الاثنين 25 نوفمبر 2024
خارج الحدود

بلال أگ الشريف: حربنا ضدّ الجيش المالي والمرتزقة وجودية

بلال أگ الشريف: حربنا ضدّ الجيش المالي والمرتزقة وجودية بلال أك الشريف الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد
كشف"بلال أك الشريف" الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد MNLA، وقائد جيش أزواد،  مع الجريدة الفرنسية لوبينيون l’Opinion عما يعشه شمال مالي من اضطرابات وقلاقل وبسط أمين عام الحركة في حوار اليومية عدد 2624 يوم 23 أكتوبر 2023، الذي أجراه Pascal Airault، ونقله إلى العربية عبدالله بوشطارت، ما يعتمل الأوضاع الأمنية والعسكرية في المنطقة، ومن خروقات تطال اتفاق السلام مع حركات أزواد، وما يرتكب من جرائم ومجازر.
وفي ما يلي نص الحوار:

ما هي الوضعية العسكرية الحالية في شمال مالي؟ 
الجيش المالي ومرتزقة فاغنر بدأوا في مهاجمة مواقعنا، قبل شهرين في منطقة تينبكتو. الحكومة وَلٌت ظهرها لاتفاق السلام، وخرقت بنوده، بمهاجمة قواعدنا. قمنا بإخبار وتنبيه المنتظم الدولي، لاسيما البلدان الوسيطة بين مالي وحركات أزواد التي وقعت على اتفاق السلام في الجزائر. لكنه للأسف؛ لا أحد قام بإدانة المجازر والجرائم التي ارتكبتها القوات المسلحة المالية FAMA ومرتزقة فاغنر Wagner في حق السكان المدنيين، خاصة في مناطق گاو، وتينبكتو، وكل ما يقومون به مجازر بشعة في المناطق الأخرى وسط مالي. 

وأمام هذا الوضع، قررت تنسيقيات حركات أزواد CMA والتي توحدت في الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية، CSP-PSD، (الذي يجسد تحالف القوات المسلحة الموقعة على اتفاقية السلام مع مالي سنة 2015،) هؤلاء قرروا، الدفاع عن أنفسهم وحماية السكان المدنيين وأراضيهم. وقد قاومنا ببسالة وشراسة، وهزمنا القوات المسلحة المالية التي احتلت معسكرات بوريم، و ليري، و ديورا، وبامبا، وغيرها من المناطق..
 
الجيش الأزوادي  يقاتل إلى جانب تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين (تنظيم يضم مجموعة من الحركات الجهادية الموالية للقاعدة)، كما يبدو ذلك أثناء القيام بالعمليات الانتحارية بمنطقة "ليري"؟
هذا خطأ، وغير صحيح، لم تكن هنالك هجمات انتحارية في "ليري"، العملية قام بها الجيش الأزوادي وهو من نفذها. صحيح؛ أن تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين GSIM يتواجد في الميدان، والعديد من مقاتليه وأعضاءه، ينتمون إلى أزواد. غير أنه؛ نحن منذ 2015 نشتغل من أجل السلام مع باماكو، على عكس تنظيم القاعدة الذين يقاتلون ويحاربون الجيش المالي منذ سنة 2012. واليوم جميع أبناء أزواد يتمنون هزيمة الجيش المالي وهزيمة فاغنر الروسية، الذين يرتكبون الجرائم البشعة ويزرعون الألغام الفتاكة التي تستهدف السكان المدنيين في أرضنا. 
 
من وجهة نظرهم؛ ما هو تقييمكم لحصيلة الحرب؟ 
الجيش المالي وعصابة "فاغنر" فقدوا إلى حد الآن 300 عنصر في صفوفهم، في بير وبورم، وبامبا، وديورا. وفقدنا نحن في صفوفنا 45 شهيدا، ويوجد عدد كبير من الجرحى لدى الجانبين. 
 
