الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
خارج الحدود

تصاعد الضغط على انقلابيي النيجر مع اقتراب انتهاء المهلة لتدخل عسكري

تصاعد الضغط على انقلابيي النيجر مع اقتراب انتهاء المهلة لتدخل عسكري انقلاب النيجر قضى على محاولات فرنسا استعادة تأثيرها في أفريقيا
تصاعد ضغط المجتمع الدولي السبت 5 غشت 2023 على الانقلابيين في النيجر عشية انتهاء إنذار وجهته الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) مؤكدة استعدادها للتدخل عسكريا. 
وأكدت الخارجية الفرنسية دعمها "بحزم وتصميم" لجهود (إكواس) لدحر محاولة الانقلاب. وقالت في بيان إن "مستقبل النيجر واستقرار المنطقة بأكملها على المحك". 
واجتمع القادة العسكريون لدول المجموعة في العاصمة النيجيرية أبوجا لمناقشة سبل التعامل مع أحدث انقلاب في منطقة الساحل الإفريقي. 
وحذر مفوض الشؤون السياسية والأمن في المنظمة الإقليمية عبد الفتاح موسى "تم في هذا الاجتماع تحديد كل عناصر التدخل المحتمل، بما في ذلك الموارد اللازمة، وكذلك كيف ومتى سننشر القوة". 
أضاف "نريد أن تنجح الدبلوماسية ونريد نقل هذه الرسالة لهم (المجلس العسكري) بوضوح، بأننا نمنحهم كل فرصة للعودة عما قاموا به". 
وشهدت النيجر تظاهرات دعم للانقلابيين في مختلف انحاء البلاد، رفع خلالها العلمان النيجري والروسي، إضافة إلى صور العسكريين الذين نفذوا الانقلاب، وفق التلفزيون الرسمي وصحافيين محليين. 
واعتبر وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو في مقابلة خاصة مع وكالة فرانس برس أن الانقلاب في النيجر "خطأ فادح في التقدير... يضعف مكافحة الإرهاب" في منطقة الساحل. 
وأضاف أن "النيجر هي واحدة من أفقر البلدان في العالم. 40% من موازنة البلاد تأتي من المساعدات الخارجية وستعاني بشدة غيابها إذا لم تتم إعادة النظام الدستوري". 
وفي ما يتعلق بالتدخل العسكري في النيجر، أجاب "الانذار صدر وليس لي أن أعلق عليه... نرى أن الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا تتولى مسؤولياتها في إدارة هذه الأزمة". 
وأكد المجلس العسكري في النيجر إنه سيواجه القوة بالقوة.
وقال في مقابلة تلفزيونية مساء السبت "نرفض رفضا تاما وقطعيا التدخل العسكري في النيجر"،.
ويحظى المجلس العسكري بدعم مالي وبوركينا فاسو، الدولتين المجاورتين للنيجر واللتين يحكمهما عسكريون بعد انقلابين في 2020 و2022. 
وقال البلدان اللذان تم تعليق عضويتهما في هيئات "إكواس" إن أي تدخل مسلح في النيجر سيعتبرانه "إعلان حرب" عليهما أيضا، وسيؤدي إلى انسحابهما من الجماعة الاقتصادية. 
كذلك، أعلنت تشاد المجاورة التي تعد قوة عسكرية مهمة، عدم مشاركتها في أي تدخل عسكري. 
وفي بنين المجاورة للنيجر، أكد وزير الخارجية أولشيغون أدجادي بكاري أن الدبلوماسية تظل "الحل المفضل"، لكنه قال إن بلاده ستحذو حذو إكواس إذا قررت التدخل. 
اكتسبت النيجر دورا محوريا في العمليات الفرنسية لمحاربة التنظيمات الإسلامية المتطرفة في منطقة الساحل منذ خروجها من مالي بطلب من المجلس العسكري الحاكم في هذا البلد في صيف 2022. 
شكلت النيجر في البداية قاعدة عبور للعمليات في مالي، قبل أن تستقبل القسم الأكبر من القوات الفرنسية في قاعدة جوية في نيامي. وسيكون انسحاب 1500 جندي فرنسي من النيجر بمثابة نكسة جديدة لباريس في حربها ضد الجهاديين. 
في نيجيريا، حض كبار السياسيين الرئيس بولا تينوبو على إعادة النظر في التهديد بالقيام بتدخل عسكري. 
ودعا مجلس الشيوخ النيجيري "رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية بصفته رئيسا للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (إكواس) إلى تشجيع القادة الآخرين في المجموعة على تعزيز الخيارات السياسية والدبلوماسية". 
ونصح أعضاء في مجلس الشيوخ من ولايات في شمال نيجيريا التي تتشارك سبع منها حدودا بطول 1500 كيلومتر مع النيجر، بعدم القيام بأي تدخل عسكري حتى يتم استنفاد جميع الخيارات الأخرى. 
وشجب أكبر تجمع للمعارضة في البلاد العملية العسكرية المحتملة في النيجر باعتبارها "غير مدروسة على الإطلاق". 
وقال تحالف الأحزاب السياسية المتحدة "لقد تم إرهاق الجيش النيجيري على مر السنوات في محاربة الإرهاب وجميع أساليب التمرد التي لا تزال نشطة إلى حد كبير". 
وحض تينوبو نفسه "إكواس" على القيام "بكل ما يلزم" للتوصل إلى "حل ودي" للأزمة في النيجر.