الأربعاء 27 نوفمبر 2024
خارج الحدود

بعد خطاب قيس سعيد العنصري ضد الأفارقة.. سواحل تونس تبتلع 4 مهاجرين سريين

بعد خطاب قيس سعيد العنصري ضد الأفارقة.. سواحل تونس تبتلع 4 مهاجرين سريين يصل معظم المهاجرين من جنوب الصحراء إلى تونس ثم يحاولون الهجرة من طريق البحر إلى أوروبا
لقي أربعة مهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء مصرعهم، وفقد 23 في حادثتي غرق، الجمعة والسبت 7/8 أبريل 2023، قبالة سواحل تونس، فيما تم إنقاذ 53 آخرين، وفق ما أفاد متحدث باسم محكمة صفاقس (وسط شرقي تونس) لوكالة الصحافة الفرنسية.
وبحسب شهادات جمعها القضاء، أبحر 37 مهاجراً "من الساحل حين غرق مركبهم بعد ظهر الجمعة". وأوضح المتحدث فوزي المصمودي أن 17 منهم فقط تم إنقاذهم.
وأورد المتحدث أن القضاء أبلغ مساء الجمعة بحادثة الغرق. وأضاف المصمودي لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت لاحق، أن قارباً آخر غرق صباح السبت، موضحاً أنه تم "انتشال أربع جثث من شاطئ في شمال صفاقس، وفقد ثلاثة أشخاص وأنقذ 36".
وأشار المتحدث إلى أن الحادثة الثانية وقعت في موقع "أقرب إلى الشاطئ" من الحادثة الأولى، مؤكداً فتح تحقيق في ملابساتهما.
ولفت فوزي المصمودي إلى أن الهدف هو "العثور على منظمي محاولتي العبور اللتين تمتا على متن قاربين من الألواح الحديدية لا يوفران الحد الأدنى من شروط السلامة، لكنهما أرخص في التصنيع من تلك الخشبية".
ويناهز هذا العدد خمسة أضعاف ما تم إحصاؤه خلال الفترة نفسها من عام 2022.
وقال المتحدث باسم الحرس الوطني حسام جبالي لوكالة الصحافة الفرنسية إن أرقام 2023 "مرتفعة بشكل كبير بسبب ازدياد عمليات المغادرة".
والغالبية الكبرى من عمليات الاعتراض والإنقاذ هذا العام جرت في محيط صفاقس، ثاني مدن البلاد.
وتسجل تونس التي تبعد بعض سواحلها أقل من 150 كيلومتراً من جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، محاولات هجرة سرية بانتظام. ومعظم المهاجرين يتحدرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء ويحاولون الوصول إلى إيطاليا.
وازدادت محاولات الهجرة بعد خطاب شديد اللهجة ألقاه الرئيس التونسي قيس سعيد في 21 فبراير (شباط)، ندد فيه بوصول "جحافل من المهاجرين غير النظاميين" إلى البلاد من دول أفريقيا جنوب الصحراء، ومعتبراً أنهم مصدر "عنف وجرائم".
وبعد ذلك الخطاب، فقد جزء كبير من نحو 21 ألف مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء مسجلين رسمياً في تونس، ومعظمهم في وضع غير قانوني، وظائفهم ومساكنهم بين عشية وضحاها، نتيجة لحملة ضد المهاجرين غير النظاميين.
ويصل معظم المهاجرين من جنوب الصحراء إلى تونس ثم يحاولون الهجرة من طريق البحر إلى أوروبا.
ووفق وزارة الداخلية الإيطالية، وصل أكثر من 14 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ بداية العام، مقارنة بأكثر من 5300 خلال الفترة نفسها من العام الماضي، و4300 في عام 2021.
وكانت آخر مأساة قد وقعت في 26 مارس عندما تم انتشال جثث 29 مهاجراً من أفريقيا جنوب الصحراء إثر غرق ثلاثة قوارب قبالة سواحل تونس، في حين تم إنقاذ 11 شخصاً.
من جهته أعلن الحرس الوطني التونسي، الجمعة، أنه أنقذ أو اعترض "14 ألفاً و406 أشخاص بينهم 13 ألفاً و138 يتحدرون من أفريقيا جنوب الصحراء، والباقون تونسيون"، وذلك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام.