Saturday 28 June 2025
كتاب الرأي

سليمة فراجي: وجدة.. بين المطار والقطار .. مدينة تبيت الليل في القطار (500 كلم ) وتُؤجَّل في المطار

سليمة فراجي: وجدة.. بين المطار والقطار .. مدينة تبيت الليل في القطار (500 كلم ) وتُؤجَّل في المطار سليمة فراجي

في الوقت الذي تنعم فيه مدن المركز من مغربنا الحبيب بالبراق الفائق السرعة، وهذا يسعدنا طبعا وبمطارات تربطها بالعالم في كل لحظة، لا تزال جهة الشرق تُسافر أحيانا في زمن متأخر وبتذاكر لا تُشترى فقط بالمال، بل بالصبر والانتظار الطويل.

التقطتُ هذه الصورة من محطة الدار البيضاء وأنا في انتظار القطار المتجه إلى وجدة، قطار يُجبر الركاب على المبيت ليلة ليلاء لا حبًا فيه، ولكن لأن الزمن في الشرق أبطأ، وكأنّ المسافة بين وجدة والرباط تُقاس بالعقود، لا بالكيلومترات.

وإن غيّرنا وسيلة النقل، فالنتيجة واحدة:

في المطار أيضًا يتكرر الظلم بهدوء.

كم مرة انتظرنا في مطار الدار البيضاء رحلة وجدة؟ ساعات تمر، بلا تفسير واضح.

وحين نبحث عن السبب، يقولون لنا ببساطة:

“الطائرة كانت مخصصة لمراكش أو أكادير أو الداخلة… وأصابها عطب… فاستُبدلت بطائرة وجدة. لا بأس… أنتم انتظروا. هذا هو العدل!”

أي عدلٍ هذا؟

أي ميزان يُقدِّم جهات ويُؤخِّر أخرى، ويعتبر أن انتظار أبناء الشرق مقبول لأن لا صوت لهم ولا قوة ضغط لهم؟

صحيح أن جهة الشرق لم تقلع بعد صناعيًا، وأن الأمل معقود على مشاريع كبرى كميناء الناظور وتنزيل خطاب صاحب الجلالة التاريخي المؤرخ سنة 2003 ، لكن أليس من العدل أن نواكب هذا الأمل ببُنى تحتية حقيقية؟

أليس من حق أبناء الجهة أن يشعروا أنهم سواسية في النقل، في الوقت، وفي كرامة المواطن؟

دستور 2011 تحدث عن العدالة المجالية، والخطاب الملكي ليوم 18 مارس 2003 اعتبر الجهة الشرقية أولوية وطنية، لكن الواقع اليوم يقول إن الجهة تُؤجَّل دائمًا… سواء في الرحلات الجوية، أو السككية، أو حتى في أجندات التنمية.

لذلك لا بأس ان نصبو لعدالة في القطار والمطار والتنمية … لا صدقات في الشعارات خاصة لما تقترب الانتخابات ويبرع العض في تقديم الوعود رغم فشلهم الذريع في تحمل المسؤولية

لا نطلب امتيازًا، بل نطلب حقًا في زمن محترم، في قطار يوازي تكنولوجيا القطارات الحديثة وفي طائرة لا تُؤجِّل، وفي استثمار لا يُقصي جهة الشرق من خريطة المستقبل.

فوجدة، مدينة الحضارة والحدود والانتظارات الطويلة… تستحق أن تكون جسرا  نحو التوازن الوطني، لا مجرد محطة مهملة على هامش الخريطة ، علما ان الطريق السيار والذي كان من بين منجزات ملك البلاد الرائعة ضمن الاوراش الكبرى التي استفادت منها المدينة ليعتبر قيمة مضافة فكت العزلة عن المنطقة. 

المصدر / موقع وجدة سيتي