الزميل عبد الرحيم أريري بسوق قروي على الطريق ببلدة zegban التابعة إداريا لمحافظة fresco ( تبعد عن أبيدجان ب 195 كلم)
قياس استعدادات احتضان الكوت ديفوار لكأس إفريقيا في يناير القادم (كان 2023)، يكشف أن سلم الاهتمام والابتهاج ليس على مقياس واحد بين الإيفواريين. ففي الكوت ديفوار التي تمتد مساحتها على 322.462 كيلومتر مربع وتصل ساكنتها حاليا إلى28.700.000 نسمة، هناك منطقة واحدة هي الأكثر استفادة من غنائم تنظيم كأس إفريقيا في يناير 2024، ألا وهو الشريط الممتد من العاصمة الاقتصادية إلى العاصمة السياحية.
فرغم أن المسافة بين أبيدجان ومدينة "سان بيدرو" San-pedro لا تتجاوز 350 كلم، فإن السفر بين المدينتين كان يعد بمثابة حصة تعذيب في جهنم، لأن المرء كان يقطع المسافة في ظرف 10 ساعات من شدة الأخاديد ووعورة المسالك. مما كان يجبر الراغبين في التنقل من أبيدجان إلى سان بيدرو، الانعطاف عبر منطقة gagno وsoubé قبل أن يعرج المرء على "سان بيدرو"، مع ما كان يترتب عن ذلك من إنهاك لمستعملي الطريق من جهة، وإنهاك لجيوبهم من جهة ثانية، وضياع زمن كبير من جهة ثالثة، فضلا عن نفور الآلاف من المغامرة أو الاستثمار في مدن وبلدات هذا الشريط، علما أنها بلدات مهمة تتميز بوفرة الغطاء الغابوي والبحيرات والأودية والشواطئ الجميلة من جهة رابعة.
اليوم ومع احتضان الكوت ديفوار لبطولة كأس إفريقيا واختيار مدينة "سان بيدرو" لتكون الحاضنة لمباريات "مجموعة الموت " التي تضم منتخبات: المغرب -زامبيا - الكونغو وتانزانيا، اضطرت السلطات الإيفوارية إلى إحداث طريق معبدة وواسعة بمواصفات جيدة تربط بين أبيدجان و"سان بيدرو"، بشكل أدخل البهجة على 563.000 نسمة تقطن في مدن وأقاليم : dabou,grand lahou,fresco,san-pedro، أي ما يمثل ( 1،9% من مجموع سكان البلاد).
بإنجاز هذه الطريق أصبحت المسافة بين مطار أبيدجان ومدينة "سان بيدرو" تقطع في 4 ساعات(أو خمس ساعات، حسب سرعة كل سائق)، أي أن المرء ربح نصف المدة عما كان عليه الحال من قبل، مما سيفتح شهية كل من يود الاستثمار أو السفر إلى جنوب البلاد للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، خاصة وأن هذه الطريق تمتاز بكونها تخترق أحد أهم أشرطة نخيل الكوك cocotier في العالم.
ومما يبشر بمستقبل واعد لبلدات هذا الشريط، أن سكان القرى المجاورة للطريق بدأوا يمتهنون مهنا عشوئية (فتح مقاهي شعبية، إصلاح العجلات، بيع مواد غذائية وفواكه من ليمون وبامبلوموس وكوك، على قارعة الطريق، إلخ...).
شئء واحد ينقصهم هو بيع أعلام منتخبات الدول التي ستلعب في "سان بيدرو". لكن من يدري، غدا أو بعد غد قد نجد راية المغرب وقمصان منتخب المغرب تباع بالمحلات التجارية على الطريق في بلدات: niéga أو monogaga أو zegban !
حظ سعيد لمنتخب المغرب وطوبى للجمهور المغربي الذي سيستمتع بشريط أخاذ وخلاب على طول الطريق بين مطار أبيدجان ومدينة "سان بيدرو".