السبت 4 مايو 2024
مجتمع

لؤلؤة دكالة…ألم يحن الوقت بعد لرد الاعتبار لمدينة الوليدية ولشاطئها البحري؟!

لؤلؤة دكالة…ألم يحن الوقت بعد لرد الاعتبار لمدينة الوليدية ولشاطئها البحري؟! محمد‭ ‬وفقي،‭ ‬فاعل‭ ‬جمعوي‭ ‬مهتم‭ ‬بالبيئة
في‭ ‬إحدى‭ ‬دراساته‭ ‬البيئية‭ ‬حول‭ ‬شاطئ‭ ‬الوليدية،‭ ‬أكد‭ ‬محمد‭ ‬وفقي،‭ ‬فاعل‭ ‬جمعوي‭ ‬مهتم‭ ‬بالبيئة،‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬مرحلة‭ ‬الاستعمار‭ ‬شكل‭ ‬شاطئ‭ ‬الوليدية‭ ‬منتجعا‭ ‬للمعمرين‭ ‬الفرنسيين‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬أغلبهم‭ ‬من‭ ‬ممارسي‭ ‬الأنشطة‭ ‬الفلاحية‭ ‬بمناطق‭ ‬داخلية‭ ‬في‭ ‬عبدة‭ ‬ودكالة‭. ‬وكان‭ ‬أغلب‭ ‬ساكنة‭ ‬الوليدية‭ ‬بالمركز‭ ‬حينذاك‭ ‬يشتغلون‭ ‬عندهم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬البعض‭ ‬يشتغل‭ ‬على‭ ‬الفلاحة‭ ‬والرّعي‭ ‬والصّيد‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭. ‬وأوضح‭ ‬محمد‭ ‬وفقي‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الرابع‭ ‬والخامس‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬كانت‭ ‬الوليدية‭ ‬غنية‭ ‬بالأسماك‭ ‬والنباتات‭ ‬والصدفيات،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬القبلة‭ ‬المفضلة‭ ‬للمغفور‭ ‬له‭ ‬محمد‭ ‬الخامس،‭ ‬وعلى‭ ‬شاطئها‭ ‬كان‭ ‬قصره‭ ‬العامر‭ ‬محجا‭ ‬لقبائل‭ ‬دكالة،‭ ‬ولأقطاب‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية‭.‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬يقول‭ ‬بأن‭ ‬قصر‭ ‬الملك‭ ‬‮«‬كان‭ ‬مفتوحا‭ ‬لعموم‭ ‬الناس،‭ ‬ولكن‭ ‬كانت‭ ‬العفّة‭ ‬والتعفّف،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الطلب‭ ‬رضى‭ ‬الملك‭ ‬كلما‭ ‬التقوا‭ ‬به‭ ‬يتجول‭ ‬على‭ ‬شاطئ‭ ‬البحيرة‮»‬‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬العقدين‭ ‬السادس‭ ‬والسابع‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬فقد‭ ‬‮«‬عرفت‭ ‬الوليدية‭ ‬شهرتها‭ ‬في إنتاج‭ ‬الخضراوات،‭ ‬خاصة‭ ‬الطماطم‭. ‬إذ‭ ‬أصبح‭ ‬ماصدق‭ ‬الوليدية‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬سيدي‭ ‬الراضي‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬عبدة‭ ‬إلى‭ ‬ساحل‭ ‬سيدي‭ ‬عابد‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬دكالة‭. ‬وكثرت‭ ‬التعاونيات‭ ‬الفلاحية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬تلفيف‭ ‬الطماطم‭ ‬قصد‭ ‬التصدير‭. ‬وأصبح‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وخاصة‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الطماطم‭ ‬والجزر‮»‬‭.‬
 
 
 
