الجمعة 3 مايو 2024
في الصميم

دناءة إعلام فرنسا !

دناءة إعلام فرنسا ! عبد الرحيم أريري
الإعلام الفرنسي ( أو لنقل معظم الإعلام الفرنسي) بلغت به الحقارة حد التلاعب بالمفردات والأصول.
فحينما يتألق فرنسيون من أصل إفريقي، ازدادوا ونشأوا وتربوا في مدارس وشوارع فرنسا، ويحقق هؤلاء إشراقات مهمة في مجال ما ( مثلا: كليان مبابي، زين الدين زيدان، يانيك نوا، كريم بنزيمة، إلخ....)، نجد الإعلام الفرنسي يعض بالنواجد على لفظة "الفرنسي" والتركيز فقط على جنسيتهم الفرنسية وبصمتهم في رفع "راية فرنسا".

 
لكن - وأشدد على لفظة لكن- حين يتورط فرنسيون من أصل أجنبي، في أعمال تخريب أو مواجهات مع الأمن الفرنسي، يحرص نفس الإعلام الفرنسي( في الصحف والمواقع وبلاطوهات التلفزة)، على "مسح السما بليغا"، وإنكار الجنسية الفرنسية عن هؤلاء المتهمين. بالمقابل تتم عملية تكرار فجة وساقطة لذكر الأصل الأجنبي للفرنسي المذكور( مثلا فلان ذو الأصل المغربي أو الجزائري أو السينغالي أو المالي أو الفيتنامي، إلخ...).
 
نفس الملاحظة تنطبق على تناول إعلام فرنسا للإرهابيين الفرنسيين المتورطين في أحداث إرهابية أو الذين ضبطوا وهم يحاولون  الالتحاق بمعسكرات داعش والنصرة والقاعدة.إذ بينت المعطيات أن الأغلبية الساحقة لهؤلاء "الداعشيين" الفرنسيين، ولدوا بفرنسا وارتادوا مدارسها وترعرعوا في دروب وأحياء مدنها. لكن وسيرا على نهجها اللئيم والساقط، نجد وسائل الإعلام الفرنسية تتجاهل ذلك وتذكر فقط بكون فلان أو فلانة من أصل تونسي أو مغربي أو جزائري أو مصري.
يا للدناءة !!!