الأحد 24 نوفمبر 2024
خارج الحدود

الاستفتاء الاسكتلندي يثير القلق في مدينة " بيريك" الحدودية

الاستفتاء الاسكتلندي يثير القلق في مدينة " بيريك" الحدودية

مدينة " بيرييك-ابون-تويد" في أقصى شمال بريطانيا، تنتظر بعجز وشيء من القلق، الاستفتاء حول  الاستقلال في 18 شتنبر المقبل في اسكتلندا التي تبعد "حدودها" اربعة كيلومترات فقط.
وقالت ايزابيل هانتر، رئيسة البلدية الليبرالية-الديموقراطية في هذه المدينة  الساحلية الفاتنة التي يبلغ عدد سكانها 13 الف نسمة في شمال شرق بريطانيا، "يأخذ  المواطن جواز سفره كل يومكاملا في أن يتوافر فيه عدد كاف من الصفحات لطبع جميع  الأختام عليها. فمنذ فترة طويلة نتداول هذه الطرفة فيما بيننا. وماذا يحصل إذا ما  أصبحت هذه الطرفة حقيقة؟"
وتؤيد هانتر، التي تتولى ادارة شركة نقل صغيرة، بقاء اسكتلندا في اطار بريطانيا. لذلك تنظر بارتياح إلى استطلاعات الرأي التي تعطي الفريق الرافض  للاستقلال قبل شهر من صدور النتيجة تقدما يبلغ 10 نقاط.
لكنها لا تخفي قلقا طفيفا وعجزها لأن المقيمين الاسكتلنديين وحدهم - بمن فيهم  الاتون من بلد آخر من الاتحاد الأوروبي والكومنولث- يحق لهم التصويت في الاستفتاء.
وأضافت :"نحن مضطرون لانتظار ما سيقرره الاسكتلنديون".
ويبدو أن سبب قلق رئيسة البلدية الذي يشاطرها اياه معظم مواطنيها كما تؤكد، هو  التاريخ المضطرب لمدينتها التي كانت في قلب الصراع بين الانكليز والاسكتلنديين في  القرون الوسطى.
وقد غيرت" بيريك-ابون-تويد" ولاءها ثلاث عشرة مرة بالاجمال قبل ان تصبح انكليزية  نهائيا في 1482. ولا تزال الأسوار المحيطة بالمدينة تحمل آثار تلك التجاذبات.
ومنذ ذلك الحين، تكشف المدينة التي تبعد أكثر من 500 كلم عن لندن و90 كلم فقط  عن ادنبره، عن هوية هجينة.
فالسكان يشعرون في الواقع لأنهم "من بيريك قبل كل شيء"، كما يقول فيل جونسون ، رئيس تحرير الصحيفتين المحليتين:" بيريك ادفرتايزر" التي تغطي أخبار الجانب  البريطاني من الحدود و"بيريكشاير نيوز" التي تعني بأخبار الجانب الاسكتلندي.
وأضاف: "ثمة عدد كبير من الأشخاص في المدينة تقيم عائلاتهم أو يعملون في الجانب  الآخر من الحدود". وقال :"وهذا منذ قرون".
وشددت ايزابل هانتر على القول :"هذا هو بالضبط السبب الذي يحملهم على ألا  يتبنوا فكرة وجود حدود بين الاثنين".
وعندما نغادر انكلترا شمال المدينة، نلمح لافتة كتب عليها: "أهلا بكم في  اسكتلندا". لكن ليس هناك أي حاجز رسمي للتفتيش من شأنه أن يعرقل حرية مرور الاشخاص.
وقالت البائعة لاورا جردان (27 عاما) :"لقد زرت عددا من المدن في الجانب الاخر ولم اجد أي فرق".
ويسكن كيفن سترتاشان (23 عاما) في شيرسيند في الجانب الاسكتلندي. وهو يذهب أيضا كل يوم إلى انكلترا حيث يعمل في متجر للأدوات الرياضية. وقال: "نحن نعتمد  كثيرا على بريطانيا، لا تتوافر فرص عمل حيث أعيش. ولا أعتقد أن الاستقلال سيكون  فكرة جيدة".