كم هو عدد الأسرى الذين تم اعتقالهم؟ 
قمنا باعتقال العديد من الأسرى، أطلقنا سراح العشرات منهم، الذين سلمناهم إلى فريق "الصليب الأحمر"، كما قمنا تسليم البعض منهم لعائلاتهم بشكل مباشر. احتفظنا ب 18 أسير، نعاملهم معاملة حسنة، كما هو متجدر في ثقافتنا ومن شيمنا، وأيضا، احتراما للمعاهدات الدولية في هذا الجانب. 
 
أين تتمركز حاليا معارككم ضد الجيش المالي الذي يتحرك في طابور عسكري في اتجاه الشمال؟ 
هذا الطابور العسكري يتكون من 200 مدرعة، والشاحنات والسيارات رباعية الدفع، مدعما بطائرات الدرون TB2  من نوع Sukhoi  و Albatros .. حاليا هم محاصرون في مدينة أنفيس، والتي انسحبنا منها حفاظا على سلامة سكانها وتفاديا لأية أضرار جانبية في حقهم وفي ممتلكاتهم. الجيش المالي وفاغنر يرغبون في السيطرة على معسكرات "تيساليت"  Tessalit، والتي نواجه فيها صعوبات كبيرة بسبب تواجد عناصر "مينوسما" بها. (بعثة الأمم المتحدة). وهذا ما يسمح لطائرات فاغنر بالتوغل والتقدم. نحن نتفادى المواجهة في المناطق التي تتواجد بها عناصر بعثة الأمم المتحدة، أصحاب القبعات الزرق. الجيش المالي وفاغنر ينوون أيضا الاستيلاء على أگلهوك وكيدال. 
 
يبدو أنكم توجهون اللوم لبعثة الأمم المتحدة في مالي بسبب تحيزها؟  
كان من المفترض في بعثة الأمم المتحدة، أن تكون قوة محايدة، وأن تشتغل في حياد تام، مما يضمن التطبيق السليم والصحيح لاتفاق السلام الموقع في الجزائر. لكن يبدو أنها منحازة لصالح الجيش المالي، الذي تنسق معه عملية انسحاب عناصرها. فبعثة الأمم المتحدة تؤخر وتسرع عملية تسليم المعسكرات التي تحتلها والانسحاب منها، في شمال مالي، حسب تقدم قوات الجيش المالي. لذلك فهي منحازة إلى جانب أحد المتحاربين. شعبنا الذي كان له تصور إيجابي لعمل الأمم المتحدة، يشعر الآن بالخيانة. يخشى العيش تحت وطأة وقمع واستعباد ميليشيات فاغنر والجيش المالي. راسلنا الأمين العام للأمم المتحدة "أونطونيو گوتيريس"، لكي يحث بعثته أن تحترم الحد الأدنى من الحياد، أثناء سحب قوات حفظ السلام من المعسكرات في شمال مالي. لأن اتفاق السلام ينص على أن القوات التي ستشتغل في شمال مالي يجب أن تنتمي إلى الجيش الذي سيتم تشكيله وتأسيسه من جديد. فقوات الجيش المالي FAMA  غير قادرة لوحدها على ضمان وفرض السلم في أزواد. 
 
هل يعني هذا، أنكم تصعبون من مأمورية انسحاب قوات حفظ السلام الأممية؟  
ليست لدينا أية نية للقيام بذلك، لقد سمحنا للجنود الماليين المتواجدين في كيدال، في اطار "القوات المشتركة" للوصول إلى مطار المدينة الذي يوجد تحت سلطة "مينوسما" من أجل إجلائهم إلى "باماكو".
 
كيف واجهتم انشقاق بعض المجموعات المسلحة مثل حركة انقاذ أزواد MSA  التي اختارت الاصطفاف إلى جانب القوات المالية؟ 
إنهم أحرار في اختياراتهم. ومع ذلك؛ نحن لم نستبعدهم في أي من مؤسساتنا الإدارية. نحن الآن نركز جميع جهودنا في العمليات العسكرية. 
 
