"اللهم نور بصيرتي"دعاء جميل وحكيم يتذكره المؤمنون لحظات الشدة، يلتمسون من خلاله أن ينور الله بصيرتهم طلبا للقوة والحكمة والفهم و أملا أن يمنحهم الله صفاء ذهنيا يساعدهم على حسن التفكير وحسن التقدير وحسن التوقع وحسن القول و يمكنهم من اتخاذ قرارات حكيمة يسمون بها عن الظلمة والجهل والشك ويمنحهم القدرة على التمييز بين الحق والباطل.
بعد هذا التذكير تعالوا الآن لنرى مثالين قريبين الأول عن حضور نور البصيرة والثاني عن تسلط غشاوة البصيرة، أبدأ بالثاني وهو القريب منا زمنا ومكانا، ويتعلق الأمرهنا بقائد حزب العدالة والتنمية السيد بنكيران الذي أصابت بصيرته غشاوة فلم ير ومعه صحبه غير الظلام، حتى منعهم أن يروا ما رأيناه وأن يقولوا ما لم يخطر على بالنا. لقد رأوا أن زلزالا وقع في منطقة تسمى الحوز نزل عقابا للمساكين والمعدومين وذي القربى في الجبال المنسية هناك، فقط لأنهم لم يتمسكوا بالعروة الوثقى وابتلاءا لهم عن المعاصي المقترفة بسبب بؤسهم وقلة ذات اليد، ولأنهم لم يسعوا في الأرض بل فضلوا أن يظلوا محاصرين هناك في الفجاج العميقة والقمم العالية، فأذاقهم الله من شدة عقابه، فلم تنفعهم مساجدهم هناك ولا صلواتهم هناك ولا بساطتهم هناك، ربما أنها لم تكن صادقة بما يكفي ولا حاصلة على أوراق اعتماد من السيد بنكيران وصحبه.
نعم أخطأ بنكيران وصحبه، وخطيئتهم لم تكن في سوء تقديرهم وسوء قولهم فحسب ، بل وأيضا في أنانيتهم وغرورهم واعتقادهم أنهم يملكون صكوك الغفران ومعها الحقيقة والصواب وأنهم يملكون القدرة على قراءة نوايا الله وفك شيفرتها، وما تأويلهم " للمغزى" من الزلزال إلا تعبيرعن هذا الغرور الذي يذكرنا بصكوك الغفران وجبروت وظلامية الكنيسة في العصور الوسطى.
وعلى ذكر الكنيسة أمر الآن للمثال الثاني عن حضور نور البصيرة، على إثر الخطاب الإنساني القوي الذي ألقاه بابا الفاتيكان فرنسوا أمام المؤمنين الكاثوليك بالملعب الكبير لمدينة مارسيليا الفرنسية نهاية الأسبوع المنصرم، وهو الخطاب الذي هز أركان خطاب الكراهية ومعاداة الأجانب بدول شمال المتوسط وأربك جميع فصائل اليمين واليمين المتطرف وأخرج فلول الفاشية والنازية لمواجهة هذا الخطاب المنتصر لقيم الإنسانية الحقة والمنتصر لقيم المحبة والاخوة والتضامن والمدافع عن استقبال وإنقاذ المهاجرين الذين يموتون كل يوم بالعشرات بمياه المتوسط، خطاب كان إدانة قوية لنفاق الغرب وبالخصوص للفكر الفاشي وللقوى اليمينية المتطرفة الصاعدة هناك.
البابا فرنسوا الذي أحدث أكثرمن رجة بالفاتيكان وبالكنيسة الكاتوليكية، القادم من دول الجنوب وبالضبط من بلدان أمريكا اللاتينية التي ارتبط فيها الايمان بالتصدي للطغيان و للديكتاتورية ولحب الآخر، على عكس البابوات القادمين من أروربا، لقد دعا البابا الله أن ينور بصيرته فمنحه تلك القدرة على التمييز بين الحق وبين الباطل حتى ينتصر للقيم الإنسانية الكونية في زمن صار الحق فيه أعزما يطلب، بينما غفا السيد بنكيران وصحبه عن دعوة الله لتنوير بصيرتهم، وتدفع عنهم لوثة الغرور نحو ارتكاب تلك الخطيئة التي لا تغتفر. فشتان بين إنسانية البابا فرنوسوا وبين خطيئة بنكيران...
