لا حدود لسخف الإعلام الجزائري المأجور، ولا حدود لغليان المواقع والصحف التابعة لـ"بيت الصحافة" (الممول من طرف الأوليغارشيا العسكرية)، كلما تعلق الأمر بـ"المراركة" و"المخزن" و"الجار الغربي"، حيث أسفرت عبقرية هذا الإعلام الطاعن في الأحقاد (الدفينة والمبيتة والعلنية) عن آخر اكتشاف حققت به "سبقا صحافيا" (حصريا) لم تستطع لا "لوموند"، ولا "ليبراسيون"، ولا "لوفيغارو"، ولا "لوسوار"، ولا حتى "لوكانار أونشيني" تحقيقه بخصوص من يقف وراء المظاهرات التي اندلعت في فرنسا عقب مقتل الفتى نائل برصاص شرطي يوم الأربعاء (28 يونيو 2023).
فقد أعلن موقع "djazair-tube" أن "عملاء المخزن واليمين الفرنسي المتطرف" اندسوا وسط المتظاهرين السلميين في المدن الفرنسية بغرض توجيه المسيرات وتغيير أهدافها وتشويه المتظاهرين عبر الدفع باتجاه الفوضى والعنف وتحطيم الممتلكات العمومية وسرقة المحلات وتحطيم السيارات وتدمير المباني".
وتابع الموقع البئيس والحقير أن "مصادر مطلعة من فرنسا تؤكد لـ "دزاير توب": "المندسون الموالون للمخزن استغلوا بخسة حادثة مقتل نائل من أجل تشويه صورة الجزائر وجاليتها بفرنسا وتوريطها مع السلطات الفرنسية باتهامها بإثارة الشغب وممارسة العنف، من خلال سيناريو محبك في دهاليز مخابرات المحزن..".
وإذا كان وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، يحذر تحميل الأجانب في فرنسا، ومنهم المغاربة والجزائريون)، مسؤولية الأحداث. وقال في جلسة أمام البرلمان: "المسألة اليوم تتعلق بالمجرمين، وليس الأجانب". فمن بين 4000 شخص تم اعتقالهم في الأيام القليلة الماضية، فإن أقل من 10% ليسوا مواطنين فرنسيين، وأن 40 منهم فقط يواجهون الاحتجاز انتظاراً للترحيل"، فهذا يؤكد أولا ارتفاع درجة الحمى لدى "الإعلام الجزائري" المرتشي الذي يستغل كل الفرص من أجل النيل من المغرب، وإلصاق كل التهم به، سواء أكان ذلك في السند أو الهند أو الصين أو جزر الواق واق. كما يؤكد مستوى سعار جنرالات قصر المرادية وهياجهم أمام كل خطوة مغربية في الاتجاه الصحيح. والغاية كلها هو تمرير مغالطات للرأي العام الجزائري، والتسويق لحرب لا تقع إلا في الوعاء الفارع لجمجمة الرئيس عبد المجيد تبون ومعه الكابران سعيد شنقريحة.
إن إعلام "بيت الصحافة" الممول من العسكر الجزائري يحاول عبثا التغطية على إخفاقات "الكابرانات" أمام التقدم المغربي، في ملف الصحراء، وفي التنمية البشرية، وفي الاقتصاد، وفي الرياضة، وفي البنيات التحتية، وفي الصناعة، وفي الأمن الغذائي، وفي السباق الديبلوماسي، وفي الأمن ومحاربة الإرهاب، وفي المصداقية السياسية، وفي الاستقرار المالي. غير أن الآلة الإعلامية الجزائرية، التي تجتهد لترويج الأكاذيب نسيت أن الرأي العام الدولي، وكذا المحلي، لا يصنع بالإشاعات واللامنطق والكذب والبهتان وإطلاق الكلام على عواهنه. ذلك أن هذا الإعلام يدرك جيدا أن العدو الخارجي ما هو إلا مشجب لإخفاء فشل السلطات الجزائرية الذريع في إقرار نموذج سياسي واقتصادي وتنموي قادر على خوض سباق متكافئ مع المغري، وذلك رغم الإمكانيات المادية والموارد الطبيعية الكبيرة التي تتوفر عليها الجزائر، والتي تؤول كلها إلى تجارة السلاح وقمع الاحتجاج السلمي الذي يطالب حكام الجزائر بالرحيل.