الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

صافي البدالي: حديث حول 8 مارس اليوم العالمي للمرأة

صافي البدالي: حديث حول 8 مارس اليوم العالمي للمرأة صافي الدين البدالي
في صباح يوم 8 مارس رزق ابني الأصغر بمولودة واستحضرت المرأة والطفلة في هذا العالم وهو يحتفل باليوم العالمي للمرأة. انه من المعلوم أن اليوم العالمي أو الأممي للمرأة هو ثمرة نضالات ومعارك متعددة ومتنوعة خاضتها المرأة منذ القرن 19 عشر وأوائل القرن العشرين في الإمبراطورية البريطانية وفي امريكا وغيرهما من الدول الانكلوساكسونية، هي حركات تميزت بالمطالبة بحق المرأة في الانتخابات وفي التعليم ومراعاة  لظروف عمل المرأة لتكون  أفضل، وإلغاء المعايير المزدوجة للمساواة بين الجنسين. كانت تلك موجة أولى للحركة النسوية. وكان عصر التنوير، الذي تميز بالتفكير العقلي العلماني وازدهار الكتابة الفلسفية، قد دافع عن المرأة وعن حقوقها بما في ذلك جيريمي بنثام (1781)، ماركيز دي كوندورسيه (1790)، وماري ولستونكرافت (1792).
ويتم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بطرق متنوعة عبر العالم؛ إذ أن هناك من يجعله يوم عطلة رسمية في العديد من البلدان، مثل الصين وروسيا وكوبا. وكل ذلك تقديرا للمرأة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا؛ لأنها كانت الرافعة الأساسية في الاقتصاد الأوروبي، بعد كوارث الحرب العالمية الأولى والثانية. ولا يزال اليوم العالمي للمرأة في بعض الدول يتميز بالاحتجاجات والدعوات إلى التغيير الجذري؛ خاصة في المناطق التي لا زالت المرأة لم تنل أدنى حق من حقوقها التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة .
  
وفي بلدنا الحبيب يأت هذا اليوم والمرأة المغربية العاملة لا زالت تتعرض لأبشع الاستغلال في الحقول والضيعات الزراعية وفي المعامل والمصانع وفي المؤسسات العمومية وشبه العمومية، نذكر منهن ضحايا الإنعاش الوطني، وضحايا التحرش في العمل و في الشارع. يأتي هذا اليوم والمرأة المغربية لا زالت خادمة في البيوت بدون  حقوق و بدون حماية اجتماعية ولا إنسانية، كما أن الفقر لا زال ينخر جسم  أسرتها وجسدها، فتقبل بالعمل في البيوت مقابل أجر لا يكفيها حتى في التنقل . يأتي يوم 8 مارس والمرأة المغربية لا زالت ضحية الكوطا السياسية وضحية تأثيث المشهد السياسي في الجماعات وفي البرلمان بل حتى في الأحزاب والنقابات والجمعيات،لأنها لم تنعم بالديمقراطية الحقة حتى تكون لها لائحتها الإنتخابية مثل لائحة الذكور وحتى تكون لها أغلبية نسائية تمنحها حق رئاسة جماعة ترابية أو رئاسة البرلمان. لأنها أبانت عن جدارتها عبر التاريخ المغربي رغم القمع والإقصاء الممنهج والتهميش والاستغلال. فتحية وتقدير وإجلال للمرأة المغربية الأم والمربية والمكافحة والعاملة والمقاومة والأستاذة والكاتبة والمحامية والصحفية والطبيبة والممرضة والمهندسة والجندية والدركية والشرطية بمناسبة هذا اليوم الأممي..