 
بحيرة الوليدية الحية التي تسعى
 
تعتبر‭ ‬الْبُحَيْرَة،‭ ‬هي‭ ‬قوام‭ ‬الوليدية،‭ ‬لولاها‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬ذكر‭ ‬أو‭ ‬شأن‭ ‬تاريخي،‭ ‬كأنها‭ ‬حيّة‭ ‬تسعى،ـ‭ ‬طولها‭ ‬8‭ ‬كلم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬12‭ ‬كلم‭ ‬ـ‭ ‬هذا‭ ‬التقلص‭ ‬في‭ ‬الطول‭ ‬سببته‭ ‬سبخات‭ ‬الملح‭ ‬التي‭ ‬أكلت‭ ‬من‭ ‬ذيلها،أما‭ ‬رأسها‭ ‬فيستقر‭ ‬على‭ ‬شاطئ‭ ‬رملي‭ ‬ذهبي‭ ‬يتصل‭ ‬بالمحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬عبر‭ ‬ثلاث‭ ‬أبواب‭.‬فالباب‭ ‬الكبير‭ ‬الأوسط‭ ‬هو‭ ‬فم‭ ‬الحية‭ ‬(يسميه‭ ‬الأهالي:‭ ‬الفم‭ ‬الدافع)،‭ ‬والأخريين‭ ‬عيناها،‭ ‬أما‭ ‬مجراها‭ ‬الموازي‭ ‬للمحيط‭ ‬فيخترق‭ ‬المنطقة‭ ‬المقعرة‭ ‬من‭ ‬الوليدية‭ ‬المعروفة‭ ‬بـ‭ ‬"الْوَلْجَةْ"‭ ‬وهي‭ ‬الأراضي‭ ‬الصالحة‭ ‬للزراعة‭.‬أماالْمَرْجَةْ،‭ ‬فهي‭ ‬الأراضي‭ ‬الرطبة‭ ‬التي‭ ‬تغمرها‭ ‬المياه‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬تبعا‭ ‬لحالة‭ ‬المد‭ ‬والجزر،‭ ‬فيتسع‭ ‬حجم‭ ‬البحيرة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬المد،ويضمر‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الجزر،‭ ‬معرّيا‭ ‬عن‭ ‬«الْمَرْجَةْ»‭ ‬بمخاريطها‭ ‬وجزيراتها‭ ‬ونباتاتها‭ ‬وحيواناتها‭ ‬وطيورها‭. ‬وتأثير‭ ‬المد‭ ‬والجزر‭ ‬على‭ ‬المناظر‭ ‬الطبيعية‭ ‬للبحيرة‭ ‬الجميلة‭ ‬وتغيرها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬يوحيان‭ ‬بعلاقة‭ ‬عشقية‭ ‬بين‭ ‬البحيرة‭ ‬والقمر‭.‬
يسترجع‭ ‬محمد‭ ‬وفقي‭ ‬ذاكرته‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬حيث‭ ‬يصف‭ ‬بقوله:‭ ‬«كانت‭ ‬البحيرة‭ ‬غنية‭ ‬بتنوعها‭ ‬الإحيائي‭ ‬من‭ ‬أسماك،‭ ‬وسرطانات،‭ ‬وصدفيات،‭ ‬ونباتات،‭ ‬وطيور»‭. ‬وعن‭ ‬روافد‭ ‬مياهها‭ ‬يضيف‭ ‬قائلا:‭ ‬«كانت‭ ‬البحيرة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬ثلاث‭ ‬مياه‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ ‬البر‭ ‬والبحر‭ ‬والسماء‭. ‬وكانت‭ ‬تشكل‭ ‬مصدر‭ ‬عيش‭ ‬للساكنة‭ ‬بالصيد‭ ‬منها،‭ ‬وأحيانا‭ ‬الرعي‭ ‬في‭ ‬مَرْجَتِها،‭ ‬وموقعا‭ ‬ملائما‭ ‬لتربية‭ ‬المحار،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬الْوَلْجَةْ‭ ‬المكان‭ ‬الملائم‭ ‬للأنشطة‭ ‬الفلاحية»‭.‬
 
خطر التدهور البيئي بشاطئ الوليدية:
 
