من المرتقب أن يعقد المجلس الوطني للتربية والتكوين دورة إسثنائية، دعا إليها عمرعزيمان أيام 8 و9 شتنبر، لمناقشة مسودة تم إعدادها لتقييم 10 سنوات من الميثاق الوطني للتربية والتعليم. ويأتي هذا الحدث متزامنا مع الدخول الجامعي الجديد الذي سوف لا يخلو من سخونة، حسب بعض المتتبعين، خاصة بعد صدورالنصوص التنظيمية المتعلقة بجامعة خاصة للطب بالدار البيضاء، تحت إسم "جامعة محمد السادس لعلوم الصحة"، والتي من المنتظر أن تستقبل مؤسساتها اﻷربعة المتخصصة في علوم الطب والتمريض والتدبير في بداية أكتوبر 2014 أكثرمن 2500 طالب وطالبة، وتقدر مصاريف الدراسة بها ب13 مليون سنتيم في السنة! .
إنشاء هذه الجامعة الخاصة يأتي في وقت مازالت الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين تحتج ضد مشروع قانون حكومي مماثل يتعلق بتغيير القانون 016.89 المتعلق بالهيئة والترخيص للمدرسة الخصوصية للهندسة المعمارية بالدار البيضاء. وكانت الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين قد عقدت ندوة بمقرها بالرباط في 25 مارس من هذه السنة واستفسرت خلالها الحكومة لماذا لا تقترح القطاعات الحكومية المعنية قانونا شموليا وخاصا بخوصصة سياسة تكوين اﻷطركالمهندس المعماري مع"تحصين جودة التكوين والولوج الديمقراطي له ولكل فئات المجتمع" ؟!
هذا السؤال يكتسب راهنيته اﻵن بعدما طفت على السطح ملفات متفوقين ومتفوقات من أبناء الشعب الذين فازوا بمعدلات عليا سواء في الداخل أوالخارج ووجدوا أنفسهم، بسبب الحاجة وضعف الموارد أوبسبب اﻹعاقة معرضين للإحباط بعدما سدت في وجوههم أبواب الدعم والمساعدة، أمثال رفعت سارة من بنسليمان، الحاصلة على أعلى معدل وطني في الباكالوريا، والتي رفعت نداء إلى وزيرالتعليم العالي تلتمس بموجبه فقط نقلها من كلية الطب بمراكش إلى كلية الطب بالرباط كي تكون قريبة من أسرتها الفقيرة حيث يشتغل أبوها موظفا بسيطا بالسجن المحلي لبنسليمان. وكذلك الشأن بالنسبة لياسمينة براوي من الدار البيضاء، التلميذة في وضعية اﻹعاقة، التي فازت بالباكالوريا بميزة وتطمح في تكوين في الهندسة. أوالتلميذة حجوبي وئام من خريبكة التي حصلت على أعلى معدل في الباكالوريا بإيطاليا وترغب استكمال الدراسة بهذه الدولة بإحدى التخصصات في الترجمة والتواصل، وتلتمس منحة من أجل تغطية مصاريف التسجيل والدراسة. أليست هذه ملفات مستعجلة واستثنائية كذلك يا أستاذ عزيمان؟
