الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

الدرويش: ضرورة تسمية إحدى المؤسسات أوالمعالم باسم جرمان عياش

الدرويش: ضرورة تسمية إحدى المؤسسات أوالمعالم باسم جرمان عياش محمد الدرويش، رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم وجوانب من الندوة
بمدرج الشريف الادريسي كلية الاداب والعلوم الانسانية بالرباط، القى محمد الدرويش رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم في افتتاح ندوة جرمان عياش بعد الترحيب بالحضور .. أشار في البداية بان الندوة  تأتي كاعتراف  المؤسسة بعطاءات ومساهمات واخلاق أحد أعمدة الجامعة المغربية والفعل الثقافي والسياسي والاجتماعي، وهو الامر الذي يستوجب قبل كل شيء على المؤسسات والتنظيمات السياسية والمدنية والإجتماعية، وكذا الحكومة والمؤسسات الدستورية خصوصا منها التي لها علاقة بالتنشئة الاجتماعية للفرد من مثل قطاعات الشباب والرياضة والثقافة والتربية والتكوين والشؤون الإسلامية والأسرة وغيرها، التفكير بعمق في آليات تحصين ليس فقط الموروث الحضاري والثقافي بل حتى الاخلاقي الذي ظل يؤطر المجتمع المغربي لعقود من الزمن، وظل المغاربة يعيشون في هناء واطمئنان على الاختلاف والاتفاق في الرأي، والانتماء وغير ذلك، وهذا ما جعل المملكة المغربية عبر التاريخ "دولة اسلامية ذات سيادة كاملة متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية وبصيانة تلاحم وتنوع مقومات هويتها الوطنية الموحدة بانصهار كل مكوناتها العربية الإسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية والغنية بروافدها الافريقية والاندلسية والعبرية والمتوسطية، كما ان الهوية المغربية تتميز بتبوا الدين الاسلامي مكانة الصدارة فيها، وذلك قي ظل تشبث الشعب المغربي بقيم الإنفتاح والاعتدال والتسامح والحوار والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات الانسانية جمعاء"
واعتبر الدرويش إن إقدام مؤسسة فكرعلى تنظيم هاته السلسلة اعلام في الذاكرة هو تذكير بشخصيات وطنية اكاديمية بصمت تاريخ المغرب الحديث بمؤلفاتها ومواقفها وأخلاقها وعلاقاتها بزملائها وطلابها ومحيطها، ويندرج ضمن 
الرغبة في ربط الحاضر بالماضي من أجل المستقبل، انطلاقا من الإيمان العميق بأن من لا ماضي له لا مستقبل له، ولهذا ضمن هذا الخيط الرابط والمستقيم تتابع مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم تنفيذ برنامجها في اطار سلسلة "أعلام في الذاكرة" ‏الذي دشنته بتنظيم ندوة وطنية حول الأديب عبد المجيد بنجلون والأستاذ عبد الكريم غلاب بتنظيم هاته الندوة الوطنية التي تنعقد بشراكة مع قطاع الثقافة وتعاون مع كلية الاداب والعلوم الإنسانية بالرباط، والجمعية المغربية للبحث التاريخي.  
وأوضح الدرويش أن الندوة الثالثة خصصت لجرمان عياش الوطني الأستاذ المؤرخ، الذي ولد في مدينة السعيدية بالجهة الشرقية للمملكة سنة 1915، من أسرة مغربية يهودية تنحدر من قبائل آيت عياش، ونشأ وترعرع في مدينة بركان، قبل أن ينتقل إلى مدينة تلمسان الجزائرية حيث قضى سنوات دراسته الابتدائية فيعود مجددا إلى وجدة وبعدها العاصمة الرباط، حيث أتم دراسته، والتحق بثانوية ليوطي مدرسا ثم انتقل إلى مدينة بوردو الفرنسية لاستكمال دراسته، قبل أن يعود مجددا إلى حضن وطنه، قبيل استقلال المغرب، ليلتحق بكلية الآداب في الرباط استاذا بشعبة التاريخ بها بداية من سنة 1960 لمادة الآداب اليونانية واللاتينية ثم مواد التاريخ في القسم المعرب بذات الشعبة؛ وأشرف على عشرات الرسائل والأطروحات خاصة ما تعلق بالقرن التاسع عشر، وأنجزت تحت إدارته أبحاث تاريخية أصبحت مرجعا في ببلوغرافيا تاريخ المغرب وإلى جانب التدريس والبحث والكتابة، كما ترأس إدارة تحرير مجلة هسبريس تامودا المختصة في التاريخ والآداب والعلوم الإنسانية ،وهي المسؤولية التي ظل يتحملها إلى تاريخ وفاته بمدينة نيس الفرنسية سنة 1990.