لإبراز‭ ‬التدهور‭ ‬البيئي‭ ‬الذي‭ ‬عرفته‭ ‬البحيرة‭ ‬يقترح‭ ‬محمد‭ ‬وفقي‭ ‬الإطلاع‭ ‬على‭ ‬الدراسة‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬خديجة‭ ‬قايد‭ ‬راسو،‭ ‬لنيل‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬سنة‭ ‬2008‭ ‬تحت‭ ‬عنوان:‭ ‬«دراسة‭ ‬التفاعلات‭ ‬بين‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬والمياه‭ ‬السطحية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الحوض‭ ‬الساحلي‭ ‬لبحيرة‭ ‬الوليدية»‭. ‬إذ‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأطروحة‭ ‬دقت‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر،‭ ‬حيث‭ ‬خلصت‭ ‬الدراسة‭ ‬العلمية‭ ‬والتي‭ ‬انتهت‭ ‬إلى‭ ‬توقع‭ ‬علمي‭ ‬كارثي‭ ‬لتطور‭ ‬بحيرة‭ ‬الوليدية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬وتطرح‭ ‬احتمالين‭ ‬(سيناريوهين):
 
ـ‭ ‬السيناريو‭ ‬الأول:‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬حمولة‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬العذبة،‭ ‬مما‭ ‬يسبب‭ ‬ارتفاعا‭ ‬في‭ ‬ملوحة‭ ‬مياه‭ ‬البحيرة‭ ‬ويخل‭ ‬بنظامها‭ ‬البيئي‭.‬
 
ـ‭ ‬السيناريو‭ ‬الثاني:‭ ‬أن‭ ‬التمدد‭ ‬العمراني‭ ‬على‭ ‬شاطئ‭ ‬بحيرة‭ ‬الوليدية‭ ‬سينجم‭ ‬عنه‭ ‬تراجعا‭ ‬للشاطئ‭ ‬وتطمر‭ ‬الرمال‭ ‬رأس‭ ‬البحيرة‭ ‬والمداخل‭ ‬التي‭ ‬تغدي‭ ‬البحيرة‭ ‬بمياه‭ ‬البحر‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬المحيط،‭ ‬أي‭ ‬ستقتل‭ ‬الحيّة‭ ‬من‭ ‬رأسها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬جرحت‭ ‬في‭ ‬ذنبها‭.‬
وبالفعل‭ ‬كانت‭ ‬التوقعات‭ ‬كارثية‭ ‬تغير‭ ‬شكل‭ ‬البحيرة‭ ‬إلى‭ ‬الأسوأ،‭ ‬وفقدت‭ ‬دورها‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬والسياحي‭. ‬«لا‭ ‬سمك‭ ‬ولا‭ ‬محار‭...‬»،‭ ‬وماتت‭ ‬الوليدية‭. ‬أليست‭ ‬البحيرة‭ ‬هي‭ ‬قوام‭ ‬الوليدية؟‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬استهوت‭ ‬العرب‭ ‬والعجم،‭ ‬أما‭ ‬الأمازيغ‭ ‬فالأسماء‭ ‬القديمة‭ ‬للأماكن‭ ‬تشي‭ ‬بأنهم‭ ‬أهل‭ ‬البلاد‭.‬
 
أفول زمن وليدية الفلاحة أمام زحف السياحة المفترى عليها:
 
