الأحد 24 نوفمبر 2024
خارج الحدود

تركيا تحبس أنفاسها في انتظار انتخاب رئيس جديد

تركيا تحبس أنفاسها في انتظار انتخاب رئيس جديد

تجري اليوم الأحد بتركيا أول انتخابات رئاسية تفرز رئيسا جديدا عبر التصويت المباشر، وذلك وفق القانون الجديد للانتخابات الذي تم إقراره بمبادرة من حزب العدالة والتنمية، بعد أن كان النظام السائد هو اانتخاب الرئيس عبر البرلمان، وذلك منذ قيام جمهورية كمال أتاتورك. ومعنى ذلك أن الرئيس القادم سيتمتع بشرعية أعلى، وأن تركيا مقبلة على تغيير جوهري في نظامها السياسي يحولها من الاختيار البرلماني إلى النظام الرئاسي. وستنافس في هذا الاستحقاق ثلاثة وجوه في مقدمتها رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء الحالي ممثلا لحزب العدالة والتنمية الذي يحكم البلاد، على المستوى التنفيذي والرئاسي والتشريعي. وهذا المعطى يجعل أطروحاته وتصوراته للسياسة والمجتمع معروفة للناخب التركي، فهي من ناحية أولي تقوم على مبدإ إستعادة مجد الامبراطورية العثمانية الطامحة للعب دور محوري في المحيط الإقليمي والدولي، وتقوم من ناحية ثانية على بعث مشروع الخلافة الإسلامية عبر آليات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي يجد امتداداته في العالم العربي الإسلامي، وفي نقاط مشتتة في بقاع المعمور.

 المرشح الثاني هو الأكاديمي الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو (الرئيس السابق لمنظمة التعاون الإسلامي مرشحا عن الحزبين المعارضين: “حزب الشعب الجمهوري” و “حزب الحركة القومية” وبالنسبة إلى متتبعي الشأن السياسي التركي فإحسان شخصية توافقية تتبنى معارضة الخط الر سمي لسياسات حزب العدالة والتنمية القائمة، في نظر أنصار أوغلو، على نوع من الاختيار المنغلق على الغرب. أما المرشح الثالث فهو صلاح الدين دمرطاش (رئيس حزب االشعب الديموقراطي) الذي يدافع عن حقوق الأكراد، وتلتف حوله تيارات اليسار الراديكالي.

وحسب تقديرات المحللين، فإن اردوغان هو الأوفر حظا داخل هذا السباق الانتخابي الكبير، بالنظر إلى هيمنته على ساحة السياسة منذ سنوات، وكذلك إلى تمكنه من امتلاك كتلة ناخبة تحدد بنسبة 50في المائة، وبالتالي فخرب العدالة والتنمية يتمتع برصيد انتخابي هام، يلزمه، حسب بعض المحللين، فقط نسبة 1 في المائة لتسلم دفة الرئاسة. والا فسيظطر إلى خوض الجولة الثانية المقرر تنظيمها في 28 غشت القادم.

ليس هذا فقط الإكراه الوحيد الذي يواجه أردوغان، بل هناك إكراهات أخرى تتمثل في أنواع الفشل المتعددة التي مني بها حزب العدالة والتنمية في الآونة الأخيرة، تورطه في قضايا الفساد، عجزه عن التجاوب مع انتظارات الأتراك الاجتماعية والاقتصادية، عدم نجاح في إيجاد حل المشكلة التركية، عخصامه الدائم للصحافة. إضافة إلى الفشل على المستوى الخارجي، فبالإضافة إلى نكسة تجربة الإخوان المسلمين في مصر، والذي يعتبر هو عرابها الأساسي يلاحظ فشله في التعامل تفاصيل الأزمة السورية التي تشتعل على مقربة منه، وفي التجاوب ما ينتظره الأتراك من مواقف إيجابية بخصوص العدوان الاإسرائياي على غزة، إضافة إلى فشله المزمن في إيجاد موطئ قدم في الاتحاد الأوروبي، الحلم الذي كان يعد به الأتراك سنوات عديدة.

 قد ينجح أردوغان في هذه الانتخابات الرئاسية كما هو راجح. لكن المؤكد أنه يخرج من الخيمة مائلا.

الأتراك، في حالة فوزه، يظلون بلا أحلام قابلة للتحقق.