية كبنية مكونة من منطلق أساس ومن منهج ومن مسائل وقضايا، ومن رؤية للكون والحياة، فقد راح يبسط القول في تجليات الوسطية من خلال هذه المكونات:
وسطية المنطلق: ذلك أن الأشاعر انطلقوا في بناء عقيدتهم على مبدأ الرحمة .وهو مبدأ يقف وسطا بين مبدإ العدل والانتقام.
وسطية المنهج: فسواء من حيث إعطاء الأولوية للنص الديني أم للعقل. حيث اختار الأشاعرة موقفا وسطا بين المعتزلة والحشوية.فالمعتزلة قالوا بالعقل قبل ورود السمع. والحشوية قالوا بالنص مجردا عن كل عقل. في حين قال الأشاعرة بالأولوية المعرفية للنص على العقل، لكن لا بد من الرجوع إلى العقل لفهم النص الديني وتأويله إذا تعارض مع التنزيه المطلق للذات الإلهية.
من جهة أخرى تجلت وسطية منهج الأشاعرة في استخدام قياس الغائب على الشاهد مقيدا بالحد والشرط والعلة والدليل... وهو موقف وسط بين المجسمة الذين اعتمدوا هذا القياس بغير قيد، والفلاسفة الذين لم يعتمدوه. فسقط الأوائل في التجسيم، وسقط الفلاسفة في نفي الصانع.
وسطية المسائل: وهنا استطرد المحاضر في تبيان أوجه الوسطية في القضايا والمضامين الأشعرية مثل:
معرفة الله بين الضرورة والتقليد. والصفات الإلهية بين الإثبات والتعطيل. ورؤية الله بين المعتزلة والفهم السطحي للنص الديني. وكلام الله بين الخلق والقدم التام. ومرتكب الكبائر بين الخوارج والمرجئة...
وسطية الرؤية إلى الكون والحياة: بحث لم تكتف الأشعرية بدفع شبه المخالفين، بل تمكنت من أن تخلق إيمانا ويقينا داخليا لدى الفرد يطمح به إلى تزكية نفسه وتقويم فكره واستقامة سلوكه، مما يجعله كائنا فاعلا منتجا إيجابيا متفائلا، فهذه كلها صفات وخصائص تنبيء عن أخلاق وسطية إنسانية مبنية على فعالية الإنسان واستقامته، والغاية من وجوده، نبذا للتطرف والتشدد والإرهاب، واعترافا بفاعلية الإنسان وإيجابيته وتفاؤله،وتطلعا إلى خلق تناغم وانسجام مع المجتمع والوسط والبيئة والحياة.
وقد تولت الدكتورة إكرام بولعيش، عضو"ة" المجلس العلمي بالمضيق تقديم هذه المحاضرة،معتبرة أن النظر في الأشعرية هو من صميم الاستلهام لروح الدين الإسلامي.في حين تولى الدكتور توفيق الغلبزوري رئيس المجلس العلمي بالمضيق في مفتتح النقاش، أن ينوه بالمحاضرة والمحاضر ودعا في سياق التنويه بقدرة المحاضر على تبسيط المفاهيم العقدية، إلى تحقيق هذا المطلب للعموم، على غرار ما هو موجود في أبواب المساجد على غير مذهب البلاد.
حضر هذه المحاضرة التي تم تكريم المحاضر في خاتمتها، المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بالمضيق، الدكتور عبد السلام الحاضي، ورئيس المجلس العلمي بتطوان الدكتور محمد الشنتوف، وأعضاء المجلس العلمي بالمضيق، والمرشدون، وجامعيون وباحثون..
