الجمعة 19 ديسمبر 2025
كتاب الرأي

أحمد نورالدين: واجب الضيافة لا يعني المذلة...

أحمد نورالدين: واجب الضيافة لا يعني المذلة... أحمد نورالدين

كم تألمت حين شاهدت على الشاشة ذاك الاستقبال الباذخ الذي خصص للمنتخب الجزائري لكرة القدم عند مدخل الفندق خمس نجوم يوم 19.12.2025 بحضور فرقة موسيقية شعبية. إنه يعبر عن غياب الصرامة المهنية وحضور الدونية في أحقر صورها. إذ لم يكن مطلوبًا أن نرحب بشكل باذخ بفريق الدولة التي بترت النشيد الوطني المغربي وسط ملاعبها لكرة القدم، واعتدت على اللاعبين المغاربة لأقل من عشرين سنة، ومنعت رفع الراية المغربية أثناء دوري إفريقي على أرضها، ومنعت طائرات فرقنا الوطنية لكرة القدم من الوصول عبر خط مباشر إلى أرضها للمشاركة في مباريات دولية لأنها قطعت الأجواء على الطيران المدني المغربي منذ غشت 2021، وأجبرت بالتالي فرقنا الرياضية، عمومًا وفي كرة القدم خصوصًا، على المرور عبر إسبانيا أو تونس.

لم يكن مطلوبًا منا أبدا أن نبالغ في حفاوة الاستقبال على أنغام فرق الفلكلور! كان المطلوب أن نكتفي بالحد الأدنى كما هو معمول به في كل دول العالم في تظاهرة قارية مثل الكان.
محزن أن يحضر التهريج وتغيب معاني الكرامة والذاكرة والندية والغيرة الوطنية. لا يتعلق الأمر بحقد أو تصفية حسابات وباقي السرديات، فالأمر يتعلق بتنظيم تظاهرة رياضية دولية تحكمها معايير قارية ودولية. كل ما هو مطلوب هو تحري المهنية، ولا شيء غير المهنية؛ فالزيادة في الشيء هي نقصان، وعند المغاربة "من رأس الأحمق".

وفي مقابل المهنية هناك التهريج أو "التابهلا" الممزوجة بكثير من مآسي المغاربة والعدوان على فرقنا الرياضية. والفارق كبير بين الاستقبال المهني وفقًا للشروط المعمول بها إفريقيًا ودوليًا في مثل هذه المنافسات الرياضية، وبين استقبال التذلل والتزلف لمن ارتكب جرائم رياضية متعددة ومتكررة ضد اللاعبين المغاربة وضد النشيد الوطني المغربي في ملاعبه لكرة القدم، وضد قيم التسامح الرياضي التي من أجلها أنشئت المنافسات الرياضية منذ عهد الإغريق إلى اليوم.

أما الحرب على المغرب وقتل آلاف الشهداء في الصحراء خلال نصف قرن وطرد عشرات الآلاف من المواطنين دون جريمة في مثل هذا اليوم بالضبط سنة 1975، فذاك موضوع آخر لا يرتبط بالرياضة.
الله يعطينا العز، أما الذل…