مشهد من الاختناق المروري الرهيب الذي تشهده قنطرة طريق مطار محمد الخامس بين تيط مليل وأهل الغلام بالبيضاء
أصلا إقليم مديونة وعمالة سيدي البرنوصي بالبيضاء يشكوان قلة في عناصر الشرطة، علما أن مديونة والبرنوصي توجدان في ضاحية الدارالبيضاء، وهي الضاحية التي تحولت - بمقتضى وثائق التعمير- إلى قطب جذب لتوطين الشركات والمشاريع السكنية الضخمة الجالبة للسكان وللرواج والتنقل.
للأسف هذه الدينامية العمرانية والفورة التعميرية التي يشهدها تراب مديونة والبرنوصي، لم تتم مواكبتها من طرف الحكومة وجهة الدارالبيضاء، بالمشاريع الطرقية المهيكلة، لتخفيف عذابات السكان والمستخدمين بالشركات، وكذا تخفيف عذابات مستعملي الطريق الرئيسية والوحيدة العابرة لمراكش ومطار محمد الخامس عبر أهل الغلام وتيط مليل.
ذلك أن الطريق الوطنية الرابطة بين عين حرودة ومطار محمد الخامس (عبر أهل الغلام وتيط مليل)، تشهد تدفقات رهيبة جدا بفعل حركة التنقل، بين الحوض الصناعي لمطار محمد الخامس والحوض الصناعي للمحمدية، لكن تكلس وزارة التجهيز وشركة الطرق السيارة وتقاعسهما في توسيع القنطرة، يجعل المرور من هذه الطريق يعادل "حصة من التعذيب في جهنم". ويزداد الوضع تأزما كلما وقعت حادثة سير بالقنطرة المذكورة أو تعطلت شاحنة، إذ في هذه الحالة يستحيل المرور وتتوقف حركة السير لساعات مع ما ينجم عن ذلك من طوابير طويلة جدا للشاحنات والسيارات في كلا الاتجاهين( أي من جهة تراب تيط مليل، ومن جهة تراب أهل الغلام). فتتعطل مصالح الشركات ومستعملي الطريق، وكان المغرب بدون مؤسسات وبدون حكومة أو إدارة.
ومن مآسي استقالة وزارة التجهيز عن ممارسة اختصاصها ورفضها التدخل لتوسيع القنطرة منذ سنوات، أن مصالح الأمن الوطني بكل من منطقة مديونة ومنطقة البرنوصي، تضطر إلى تفريغ الكوميساريات والشوارع من رجال البوليس، من أجل إرسالهم لمحاولة تخفيف الاختناق المروري بالقنطرة ، لدرجة أنه في وقت الذروة يتم إرسال فيالق من البوليس مع سياراتهم "لقنطرة الجحيم"، في الوقت الذي كان مطلوبا من رجال الأمن أن ينتشروا في الأسواق والشواطئ والساحات والدروب لمحاربة الظاهرة الإجرامية وتوسيع هامش الإحساس بالأمن لدى المواطن، بدل إرهاق الأمن الوطني بمهام إضافية تافهة للتغطية على إخفاق وزارة التجهيز وشركة الطرق السيارة، رغم أن الوزارة وشركة الطرق السيارة تلهفان الملايير كأجور وامتيازات ومكاسب دون أن ينعكس ذلك على جودة عيش المواطن وعلى حسن تدبير حظيرة القناطر والطرق.
فبعد استقالة مسؤولي الجهة ومنتخبي مجلس الدارالبيضاء وتيط مليل عن التدخل لرفع الضرر عن مستعملي طريق مطار محمد الخامس عبر أهل الغلام وتيط مليل، يبقى والي الدار البيضاء وعامل كل من عمالة البرنوصي وإقليم مديونة ووالي أمن الدار البيضاء، مطالبون بالتحرك العاجل لوضع "البيضة في الطاس" مع مسؤولي وزارة التجهيز وشركة الطرق السيارة لتوسيع القنطرة. فالسيل بلغ الزبي والمواطن فقد كل رصيده من الصبر.
ولممثلي الملك بالدارالبيضاء واسع النظر !