وقال الدرويش أن جرمان عياش نشر مقالات وكتباً حول تاريخ المغرب لمواجهة التآليف الاستعمارية، ومن أشهر ما ألف "دراسات في تاريخ المغرب" وجذور حرب الريف". وقد انتصر لمنهج اعتماد الوثائق المحلية والوطنية لتطوير الكتابة التاريخية بالمغرب، وهو المنهج المعتمد في تآليفه مثل "مظاهر الأزمة المالية في المغرب" بعد حرب تطوان سنة 1860، أو ما كتبه حول نشأة المطبعة بالمغرب أو ظهور الشعور الوطني المغربي وكتاب "جذور حرب الريف"، الذي أثار صدوره نقاشًا تجاوز حدود المغرب.
وأكد رئيس مؤسسة مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم بان جرمان عياش ساهم في بناء الجامعة المغربية، ولهذا ننظم هاته الندوة الوطنية وفاء لروحه الطاهرة بنفس الروح والأخلاق التي نظمت في إطارها الجمعية المغرية للبحث التاريخي، وبتعاون مع كلية الآداب ندوة علمية يومي 16 و17 يناير 1992، تقديرا لمكانته العلمية والجامعية، وبدور الأستاذ عياش في بناء الجامعة المغربية الوطنية وكتابة التاريخ الوطني المغربي و كذا بأدواره المجتمعية من خلال مواقفه السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها ،خاصة يضيف الدرويش قد ظل جرمان عياش وفيا لانتمائه الوطني ولقضاياه ولمنهجه في البحث التاريخي على اساس الوثائق الأصلية قصد بلوغ كتابة تاريخية بعيدة عن الاحكام الجاهزة واعتمادا على منهجه ذاك وعلاقاته الطيبة مع طلابه وزملائه تمكن عياش من تاطير جيل من الطلاب صاروا اليوم اساتذة كبارا في مختلف الجامعات المغربية وصار منهجه يعتمد في الابحاث الدولية والمجامع العلمية.
ووقف المحاضر عند مساهمة جرمان عياش في مقاومة الاستعمار على المستوى النقابي والسياسي بالحزب الشيوعي المغربي صحفيا ومؤطرا بارزا،
أولا للفئات المستضعفة من عمال وفلاحين وطلاب،
وثانيا مواقفه الصريحة من الصهيونية إذ كان يعبرعن مناهضتها وكان يعدها احد تجليات الاستعمار العالمي الجديد،
وثالثا مواقفه المجتمعية وبشكل عام مواقفه الثابتة تجاه القضايا الوطنية والإنسانية.. مبرزا بأنه وفق في أبراز مكانة اليهود المغاربة لدى الدولة المغربية دونما تمييز ديني أوعرقي، كما دافع بشراسة عن مغربية الصحراء مستندا في ذلك إلى الوثائق الوطنية والأجنبية، وقد جعلت مواقفه خيرة الاطر الجامعية والسياسية  بشهادة علي يعتة وإبراهيم بوطالب وأحمد التوفيق ومحمد زنيبر وغيرهم.
ووجه الأستاذ الدرويش في الأخير نداء إلى القائمين على الشأن الاكاديمي والثقافي بتسمية إحدى المؤسسات أوالمعالم باسم جرمان عياش.