نجح المغرب والمغاربة في ستة أيام في أن يتجاوزوا صدمة كارثة الزلزال المدمر في أعالي جبال الأطلس الكبير.
ستة أيام أبرزت للعالم أن هناك دولة ومؤسسات وأن قوة العمل كانت مسنودة بشعب حي متضامن واع.
ستة أيام أيقظ فيها الزلزال روح "الأمة المغربية"، التي ليست شعارا للتباهي والاستهلاك بل واقعا في الميدان.
ستة أيام جعلتنا أيضا نكتشف وضاعة وتفاهة الصحافة الفرنسية وخفة القيادة الفرنسية التي لا تُحتمَلُ.
ستة أيام مكنت العالم أن يكتشف أن للمغرب هدوء قيادة لا تهزها ريح ولا ترتعب أمام تحدي الكارثة، أن له مؤسسات فعالة في الميدان بصمت وبدون بهرجة.
ستة أيام فُكَّ فيها الحصار عن المناطق المنكوبة وانتّشِلَتِ الجتث وتمت عمليات إنقاذ سريعة للجرحى والمصابين وتوفر فيها بنك دم كاف بسخاء ونزلت المساعدات من كل شبر من المغرب من قوافل الصحراء (الخيام لكبيرة) حتى أبعد نقطة في أعالي الجبال. وفُتِحَ فيها حساب بنكي رسمي ارتفعت بسرعة أرقام دراهمه بعشرات الملايين في 48 ساعة.
ستة أيام قوَّتْ المحنة فيها أصرة التعاون بين الشعب ومؤسسات الدولة. فالمغربي استشعر أنه مسنودٌ ومحميٌّ بجيشه وقواته الأمنية ودركه ورجاله من الوقاية المدنية وكفاءاته الطبية، واستشعرت عناصر كل هذه المؤسسات الوطنية الرائدة أن ظهرها وذراعها مسنود بالشعب. فيا لها من رسالة وقيمةٍ رفيعةٍ أن يثق الشعب في مؤسساته ودولته وتثق المؤسسات في شعبها. وأن ما مجَّداهُ معا هو قيمة التضحية وقيمة العمل وقيمة التعاون للبناء.
ستة أيام، قدمت للعالم معنى أن تكون قيادة البلاد رصينةً وهادئةً ومعنى أن لا يسجّنَ المغربي نفسه في العويل، بل أن تعمل اليد لاجتراح المستحيل حتى والدمع نازلٌ من العين. واكتشف العالم مجددا معنى "ثورة الملك والشعب" المغربية الخالصة. فنحن عائلة.
ستة أيام جعلتنا نكتشف حتى الأجزاء المريضة فينا، من تجار المآسي وتجار الدين ولصوص الدم والعرض.
ستة أيام واجهنا فيها أيضا حروبا تافهة وصغيرة للأخبار الزائفة، علَّمَت الناس أن لا تثق في المستقبل في شبكة المؤثرين والمؤثرات وتجار الويب.
ستة أيام، أعدنا فيها اكتشاف كرامة ومروءة المغربي، ذلك المقاوم دوما من أجل الحق في الحياة بعزة نفس. واكتشفنا أيضا ثقافة الأمازيغ في تلك الأعالي الرفيعة، وكيف أنهم من صغارهم حتى الطاعنين في السن منهم لا ينزوون في البكاء ولا يستجدون الصدقات ولا العواطف العابرة، بل أنهم من صلابة الجبل، بأنف عال في السماء بصبر وجلد.
ستة أيام طوينا فيها كتاب الصدمة، وابتدعنا خطة طريق للمستقبل. رسالتها الابقى أن مغرب ما بعد الزلزال لن يكون أبدا مثل مغرب ما قبل الزلزال، مع نفسه ومع الآخرين، كل الآخرين.
ستة أيام مكثفة المواقف والعواطف والدروس جعلت "الأمة المغربية" ترتقي أمام نفسها وأمام العالمين إلى درجة أعلى في خطو التاريخ. لأنه شئ ما غيره فينا الزلزال، ستظل توابعه متلاحقة في صيرورة الزمن المغربي.
رحم الله شهداء الأعالي المغربية فدمهم الزكي في عنقنا جميعا، لأنه لم يفجر فقط ينابيع المياه في شعاب الجبال (يا لها من حكمة) بل لأنه فجر فينا معنى جديد لتامغربيت في الدولة وفي المجتمع.
