السبت 20 إبريل 2024
خارج الحدود

ترحيل.. اقلاع أول طائرة لإجلاء مهاجرين من تونس نحو مالي

ترحيل..  اقلاع أول طائرة لإجلاء مهاجرين من تونس نحو مالي نددت منظمات حقوقية تونسية ودولية بتصريحات رئيس تونس واعتبرت خطابه "عنصريا"
 أقلعت من تونس يوم السبت 4 مارس 2023 أول طائرة تقل 133 مهاجرا من مالي في اطار عملي ات إجلاء لنحو 300 مهاجر من هذا البلد وساحل العاج بعد حملات عدائية تجاه المهاجرين غير القانونيين من دول جنوب الصحراء أججها خطاب عنيف للرئيس قيس سعيد. وقالت نساء اصطحبن أطفالهن معهن إلى المطار بأن المناخ العام في تونس أصبح يهدد حياتهن. في حين مرحل آخر قبل الصعود للحافلة قائلا: "التونسيون لا يحبوننا لذا علينا المغادرة، وفي المقابل على التونسيين المتواجدين عندنا (في بلادنا) أن يغادروا أيضا".
بعد رحلة أولى أعادت حوالي خمسين غينيا إلى بلدهم الأربعاء الماضي، صرح جان بيدل غنابلي رئيس جمعية الإيفواريين الناشطين في تونس، ل"وكالة فرانس برس" في اتصال هاتفي في المطار قبيل إقلاع الطائرة أن "145 شخصا يغادرون هذا الصباح بعد أن ناموا في فنادق". 
من جانبه صرح سفير ساحل العاج في تونس إبراهيم سي سافاني أن "عدد المسجلين للعودة بلغ 1100 حتى الآن". ويقدر عدد أفراد الجالية الإيفوارية في تونس بنحو سبعة آلاف شخص وفقا لإحصاءات رسمية.
وهذه أولى رحلات الإجلاء إلى هذين البلدين منذ خطاب ألقاه سعيد الأسبوع الفائت شدد فيه على وجوب اتخاذ "إجراءات عاجلة" لوقف تدفق المهاجرين غير القانونيين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى بلاده، مؤكدا أن هذه الظاهرة تؤدي إلى "عنف وجرائم". ونددت منظمات حقوقية تونسية ودولية عدة بتصريحات سعيد واعتبرت خطابه "عنصريا" و"يدعو إلى الكراهية".
تحدث غينيون عادوا في أول رحلة إجلاء الأربعاء إلى بلدهم، عن "تصاعد الكراهية" بعد هذا الخطاب وعن "كابوس" عاشوه إثر ذلك في الشارع وفي الأحياء السكنية التي يقطنونها في العاصمة التونسية وفي المحافظات.
وأوقف العشرات خلال عمليات للشرطة وس جن بعضهم، وقدم بعضهم الآخر شهادات لمنظمات حقوقية عن تعرضهم للتعذيب الجسدي، منددين بوجود "ميليشيات" تقف وراء ذلك.
وتسبب هذا الوضع المشحون في تدفق عشرات المهاجرين إلى سفاراتهم، ولا سيما لمقر سفارتي ساحل العاج ومالي اللتين سرعان ما استقبلتا مئات الطلبات للمغادرة الفورية من تونس.
في المقابل، توجه مهاجرون منحدرون من بلدان ليست لها سفارات في تونس، إلى مقر المنظمة الدولية للهجرة حيث نصبوا خياما وتمركزوا أمام المقر لضمان حمايتهم.
ومن بين المهاجرين العائدين طوعا، عشرات الطلاب المتحدرين من عائلات ثرية أو المتحصلين على منح دراسية من الدولة والذين التحقوا بجامعات خاصة مرموقة في العاصمة التونسية. وندد "اتحاد الطلاب الأجانب" بأحداث العنف التي وقعت الأحد الفائت واستهدفت "أربعة طلاب من ساحل العاج"، وبتعر ض "طالبة غابونية أمام منزلها" للعنف. وطلب الاتحاد من طلاب دول جنوب الصحراء "البقاء في المنزل والخروج فقط في حالة الحاجة القصوى".