وماذا عن تواجد ممثليكم لدى السلطات؟ 
طلبنا من ثلاثة وزراء الانسحاب من الحكومة. فقد بقوا في باماكوا بمحض ارادتهم. إنهم الآن يعملون باسمهم ومن أجل مصالحهم. كما طالبنا أيضا من ضباطنا وعددهم  15 ضابطا، مغادرة صفوف الجيش المالي الذي التحقوا به منذ سنة 2015. 
 
هل تتلقون التعزيزات من التوارگ/ الطوارق في المنطقة؟
هناك تضامن واسع من طرف إخواننا التوارگ والعرب في الدول المجاورة، لا نعاني من مشكل في عدد المحاربين. حيثما نتواجد، يوجد هناك محاربون. كل يوم نتوصل بالتعزيزات من شعبنا في أزواد، الأمر يتعلق بسؤال الوجود لشعبنا. الصعوبة الرئيسية التي نواجهها تكمن في توفير العتاد والذخيرة، والدعم المالي واللوجيستيكي والطبي لعلاج الجرحى. 
 
هل لازلتم تؤمنون بالوساطة مع مالي التي أدت إلى اتفاق الجزائر 2015؟
يجب أن نتحدث بوضوح، هذه الوساطة لم تحقق النتائج المنتظرة منها، ولم يتمكن الوسطاء من وقف استمرار الحرب، وفشلوا في جعل السلطات الحاكمة في باماكو تستمع إلى صوت العقل. فريق الوساطة الدولي لم يعد يشتغل. لم يقل شيئا في خرق القوات المالية لبنود اتفاق السلام. ولم نعد في حاجة إلى وسطاء آخرين جدد. من أجل الخروج من هذا المأزق، يجب إعادة النظر في بنية السلام برمتها والبحث عن ميكانيزم جديد. "مينوسما" تسحب قواتها في مالي، ولن تلعب أي دور في تطبيق وتنزيل اتفاق السلام الجزائر. 
 
منظمة التعاون الإسلامي، أو أي بلد في الشمال، هل بإمكانهم قيادة الوساطة؟
منظمة التعاون الإسلامي، هي عضو سابق في الوساطة الدولية بمالي، لعبت دورها أثناء المفاوضات، ولكن غير قادرة على فعل المزيد في تفعيل وتطبيق اتفاق السلام. نحن في حاجة ماسة، بشكل خاص، إلى نظام محايد الذي لن ينحاز إلى حكومة مالي.
 
كيف يتم تمويل أقصى الشمال بالإمدادات، في ظل اغلاق الدول المجاورة لحدودها؟
الجزائر أغلقت حدودها بشكل رسمي منذ 2013، وتفتحها من وقت إلى آخر، لدواعي إنسانية، للسماح بمرور المواد الأساسية الضرورية، نحن نراقب المناطق الحدودية التي لم تشهد أي حوادث أو احتكاك مع الجيش الجزائري منذ سنة 2012. وهذا، من المفروض أن يقود الجزائر إلى إعادة تقييم دورنا في التنسيق مع قواتنا لإعادة فتح الحدود. كما توجد أيضا ترتيبات مع موريتانيا فيما يخض القضايا الإنسانية، والمبادلات التجارية، ونفس الشيء مع النيجر قبل الانقلاب العسكري الذي حصل هناك. العدوان العسكري المالي وقوات فاغنر في الأيام الأخيرة، عَمٌقَ من جراح المعاناة لشعبنا. ننادي المنتظم الدولي، الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية لتحمل مسؤوليتها في هذا الصراع. وجود مرتزقة فاغنر هو بمثابة كارثة حقيقة تهدد منطقتنا.
 
ترجم الحوار إلى العربية: عبد الله بوشطارت