قال عمر المرابط، باحث في الشؤون السياسية مقيم بباريس، إن الخبرة الوحيدة التي يمتلكها رئيس الوزراء الفرنسي الجديد غابرييل أتال، هي كونه رجل خطاب وهو الأمر الذي يروق للفرنسيين، حيث سبق أن حصل في استطلاع رأي قبل تعيينه من قبل ماكرون على نتائج مهمة، قبل بعض الشخصيات السياسية مثل ادوارد فيليب الوزير الأول السابق.
وأضاف المرابط بأنه لا يمكن الحديث عن رئاسة الوزراء بفرنسا اذا كان ينتمي لنفس الأغلبية السياسية للرئيس والتي تجعله ينفذ سياسات الرئيس، مقدما مثال مشروع قانون الهجرة الذي طرحه ماكرون.
وقال المرابط،في لقاء مع قناة "المغاربية"، إن ماكرون يختار شخصيات يسارية ولكن من أجل تطبيق سياسة يمينية متطرفة، لدرجة أن هناك بعض السياسات لم يطبقها حتى اليمين المتطرف، مبرزا بأنه لن يحدث أي تغيير فيما يتعلق بسياسات الهجرة الفرنسية في عهد غابرييل أتال ذي الأصول التونسية، لأن قانون الهجرة سيطبق بعد صدور رأي المجلس الدستوري بحذافيره على المهاجرين .
وأوضح المرابط أن جميع السياسيين الفرنسيين يعرفون أن استهداف المسلمين هو الذي يسمح لهم بالصعود في استطلاعات الرأي بدل الحديث عن القدرة الشرائية وعن تحسين جودة التعليم أو الحديث عن الاقتصاد الفرنسي.
وشدد على بأن ماكرون يعرف بأن تبني أفكار وآراء اليمين المتطرف من شأنه استمالة الفرنسيين، لكن غالبية الفرنسيين يعرفون أن ماري لوبان هي الأصل وبالتالي سيصوتون لصالحها في الانتخابات المقبلة .
وأشار المرابط إلى أن تعيين غابرييل أتال يأتي لاعتقاد ماكرون بأنه من شأنه كسب فريق من اليسار وجزء من اليمين التقليدي في الانتخابات الأوروبية، مضيفا بأن غابرييل أتال ضرب العباءة الإسلامية لاستمالة المجتمع الفرنسي الذي أصبح يميل الى اليمين واليمين المتطرف، متوقعا أن يستمر ماكرون في نهج نفس السياسات التي تتماهى مع اليمين المتطرف وخاصة ما يتعلق بالإسلام والمسلمين. وقدم المرابط مثال حل مجلس الديانة الفرنسي المنتخب من طرف الحكومة الفرنسية وتكوين فريق معين من طرف وزارة الداخلية الفرنسية، مشيرا بأننا أمام تصاعد نفس التوجه اليميني المتطرف تجاه المهاجرين وتجاه المسلمين بصفة عامة .