يَذكُر‭ ‬أهل‭ ‬الوليدية‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬محمد‭ ‬وفقي‭ ‬أن‭ ‬ممثل‭ ‬دكالة‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬وقتئذ‭ ‬كان‭ ‬يواجه‭ ‬طلبات‭ ‬توفير‭ ‬مؤسسة‭ ‬للتعليم‭ ‬الثانوي‭ ‬بالرد‭ ‬«المأثور» (مَلِّي‭ ‬تْقَرِّيوْ‭ ‬الدْرَارِي‭. ‬شْكُونْ‭ ‬غَادِي‭ ‬يْرَبَّعْ‭ ‬عْلِيكُمْ؟) «الرَبَّاعْ:‭ ‬كان‭ ‬يقدم‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الطماطم‭ ‬مقابل‭ ‬رُبُعِ‭ ‬الرِبح‭ ‬الصافي»‭. ‬ومع‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬المهن‭ ‬الفلاحية‭ ‬إلى‭ ‬المهن‭ ‬السياحية‭ ‬انضافت‭ ‬مشكلة‭ ‬أخرى‭ ‬أمام‭ ‬إنتاج‭ ‬الطماطم،‭ ‬مثل‭ ‬مشكل‭ ‬التكلفة‭ ‬والتسويق،فأفل‭ ‬زمن‭ ‬وليدية‭ ‬الفلاحة،‭ ‬وحل‭ ‬زمن‭ ‬السياحة،الذي‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬الباحث‭ ‬البيئي‭ ‬باستعارة‭ ‬زمن‭ ‬«شَمْسُ‭ ‬الضِّبَاعْ»‭.‬
للإشارة‭ ‬فإن‭ ‬«شَمْسُ‭ ‬الضِّبَاعْ»‭ ‬بالنسبة‭ ‬له، ليس‭ ‬في‭ ‬هذاالعنوان‭ ‬من‭ ‬معاني‭ ‬قدحية،‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬قصده‭ ‬المخرج‭ ‬التونسي‭ ‬«محمد‭ ‬رضا‭ ‬باهي» في‭ ‬فيلمه‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬نفس‭ ‬العنوان‭. ‬ففيه‭ ‬وبروح‭ ‬سوسيولوجية‭ ‬ثاقبة،‭ ‬رصد‭ ‬لمختلف‭ ‬التحولات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والقيمية‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬بعض‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬ومنها‭ ‬المغرب،‭ ‬بفعل‭ ‬سياسة‭ ‬الانفتاح‭ ‬السياحي‭. ‬ويمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬شريط‭ ‬«شَمْسُ‭ ‬الضِّبَاعْ»‭ ‬نموذجا،‭ ‬والوليدية‭ ‬طراز‭ ‬له‭. ‬فهناك‭ ‬شبه‭ ‬تطابق‭ ‬بينهما‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬عقدالثمانينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬20‭. ‬ومن‭ ‬أراد‭ ‬ملامسة‭ ‬مختلف‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬وتعرفها‭ ‬الوليدية‭ ‬كنقطة‭ ‬جدب‭ ‬سياحي‭ ‬فعلية‭ ‬بمشاهدة‭ ‬الفيلم‭. ‬يوضح‭ ‬محمد‭ ‬وفقي‭.‬
 
من خدمات الفلاحة والصيد البحري إلى خدمة السياحة:
 
يرى‭ ‬الباحث‭ ‬محمد‭ ‬وفقي‭ ‬أن‭ ‬كثافة‭ ‬الأنشطة‭ ‬السياحية‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الأثر‭ ‬البالغ‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التقليدية‭ ‬لمجتمع‭ ‬الوليدية،‭ ‬بل‭ ‬وكذا‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬البيئي،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انعدام‭ ‬شروط‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة‭. ‬ومع‭ ‬اشتداد‭ ‬حرارة‭ ‬أشعة‭ ‬«شمس‭ ‬الضباع»‭ ‬تحول‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬حتى‭ ‬الجمال‭ ‬والأضرحة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬السياحة‭ ‬والسياح‭ ‬خارجيين‭ ‬وداخليين‭ ‬«بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الطماطم»‭. ‬حيث‭ ‬انطلقت‭ ‬غزوة‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬بالإسمنت‭ ‬والحديد‭ ‬«المنهشون‭ ‬العقاريون»،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬أغلب‭ ‬سكنيات‭ ‬الشاطئ‭ ‬القليلة‭ ‬مشيدة‭ ‬بالخشب‭ ‬في‭ ‬أغلبها،‭ ‬وتحولت‭ ‬الكثبان‭ ‬الرملية‭ ‬المحاذية‭ ‬لـ‭ ‬«لَكْصَيْعَةْ»‭ ‬والفضاءات‭ ‬الجميلة‭ ‬وحتى‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬إلى‭ ‬بنايات‭ ‬وفنادق‭. ‬
هكذا‭ ‬سيقرأ‭ ‬نفس‭ ‬المتحدث‭ ‬غزوة‭ ‬الإسمنت‭ ‬بقوله:‭ ‬«تطور‭ ‬عمراني‭ ‬شبه‭ ‬منظم‭ ‬وعشوائي،‭ ‬وحولت‭ ‬قوارب‭ ‬الصيد‭ ‬وجهتهامن‭ ‬الصيد‭ ‬إلى‭ ‬قوارب‭ ‬سياحية‭ ‬تجوب‭ ‬البحيرة‭ ‬للنقل‭ ‬والترفيه،باستثناء‭ ‬قوارب‭ ‬قليلة‭ ‬تنتظر‭ ‬تحقيق‭ ‬الحلم‭ ‬التاريخي‭ ‬الضائع‭ ‬حلم‭ ‬مرسى‭ ‬الوليدية‭. ‬ووهنت‭ ‬البنية‭ ‬التقليدية‭ ‬لمجتمع‭ ‬الوليدية‭ ‬مقابل‭ ‬تزايد‭ ‬سكاني‭ ‬بفعل‭ ‬الهجرة‭ ‬إليها‭ ‬ودخول‭ ‬قطاع‭ ‬الخدمات»‭. ‬وارتهنت‭ ‬ساكنة‭ ‬الوليدية‭ ‬بسياحة‭ ‬موسمية‭.‬»لانتكلم‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬السياحة‭ ‬الراقية‭ ‬للخاصة»،‭ ‬ورافق‭ ‬ذلك‭ ‬التحول‭ ‬تخريب‭ ‬بيئي‭ ‬للبحيرة‭ ‬وللفضاءات‭ ‬الجميلة‭ ‬بالوليدية‭ ‬«تفويت‭ ‬المخيم‭ ‬الدولي‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬فيلات‭ ‬إسمنتية‭ ‬مثلا»‭.‬
 