وإذا كان الشيخ احنانة قد استهل عرضه بلمح النقاش الدائر في النصف الاول من القرن العشرين في حقل الفيزياء بين انشتاين ونيلس بور، ليرحل بنا إلى ماضي النقاش حول السببية والعادة، وقد تبعه في ذلك في مستهل النقاش رئيس المجلس العلمي. أما نحن فلم ننشغل كثيرا بالفيزياء، بل بكيمياء الرسائل جهويا ووطنيا، في التقديم والمحاضرة والنقاش، والحضور وانفتاح المجلس العلمي. وذاك عالم آخر من متعة لعبة التدافع في هذا البلد الأمين بضوابط مرجعية إمارة أمير المؤمنين، ويقظة حواس الدولة، ودينامية تمغربيت.
من جهة أخرى تجلت وسطية منهج الأشاعرة في استخدام قياس الغائب على الشاهد مقيدا بالحد والشرط والعلة والدليل... وهو موقف وسط بين المجسمة الذين اعتمدوا هذا القياس بغير قيد، والفلاسفة الذين لم يعتمدوه. فسقط الأوائل في التجسيم، وسقط الفلاسفة في نفي الصانع.
وسطية المسائل: وهنا استطرد المحاضر في تبيان أوجه الوسطية في القضايا والمضامين الأشعرية مثل:
معرفة الله بين الضرورة والتقليد. والصفات الإلهية بين الإثبات والتعطيل. ورؤية الله بين المعتزلة والفهم السطحي للنص الديني. وكلام الله بين الخلق والقدم التام. ومرتكب الكبائر بين الخوارج والمرجئة...
وسطية الرؤية إلى الكون والحياة: بحث لم تكتف الأشعرية بدفع شبه المخالفين، بل تمكنت من أن تخلق إيمانا ويقينا داخليا لدى الفرد يطمح به إلى تزكية نفسه وتقويم فكره واستقامة سلوكه، مما يجعله كائنا فاعلا منتجا إيجابيا متفائلا، فهذه كلها صفات وخصائص تنبيء عن أخلاق وسطية إنسانية مبنية على فعالية الإنسان واستقامته، والغاية من وجوده، نبذا للتطرف والتشدد والإرهاب، واعترافا بفاعلية الإنسان وإيجابيته وتفاؤله،وتطلعا إلى خلق تناغم وانسجام مع المجتمع والوسط والبيئة والحياة.
وقد تولت الدكتورة إكرام بولعيش، عضو"ة" المجلس العلمي بالمضيق تقديم هذه المحاضرة،معتبرة أن النظر في الأشعرية هو من صميم الاستلهام لروح الدين الإسلامي.في حين تولى الدكتور توفيق الغلبزوري رئيس المجلس العلمي بالمضيق في مفتتح النقاش، أن ينوه بالمحاضرة والمحاضر ودعا في سياق التنويه بقدرة المحاضر على تبسيط المفاهيم العقدية، إلى تحقيق هذا المطلب للعموم، على غرار ما هو موجود في أبواب المساجد على غير مذهب البلاد.
حضر هذه المحاضرة التي تم تكريم المحاضر في خاتمتها، المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بالمضيق، الدكتور عبد السلام الحاضي، ورئيس المجلس العلمي بتطوان الدكتور محمد الشنتوف، وأعضاء المجلس العلمي بالمضيق، والمرشدون، وجامعيون وباحثون..
وإذا كان الشيخ احنانة قد استهل عرضه بلمح النقاش الدائر في النصف الاول من القرن العشرين في حقل الفيزياء بين انشتاين ونيلس بور، ليرحل بنا إلى ماضي النقاش حول السببية والعادة، وقد تبعه في ذلك في مستهل النقاش رئيس المجلس العلمي. أما نحن فلم ننشغل كثيرا بالفيزياء، بل بكيمياء الرسائل جهويا ووطنيا، في التقديم والمحاضرة والنقاش، والحضور وانفتاح المجلس العلمي. وذاك عالم آخر من متعة لعبة التدافع في هذا البلد الأمين بضوابط مرجعية إمارة أمير المؤمنين، ويقظة حواس الدولة، ودينامية تمغربيت.