يمكن القول إن موجة الغلاء التي يعرفها المغرب حاليا غير مسبوقة وتزامنت مع ارتفاع أسعار المحروقات واستغلها كل في قطاعه من أجل الزيادة في الأسعار، حيث تمت الزيادة في كل شيء. بل الأكثر من ذلك أن هناك بعض المواد تعرف زيادات متتالية وهذا يظهر أن الإجراءات التي اتخذت ليست فعالة وبنية الأسعار كانت مرتبطة ببرنامج المغرب الأخضر الدي ثبت فشله رغم أنه التهم أزيد من 100 مليار درهم وكان في صالح المصدرين وليس من أجل تحقيق الأمن الغذائي وهي المهمة الأساسية التي أوكلت إليه، فالعديد من الفلاحين الكبار أصبحوا يتسباقون على تصدير منتوجاتهم بدل السوق الداخلية.
والإجراءات التي يتم الحديث عنها ليست فعالة، لأن المتضرر الأساسي هو الفلاح والمستهلك ولم يتم القضاء على سلسلة الوسطاء الذين استغلوا غياب قوانين تنظم سلاسل الغذاء وأصبحت هناك منافسة في الزيادة مادام أن أسعار المحروقات لم تنخفض رغم أنها في السوق الدولية عرفت انخفاضا بشكل جدري.
والحكومة لديها من الأليات والإمكانات من أجل الضرب على المضاربين. ومادام أن قطاع المحروقات لم يتم تنظيمه ومجلس المنافسة لم يحرك ساكنا في هذه القضية فقد أصبح مشاعا الزيادات في الأسعار، حيث ليست هناك محاسبة أو مراقبة وأصبح هناك من يتحدث عن العرض والطلب في حين أن مسألة الأمن الغذائي قضية مهمة جدا وحساسة يمكن أن تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه وأخشى أن تتحول موجة الغلاء إلى شرارة إضطرابات قد تؤدي برحيل هذه الحكومة التي تسعف المغاربة في أي شيء، وحتى تفعيل الزيادة في أجور الموظفين لم يتم تفعيلها ويظهر أننا لا نزال في مسلسل إعادة التربية التي تم الحديث عنها مسبقا.
محمد نشطاوي/ أستاذ جامعي