فـي زمن «رامسار» تغير مذاق بلح البحر والمحار
 
«من‭ ‬المفارقات‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬مياهإيران‭ ‬قدمت‭ ‬سفينة‭ ‬«خرج»‭ ‬لتغرق‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬قبالة‭ ‬الوليدية‭ ‬(بين‭ ‬18‭ ‬و24‭ ‬دجنبر‭ ‬1989)‭ ‬فتسببت‭ ‬في‭ ‬كارثة‭ ‬بيئية‭. ‬بعدها‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لأنواع‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الصدفيات‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬الشاطئ‭ ‬الصخري‭ ‬للوليدية‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأماكن‭ ‬(وحرم‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬هواية‭ ‬قطف‭ ‬بلح‭ ‬البحر)‭. ‬ومن‭ ‬إيران‭ ‬جاءت‭ ‬اتفاقية‭ ‬«رامسار»‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تعيد‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الصدفيات‭. ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬تشكل‭ ‬معاهدة‭ ‬حكومية‭ ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬فبراير‭ ‬1971‭ ‬بمدينة‭ ‬رامسار‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وتعنى‭ ‬المعاهدة‭ ‬بـ‭ ‬«الحفاظ‭ ‬والاستخدام‭ ‬الرشيد‭ ‬لجميع‭ ‬الأراضي‭ ‬الرطبة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجهود‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والوطنية،ومن‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي،‭ ‬وذلك‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم»‭.‬
الأراضي‭ ‬الرطبة:‭ ‬هي‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬فيها‭ ‬المياه‭ ‬العامل‭ ‬الأساسي‭ ‬المسيطر‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬وعلى‭ ‬الحياة‭ ‬النباتية‭ ‬والحيوانيةالمرتبطة‭ ‬بها،‭ ‬ومن‭ ‬الأراضي‭ ‬الرطبة‭ ‬البحرية،‭ ‬البحيرات‭ ‬الساحلية‭ ‬والشواطئ‭ ‬الصخرية،‭ ‬نستحضر‭ ‬حالة‭ ‬الوليدية‭.‬
 
الاستخدام‭ ‬الرشيد:‭ ‬فهو‭ ‬الإنتفاع‭ ‬المستدام‭ ‬بها‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬الجنس‭ ‬البشري‭ ‬بطريقة‭ ‬تتوافق‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬الخصائص‭ ‬الطبيعية‭ ‬للأنظمة‭ ‬البيئية،‭ ‬والإنتفاع‭ ‬المستدام‭ ‬يعني‭ ‬الإستخدام‭ ‬البشرى‭ ‬للأراضي‭ ‬الرطبة‭ ‬بشكل‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬أكبر‭ ‬إفادة‭ ‬مستمرة‭ ‬للأجيال‭ ‬الحالية‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأراضي‭ ‬لتتمكن‭ ‬من‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬الأجيال‭ ‬المقبلة‭ ‬وتطلعاتها‭. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تعاون‭ ‬دولي‭. ‬
 