عاش المغرب.
ستة أيام أبرزت للعالم أن هناك دولة ومؤسسات وأن قوة العمل كانت مسنودة بشعب حي متضامن واع.
ستة أيام أيقظ فيها الزلزال روح "الأمة المغربية"، التي ليست شعارا للتباهي والاستهلاك بل واقعا في الميدان.
ستة أيام جعلتنا أيضا نكتشف وضاعة وتفاهة الصحافة الفرنسية وخفة القيادة الفرنسية التي لا تُحتمَلُ.
ستة أيام مكنت العالم أن يكتشف أن للمغرب هدوء قيادة لا تهزها ريح ولا ترتعب أمام تحدي الكارثة، أن له مؤسسات فعالة في الميدان بصمت وبدون بهرجة.
ستة أيام فُكَّ فيها الحصار عن المناطق المنكوبة وانتّشِلَتِ الجتث وتمت عمليات إنقاذ سريعة للجرحى والمصابين وتوفر فيها بنك دم كاف بسخاء ونزلت المساعدات من كل شبر من المغرب من قوافل الصحراء (الخيام لكبيرة) حتى أبعد نقطة في أعالي الجبال. وفُتِحَ فيها حساب بنكي رسمي ارتفعت بسرعة أرقام دراهمه بعشرات الملايين في 48 ساعة.
ستة أيام قوَّتْ المحنة فيها أصرة التعاون بين الشعب ومؤسسات الدولة. فالمغربي استشعر أنه مسنودٌ ومحميٌّ بجيشه وقواته الأمنية ودركه ورجاله من الوقاية المدنية وكفاءاته الطبية، واستشعرت عناصر كل هذه المؤسسات الوطنية الرائدة أن ظهرها وذراعها مسنود بالشعب. فيا لها من رسالة وقيمةٍ رفيعةٍ أن يثق الشعب في مؤسساته ودولته وتثق المؤسسات في شعبها. وأن ما مجَّداهُ معا هو قيمة التضحية وقيمة العمل وقيمة التعاون للبناء.
ستة أيام، قدمت للعالم معنى أن تكون قيادة البلاد رصينةً وهادئةً ومعنى أن لا يسجّنَ المغربي نفسه في العويل، بل أن تعمل اليد لاجتراح المستحيل حتى والدمع نازلٌ من العين. واكتشف العالم مجددا معنى "ثورة الملك والشعب" المغربية الخالصة. فنحن عائلة.
ستة أيام جعلتنا نكتشف حتى الأجزاء المريضة فينا، من تجار المآسي وتجار الدين ولصوص الدم والعرض.
ستة أيام واجهنا فيها أيضا حروبا تافهة وصغيرة للأخبار الزائفة، علَّمَت الناس أن لا تثق في المستقبل في شبكة المؤثرين والمؤثرات وتجار الويب.
ستة أيام، أعدنا فيها اكتشاف كرامة ومروءة المغربي، ذلك المقاوم دوما من أجل الحق في الحياة بعزة نفس. واكتشفنا أيضا ثقافة الأمازيغ في تلك الأعالي الرفيعة، وكيف أنهم من صغارهم حتى الطاعنين في السن منهم لا ينزوون في البكاء ولا يستجدون الصدقات ولا العواطف العابرة، بل أنهم من صلابة الجبل، بأنف عال في السماء بصبر وجلد.
ستة أيام طوينا فيها كتاب الصدمة، وابتدعنا خطة طريق للمستقبل. رسالتها الابقى أن مغرب ما بعد الزلزال لن يكون أبدا مثل مغرب ما قبل الزلزال، مع نفسه ومع الآخرين، كل الآخرين.
ستة أيام مكثفة المواقف والعواطف والدروس جعلت "الأمة المغربية" ترتقي أمام نفسها وأمام العالمين إلى درجة أعلى في خطو التاريخ. لأنه شئ ما غيره فينا الزلزال، ستظل توابعه متلاحقة في صيرورة الزمن المغربي.
رحم الله شهداء الأعالي المغربية فدمهم الزكي في عنقنا جميعا، لأنه لم يفجر فقط ينابيع المياه في شعاب الجبال (يا لها من حكمة) بل لأنه فجر فينا معنى جديد لتامغربيت في الدولة وفي المجتمع.
عاش المغرب.