ستبقى ليلة الأربعاء الخميس (28\29يونيو 2023)، أسوأ ليلة في التاريخ الأمني والسياسي بفرنسا. إذ عقب قتل شرطي فرنسي لشاب بضاحية فرنسا، خرجت معظم أحياء ضواحي باريس في تمرد ضد قوات الأمن والدرك الفرنسي، مما أدى إلى مواجهات دامية وخطيرة في مختلف أنحاء العاصمة الفرنسية، أسفرت عن سقوط أزيد من 70 جريحا في صفوف قوات الأمن. انفلات الوضع الأمني استدعى من الرئيس ماكرون تسخير 40.000 رجل شرطة ودركي لإخماد التمرد.
وعلى عكس الاحتجاجات السابقة بين المهاجرين وقوات الأمن الفرنسية في السنوات السابقة، فإن تمرد الليلة السوداء تميز باستهداف رموز الدولة الفرنسية، عبر حرق مقرات الشرطة والدرك والمدارس والبلديات ومقرات البريد، مما أحدث الفزع وزلزالا في الطبقة السياسية والفرنسية.
ومما زاد من حدة الجمر الذي أحرق فرنسا، أن حكومة الرئيس ماكرون بدل أن تعترف بإهمالها لحقوق الأقليات ولأحياء الضواحي بالمدن الفرنسية، خرج الرئيس ماكرون ووزير الداخلية بتصريحان يمجدان فيه قوات الأمن( من شرطة ودرك)، ويساندها في هذه الحرب التي تستهدف رموز الدولة الفرنسية.