لماذا إدراج الوليدية ضمن معاهدة «رامسار»؟
 
نظرا‭ ‬لتوفر‭ ‬«بحيرة»‭ ‬أو‭ ‬«خليج»‭ ‬الوليدية‭ ‬وشواطئها‭ ‬الصخرية،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬«السّبخة»‭ ‬على‭ ‬مواصفات‭ ‬ومؤهلات‭ ‬الأراضي‭ ‬الرطبة،‭ ‬أدرجت‭ ‬الوليدية‭ ‬سنة‭ ‬2005،‭ ‬ضمن‭ ‬المواقع‭ ‬العالمية‭ ‬المحمية‭ ‬بمقتضى‭ ‬معاهدة‭ ‬«رامسار»‭.‬
وحظيت‭ ‬مبادرة‭ ‬حماية‭ ‬البحيرة‭ ‬بعناية‭ ‬ملكية‭ ‬تعكسها‭ ‬الزيارتين‭ ‬الملكيتين‭ ‬لمدينة‭ ‬الوليدية،‭ ‬الأولى‭ ‬كانت‭ ‬بتاريخ‭ ‬3‭ ‬نونبر‭ ‬2007،‭ ‬والثانية‭ ‬بتاريخ‭ ‬22‭ ‬أبريل‭ ‬2010،‭ ‬لتدشين‭ ‬والإطلاع‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬المبرمجة‭ ‬لتجاوز‭ ‬بعض‭ ‬مظاهر‭ ‬الاختلالات‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬البحيرة،‭ ‬والناتجة‭ ‬عن‭ ‬ضغط‭ ‬التوسع‭ ‬العمراني‭ ‬والانشطة‭ ‬الملوثة‭. ‬وكانت‭ ‬أهم‭ ‬المشاريع‭ ‬تتعلق‭ ‬بشبكة‭ ‬صرف‭ ‬المياه‭ ‬العادمة‭ ‬وأخرى‭ ‬لمياه‭ ‬الأمطار،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬محطة‭ ‬معالجة‭ ‬المياه‭ ‬العادمة،‭ ‬ثم‭ ‬المخطط‭ ‬المندمج‭ ‬لتأهيل‭ ‬الوليدية‭ ‬وحماية‭ ‬بحيرتها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬إنشاء‭ ‬محطة‭ ‬لمعالجة‭ ‬الخضراوات‭ ‬وتنظيم‭ ‬قطاع‭ ‬الحليب،‭ ‬وتهيئة‭ ‬الحزام‭ ‬الأخضر‭ ‬بغرس‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬شجرة‭ ‬كليبتوس‭. ‬(كان‭ ‬من‭ ‬اللائق‭ ‬غرس‭ ‬شجرة‭ ‬الأركان‭ ‬بالمنطقة‭. ‬ولكنه‭ ‬جهل‭ ‬بالتاريخ‭ ‬البيئي‭ ‬لمنطقة‭ ‬الوليدية‭ ‬وعدم‭ ‬إشراك‭ ‬واستحضار‭ ‬الساكنة‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬اتخاد‭ ‬القرارات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬مركز‭ ‬للإعلام‭ ‬للتحسيس‭ ‬والتربية‭ ‬البيئية‭.‬
 