بعد هذا التذكير تعالوا الآن لنرى مثالين قريبين الأول عن حضور نور البصيرة والثاني عن تسلط غشاوة البصيرة، أبدأ بالثاني وهو القريب منا زمنا ومكانا، ويتعلق الأمرهنا بقائد حزب العدالة والتنمية السيد بنكيران الذي أصابت بصيرته غشاوة فلم ير ومعه صحبه غير الظلام، حتى منعهم أن يروا ما رأيناه وأن يقولوا ما لم يخطر على بالنا. لقد رأوا أن زلزالا وقع في منطقة تسمى الحوز نزل عقابا للمساكين والمعدومين وذي القربى في الجبال المنسية هناك، فقط لأنهم لم يتمسكوا بالعروة الوثقى وابتلاءا لهم عن المعاصي المقترفة بسبب بؤسهم وقلة ذات اليد، ولأنهم لم يسعوا في الأرض بل فضلوا أن يظلوا محاصرين هناك في الفجاج العميقة والقمم العالية، فأذاقهم الله من شدة عقابه، فلم تنفعهم مساجدهم هناك ولا صلواتهم هناك ولا بساطتهم هناك، ربما أنها لم تكن صادقة بما يكفي ولا حاصلة على أوراق اعتماد من السيد بنكيران وصحبه.
نعم أخطأ بنكيران وصحبه، وخطيئتهم لم تكن في سوء تقديرهم وسوء قولهم فحسب ، بل وأيضا في أنانيتهم وغرورهم واعتقادهم أنهم يملكون صكوك الغفران ومعها الحقيقة والصواب وأنهم يملكون القدرة على قراءة نوايا الله وفك شيفرتها، وما تأويلهم " للمغزى" من الزلزال إلا تعبيرعن هذا الغرور الذي يذكرنا بصكوك الغفران وجبروت وظلامية الكنيسة في العصور الوسطى.
وعلى ذكر الكنيسة أمر الآن للمثال الثاني عن حضور نور البصيرة، على إثر الخطاب الإنساني القوي الذي ألقاه بابا الفاتيكان فرنسوا أمام المؤمنين الكاثوليك بالملعب الكبير لمدينة مارسيليا الفرنسية نهاية الأسبوع المنصرم، وهو الخطاب الذي هز أركان خطاب الكراهية ومعاداة الأجانب بدول شمال المتوسط وأربك جميع فصائل اليمين واليمين المتطرف وأخرج فلول الفاشية والنازية لمواجهة هذا الخطاب المنتصر لقيم الإنسانية الحقة والمنتصر لقيم المحبة والاخوة والتضامن والمدافع عن استقبال وإنقاذ المهاجرين الذين يموتون كل يوم بالعشرات بمياه المتوسط، خطاب كان إدانة قوية لنفاق الغرب وبالخصوص للفكر الفاشي وللقوى اليمينية المتطرفة الصاعدة هناك.
البابا فرنسوا الذي أحدث أكثرمن رجة بالفاتيكان وبالكنيسة الكاتوليكية، القادم من دول الجنوب وبالضبط من بلدان أمريكا اللاتينية التي ارتبط فيها الايمان بالتصدي للطغيان و للديكتاتورية ولحب الآخر، على عكس البابوات القادمين من أروربا، لقد دعا البابا الله أن ينور بصيرته فمنحه تلك القدرة على التمييز بين الحق وبين الباطل حتى ينتصر للقيم الإنسانية الكونية في زمن صار الحق فيه أعزما يطلب، بينما غفا السيد بنكيران وصحبه عن دعوة الله لتنوير بصيرتهم، وتدفع عنهم لوثة الغرور نحو ارتكاب تلك الخطيئة التي لا تغتفر. فشتان بين إنسانية البابا فرنوسوا وبين خطيئة بنكيران...