الجمعة 26 إبريل 2024
خارج الحدود

سلفيو الجزائر يدعون للتمرد على مواقيت رمضان

سلفيو الجزائر يدعون للتمرد على مواقيت رمضان

دعا مروجو مطويات وكتب دينية "سلفية"، في عدد من المساجد بالجزائر العاصمة، الصائمين للتمرد على المواقيت الرسمية للإفطار والإمساك، بداعي "مخالفتها للأحكام المتعلقة بالمواقيت الشرعية لآذاني المغرب والفجر وما يترتب عنهما من إفطار وإمساك". وهو ما خلق حالة استنفار قصوى في الأوساط الأمنية التي فتحت تحقيقات معمّقة في عدة  مدن بالجزائر من أجل الوصول إلى مروّجي هذه المطويات والكتب، وأربكت وزارة الشؤون الدينية التي أبرقت بتوجيه صادر عن وزير الشؤون الدينية في الجزائر محمد عيسى، تلزم فيه الأئمة "بالتقيّد الصارم بالمواقيت التي حددتها الوزارة الوصية واحترمت فيها الاختلاف الزمني من منطقة إلى أخرى".

وجاء في المطويات التي يروجها سلفيون على نطاق واسع في المساجد ، حسب  صحيفة "البلاد" التي أوردت الخبر، بأن العين المجردة تعد وسيلة كافية لتحديد وقت الإفطار والإمساك، دون الحاجة إلى الاعتماد على مواقيت محددة سلفا من طرف وزارة الشؤون الدينية. ويحتدم الجدل تقريبا كل سنة بفعل الترويج القوي لتلك المؤلفات كلما تزامن الظرف مع شهر رمضان، حيث يجد المواطن نفسه حائرا بين اتباع آذان المسجد القريب إليه أو تطبيق رزنامة رمضان. وتطعن تلك الاصدارات التي توزع خلسة ودون ترخيص حتى في المستوى العلمي للأئمة والمؤذنين، حيث تقول إحدى النماذج، التي اطلعت عليها "البلاد" "أنَّ كثيراً من الناس قد تقدَّموا إلى الإمامة في الصلاة وهم لا يعرفون صفتها الشرعية وإنما يصلونها على ما اعتادوا عليه مع الأخطاء التي قد تبطل بها الصلاة أو قد تنقص، فكذلك كثير من المؤذنين قد تقدَّموا إلى الأذان وهم لا يعرفون علامات دخول الوقت بل يعتمدون على ورقةٍ خُصِّصت لمواقيت الصلاة لكل شهر!، بل ولكلِّ سنة!!، بل لعدة سنوات!!!؛ وهذه المواقيت تصدر من هيئة أو لجنة رسمية موكَّلة بذلك".

وتتابع المطوية "فهؤلاء المؤذِّنون لا يعتمدون لمعرفة مواقيت الصلاة على النظر إلى الأوصاف التي ذُكرت في الأحاديث الصحيحة مع أنَّهم مؤتمنون؛ ولهذا نراهم في بعض الصلوات يؤذِّنون إما قبل الوقت وإما بعد الوقت، ولعلَّ أثر ذلك على الذين يصلُّون في المساجد لا يظهر، ولكنَّه ظاهر على مَنْ يُصلي في بيته من أهل الأعذار". وتستشهد المطوية "ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى [الشرح الممتع 1/339 -340]: "والعِلْمُ بالوقت يكون بالعلامات التي جعلها الشَّارع علامة، فالظُّهر بزوال الشَّمس، والعصر بصيرورة ظلِّ كُلِّ شيءٍ مثله بعد فيء الزَّوال، والمغرب بغروب الشَّمس، والعِشاء بمغيب الشَّفق الأحمر، والفجر بطلوع الفجر الثَّاني. وهذه العلامات أصبحت في وقتنا علامات خفيَّة؛ لعدم الاعتناء بها عند كثير من النَّاس، وأصبح النَّاس يعتمدون على التقاويم والسَّاعات!!".. وتضيف المنشورات "لكن هذه التقاويم تختلف؛ فأحياناً يكون بين الواحد والآخر إلى ست دقائق، وهذه ليست هيِّنة ولا سيَّما في أذان الفجر وأذان المغرب؛ لأنَّهما يتعلَّق بهما الصِّيام، مع أنَّ كلَّ الأوقات يجب فيها التَّحري".