هل لقيت المشاريع الملكية مواكبة تليق بها؟
 
في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬يعلق‭ ‬محمد‭ ‬وفقي‭ ‬بقوله:‭ ‬«هذه‭ ‬مشاريع‭ ‬بيئية‭ ‬تنموية‭ ‬كبيرة‭ ‬وطموحة‭ ‬تعكس‭ ‬رغبة‭ ‬كبيرة‭ ‬وكريمة‭ ‬في‭ ‬إغاثة‭ ‬بحيرة‭ ‬الوليدية،‭ ‬ولكنها‭ ‬رغبة‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬مواكبة‭ ‬تليق‭ ‬بها،‭ ‬مما‭ ‬انعكس‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬ساكنة‭ ‬الوليدية»‭. ‬وسجل‭ ‬ملاحظات‭ ‬أساسية‭ ‬ترتبط‭ ‬بموقفه‭ ‬إزاء‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬من‭ ‬خلال،‭ ‬غياب‭ ‬حملات‭ ‬تحسيسية‭ ‬وعدم‭ ‬إشراك‭ ‬الساكنة‭ ‬العميقة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬المبرمجة‭ ‬والممكن‭ ‬اقتراحها‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬التأخر‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مسطر‭ ‬من‭ ‬مشاريع،‭ ‬واللجوء‭ ‬أحيانا‭ ‬إلى‭ ‬التمويه‭ ‬لحجب‭ ‬هذا‭ ‬التأخر،‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬ركود‭ ‬تنموي‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬ساكنة‭ ‬الوليدية،حيث‭ ‬خلص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬واقع‭ ‬الحال‭ ‬ينذر‭ ‬بتذمر‭ ‬ويتعارض‭ ‬مع‭ ‬أهداف‭ ‬الاستخدام‭ ‬الرشيد‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭.‬
 
اقتراحات وفقي للخروجمن الركوض:
 
للخروج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الركود‭ ‬طالب‭ ‬الباحث‭ ‬محمد‭ ‬وفقي‭ ‬بأهمية‭ ‬القيام‭ ‬بحملات‭ ‬تعُرِّف‭ ‬بمقتضيات‭ ‬اتفاقية‭ ‬«رامسار»‭ ‬وأهدافها‭ ‬والإجراءات‭ ‬المقررة‭ ‬أو‭ ‬المزمع‭ ‬اتخاذها،‭ ‬وإشراك‭ ‬الساكنة‭ ‬وتأطيرها‭ ‬بهدف‭ ‬خلق‭ ‬وعي‭ ‬بيئي‭ ‬وتعريف‭ ‬بالمنفعة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقها‭ ‬من‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬مجالها‭ ‬البيئي‭. ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬استثمار‭ ‬امكانيات‭ ‬المبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية‭ ‬والمساعدات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬مدرة‭ ‬للدخل‭ ‬لفائدة‭ ‬الساكنة‭ ‬خاصة‭ ‬الشابة‭ ‬العاطلة‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬منها‭ ‬ذكورا‭ ‬وإناثا‭ ‬بالمناصفة‭ ‬وما‭ ‬أكثرهم‭ ‬في‭ ‬الوليدية‭ ‬المركز‭ ‬والدواوير‭ ‬المحيطة‭ ‬بها‭.‬
 
