الأربعاء 27 نوفمبر 2024
اقتصاد

تعرف على وصفة حميد العماري لكي يصبح المغرب مركزا للإبتكار والتنمية

تعرف على وصفة حميد العماري لكي يصبح المغرب مركزا للإبتكار والتنمية حميد العماري، مدير مختبر الطاقات المتجددة والمسؤول عن المنصة التكنلوجية بمركز الإبتكار جامعة الحسن الأول ـ سطات
موقع المغرب الجيوستراتيجي، الذي يجعل منه بوابة الإقتصاد والتبادل التجاري نحو القارتين الأفريقية والأوربية، وكذلك عبر ميناء طنجة والداخلة وبالتالي ربط افريقيا بين القارتين الآسيوية والأمريكية، هي عوامل رئيسية لخلق تنافسية أكبر في شتى الميادين.
 
ولكي يصبح المغرب مركزا للإبتكار والتنمية المستدامة على الصعيد الجهوي والأفريقي، وجب عليه أن يتموقع على جميع الأصعدة؛ وحتى يتأتى له ذلك وجب عليه تشجيع خلق عدد كبير من المقاولات الناشئة ما سيمكن الشركات الكبرى، المتوسطة والصغرى على تنويع عروضها، وسيمكن أيضا من استقطاب مستثمرين أجانب كثر، ولم لا، وبالتوازي، متابعة الإستراتيجية التي نهجتها بعض الدول كالصين، تركيا.. لاستقطاب الشركات الكبرى، وذلك بشتى أنواع التحفيز.
 
وهذا سيمكن من خلق تناغم بين ما تصبو إليه هذه الشركات الكبرى من تحقيق أرباح لها، وبين ما يصبو إليه المغرب كبعد استراتيجي يمكن شبابنا من مرافقة تسريع ديناميكية تصنيع الإقتصادي المغربي لأن المملكة، ستصبح مؤهلة لزيادة نسبة تكامل سلاسل القيمة الصناعية لعدة قطاعات اقتصادية، والمغرب الآن في طور نجاحه في بعض المجالات كصناعة السيارات..
 
أما تلك المتعلقة بصناعة السيارات الكهربائية والبطاريات، فللمغرب تموقع جد مهم، بحيث أن لديه كل الظروف المواتية لخلق القيمة المضافة ولخلق الثروة: هناك كفاءات وخبراء مغاربة في هذا الميدان، لدينا المواد الخام من معادن لتصنيع البطاريات.. والمستثمر في هذا المجال وبغض النظر عن الأرباح التي سيجنيها، سيساعدنا في اقتناء تكنولوجية جد متطورة لها مستقبل جد واعد.
 
وهذا يعيدني إلى النقطة الثانية حول براءة الاختراع، ومقارنة بما ناقشته للتو، فإن الشروط المطلوبة للحصول على براءة الاختراع داخل المصنع المغربي تصبح متاحة للغاية، حيث أن الشباب المغربي سيكون له احتكاك مباشر مع كل ما يتعلق بالحقل الصناعي، ما قد يسمح له بإيجاد حلول مبتكرة ناجعة لكل ما قد يتعرض له من مشاكل تقنية وتصنيعية لمنتج ما، لأن وجود منتجات محلية الصنع سيساعد من ضخ أفكار جديدة وحلول مبتكرة أكثر فأكثر، وهذا من أهم العوامل المتحكمة في الإقلاع الصناعي.
فجلب وتشجيع المستثمرين الأجانب للنهوض بالاقتصاد الوطني هو إذن آلية وضرورة ملحة لتطبيق استراتيجية المملكة التصنيعية، إذ وجب وضع هكذا استراتيجية متوسطة وطويلة المدى لمواكبة ديناميكية التصنيع وتطوير الإقتصاد، مع الاعتناء بالموارد البشرية وتطوير تكوينها بالتوازي. وليس عيبا أن يكون هناك شباب مكون عاطل عن العمل لفترة ''قصيرة"، لأن الكثير من الشركات والمستثمرين الأجانب قد يلجؤون للدول التي لديها كفاءات عاطلة قد تستفيد منها على الفور، وتجنب بذلك إضاعة الوقت في بدء منتجاتها..