الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

مصطفى ملكو: بماذا احتفظتُ من قراءتي لفكر الجابري.. في سطور؟

مصطفى ملكو: بماذا احتفظتُ من قراءتي لفكر الجابري.. في سطور؟ مصطفى ملكو
1- فلسفيّاً.
الثّالوث Le triptyque المشكِّل لبنية عقلنا المغربي والّذي يحدّد الزّوايا الّتي نصدّر عنها في تصوّراتنا للعالم وفي مقارباتنا للأشياء وفي سلوكياتنا مع الذّات ومع الآخر. هذا الثالوث ــــ الخلفية هو:
 - العقيدة. 
أفهمُ بالأساس بأنّ الدّين ليس فقط ملاذا روحيّا ووجدانيا ينحصر في الحيّز الفردي، بل يُعتبر عنصر لحمة أساسية لتماسك المجتمع ومحدّدا لهويّته. طائفة المؤمنين مقابل طائفة المشركين، ليس بتصريف "الأنا"، بل بتصريف "النّحن".
- القبيلة.
إنها لازمة الحميّة «أنا وأخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب»، الّتي تعتبر محدّدا أساسيا في تراتبية العلائق والتقاطبات والإصطفافات المجتمعية. هنا تكفي الإشارة إلى هذه النزوعات القبلية أو الأقوامية، الحركات الأمازيغية نموذجاً.
- الغنيمة 
إنّه مبدأ الرّبحية الآنية المتوقّع من أيّ فعل، وهو ما عبّر عنه الفقيد محمد جسوس بمجتمع "لهميزات" Les aubaines في تصريف التدافع المجتمعي.
إنّ هذا الثالوث ــــ العقيدة، القبيلة والغنيمة ـــــ هو أكبر عائق يقف كحجرة عثرة في طريق بناء المجتمع والدولة الحديثين قوامها المواطنية La citoyenneté الشاملة من أجل العيش المشترك Le vivre en commun ou la cohabitation apaisée. 
إنّ تفكيك La déconstruction هذا الثالوث من تراثنا المثخن بالترسّبات التقليدانية يمثلّ مدخلا أساسيا، بل يبقى المبتدأ والخبر لأي تغيير أو طموح لبناء المجتمع الحديث، مجتمع إعمال العقل La raison  بدل النّقل Copy & paste.
2- سيّاسيا: 
توصّل الفقيد عابد الجابري في آخر مشواره السيّاسي إلى ضرورة توسيع قاعدة قوّى التغيير من التكتّل الديموقراطي إلى التكتّل التاريخي، وذلك بإدماج الإسلام السيّاسي في حركة التغيير، باعتباره حليفاً وليس خصماً، لأن معركتنا هي ضدّ  الإستبداد وليست ضدّ الإسلام.
مات الجابري، لكن رسالته لا زالت تحتفظ براهنيّتها أمام قوّى النكوص الخبيرة في خلط الأوراق والإيقاع بخصومها الديموقراطيّين.