 
وطالب‭ ‬أيضا‭ ‬بخلق‭ ‬تعاونيات‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الانشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الممكنة‭ ‬كتربية‭ ‬المحار‭ ‬وتدبير‭ ‬نفاياته‭ ‬«لتصنيع‭ ‬غبرة‭ ‬المحار‭ ‬مثلا»‭ ‬وإنتاج‭ ‬الحليب‭ ‬وتربية‭ ‬الماشية‭ ‬والفلاحة‭. ‬ثم‭ ‬إحداث‭ ‬مركز‭ ‬للتكوين‭ ‬المهني‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الأنشطة‭ ‬الانتاجية‭ ‬البحرية‭ ‬كزراعة‭ ‬المحار‭ ‬وتربية‭ ‬الأسماك‭ ‬والأعمال‭ ‬الفلاحية‭ ‬البرية‭ ‬لفائدة‭ ‬أبناء‭ ‬المنطقة‭.‬واستحضر‭ ‬أهمية‭ ‬إحداث‭ ‬مشروع‭ ‬مركز‭ ‬التداوي‭ ‬بمياه‭ ‬البحر‭ ‬ـ‭ ‬تلاسوتيرابي‭ ‬ـ‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬الامكانيات‭ ‬العلاجية‭ ‬التي‭ ‬تتيحها‭ ‬مياه‭ ‬البحيرة‭ ‬وكذا‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬فيها‭. ‬لاننسى‭ ‬العلاج‭ ‬بـ‭ ‬«الغيس‭ ‬ـغيس‭ ‬سويغات»‭.‬
ومن‭ ‬ضمن‭ ‬اقتراحاته‭ ‬أيضا‭ ‬تنظيم‭ ‬مراطون‭ ‬للسباحة‭ ‬يكون‭ ‬مجري‭ ‬البحيرة‭ ‬حلبة‭ ‬له‭ ‬بهدف‭ ‬خلق‭ ‬إشعاع‭ ‬بيئي‭ ‬دوليبالوليدية‭ ‬ببحيرتها‭ ‬وشواطئها‭ ‬الصخرية‭ ‬والرملية‭ ‬وتنشيط‭ ‬سياحي‭. ‬مع‭ ‬تركيزه‭ ‬على‭ ‬تأهيل‭ ‬قصبة‭ ‬الوليدية‭ ‬لتشكل‭ ‬مركزا‭ ‬اجتماعا‭ ‬وثقافيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬بدل‭ ‬الحال‭ ‬المخزي‭ ‬الذي‭ ‬توجد‭ ‬عليه‭ ‬الآن‭ ‬كمستودع‭ ‬للمحجوزات‭ ‬والمتلاشيات،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬تدمير‭ ‬للبيئة‭ ‬الثقافية‭ ‬والتاريخية‭.‬
وركز‭ ‬وفقي‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إعادة‭ ‬الاعتبار‭ ‬للشطر‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬«السبخة»‭ ‬كموقع‭ ‬رطب‭. ‬والسبخة‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬شيد‭ ‬على‭ ‬نصفها‭ ‬الساحة‭ ‬الكبرى‭ ‬ساحة‭ ‬محمد‭ ‬الخامس،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬المكان‭ ‬كان‭ ‬مجمعا‭ ‬لمياه‭ ‬الأمطار‭ ‬ومأوى‭ ‬لأصناف‭ ‬من‭ ‬الطيور‭ ‬المهاجرة‭.‬
وطالب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬بأهمية‭ ‬القيام‭ ‬بمراجعة‭ ‬جذرية‭ ‬لوضعية‭ ‬الملاحات‭ ‬التي‭ ‬أكلت‭ ‬من‭ ‬ذنب‭ ‬البحيرة‭ ‬أربعة‭ ‬كلم،‭ ‬حيث‭ ‬أخلت‭ ‬بتوازنها‭ ‬البيئي‭ ‬وأضرت‭ ‬بالأراضي‭ ‬الفلاحية‭ ‬المحاذية‭ ‬للبحيرةبالولجة،‭ ‬وبمياهها‭ ‬الجوفية‭.‬
وعزز‭ ‬اقتراحاته‭ ‬بشرط‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬الشرطة‭ ‬البيئية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬التخريب‭ ‬للبيئة‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الأهمية‭ ‬قنص‭ ‬الطيور‭ ‬المهاجرةبالشباك‭ ‬ليلا‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬أوكارها‭ ‬بعد‭ ‬ترويعها‭ ‬بطلقات‭ ‬رصاص‭. ‬علما‭ ‬أن‭ ‬الصيد‭ ‬بشباك‭ ‬عيونها‭ ‬ضيقة‭ ‬جداتتعارض‭ ‬ومعايير‭ ‬الصيد‭.‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬اقتلاع‭ ‬الصدفيات‭ ‬«بلح‭ ‬البحر‭ ‬وأصبع‭ ‬العبد»‭ ‬بالمطرقة‭ ‬و«البيران»‭.‬
وأنهى‭ ‬محمد‭ ‬وفقي‭ ‬اقتراحاته‭ ‬بالقول: «يبقى‭ ‬التحدي‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬الموافقة‭ ‬والملائمة‭ ‬بين‭ ‬متطلبات‭ ‬الأنشطة‭ ‬السياحية‭ ‬ومقتضيات‭ ‬معاهدة‭ ‬«رامسار»،‭ ‬وما‭ ‬السبيل‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬الحال‭ ‬للفئات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الهشة‭ ‬والمرهونة‭ ‬بالأنشطة‭ ‬الموسمية‭ ‬إلى‭ ‬تنمية‭ ‬رشيدة‭ ‬ومستدامة‭ ‬تخدم‭ ‬البشر‭ ‬ويكون‭ ‬المحار‭ ‬وسيلة‭ ‬لا‭ ‬غاية»‭.‬