السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد اللطيف بنيحيى: أقولُ لَكُمْ..!!

عبد اللطيف بنيحيى: أقولُ لَكُمْ..!! عبد اللطيف بنيحيى
أمام كل هذا العبث الذي تشهده البلاد في تدبير شأنها من طرف كراكيز أفرزتها "استحقاقات" فاسدة، لا يمكن للمرء إلا أن يضرب أخماسه في أسداسه، ويلعن هذا الزمن الرديء الذي اختلط فيه حابِلُهُ بِنَابِلِهِ، والذي يُنْذِرُ لا محالة بالأسوأ في القادم من الأيام، مما سيجعلنا - لا قدَّر الخالقُ سبحانه- في قلب إعصار كاسح مُتْلِفٍ لكل ما يصادفه من أخضر ويابس، وحينها سينتظر النَّاجون من هذا "التُّورنادو" المُدَمِّر حيناً مِنْ دَهْرٍ قد يطول، حتى تستقيم الأوضاع من جديد، ويصير الحال غير حال الناس الذي يَبِسَ فيه الزَّرع وجف الضَّرع..!!
إن الفراغ السياسي عامل رئيسي أسهم بعمق في تردي الوضع الاجتماعي للبلاد والعباد، حتى صرنا نغثي كلما تبجَّح أحد من هذا الرهط المناسباتي ب "رصيده النضالي"، وإقدامه على تعليق ناقوس الخطر الداهم في عنق القط المتربص بمصير الفئران التي لن تسلم من مخالبه الحادة المتحفزة، مع الاعتذار لصديقنا أحمد بوكماخ رحمه الله عن هذا الاسترجاع الرمزي السابق للأوان.
إننا "نموت بالتقسيط" على يد هذه الحكومة التي لا شك قد آن أوان خروجها "بلا عودة إن شاء الله"، من الباب الذي تسللت منه حين كان مواربا في غفلة سكان البيت القانعين الصابرين القانتين، الذين كانوا ينتشون رغم ضيق حالهم بكؤوس شايهم الأخضر المر، ويؤدون صلاتهم خاشعين كلما أذن المؤذن، ويرفعون بعدها الأكف للخالق سبحانه وتعالى، متضرعين إليه أن يخلصهم من هذا البلاء "الحكوماتي" الذي شغل بالهمّ و"التّْخْمام" قلوبَهم وقضّ أَرَقاً مَضاجعَهم.
أيها العابرون على جراحنا إلى مصالحكم البطنية وامتيازاتكم، اخجلوا قليلا من أنفسكم، وافتحوا منفذا للغازات المتراكمة في أمعائكم، لعلكم تتمكنون من إخراج ما تَكَدَّس في "مصارينكم العوراء" من غائط متصلب يستعصي على الخروج من "شروجكم"، كما يستعصي الوليد على امرأة حامل تَعَدَّت شُهورَها التسعة، وتيقنوا أنكم إلى مزبلة المتلاشيات سيجرفكم تيار "الغضب" الذي أمهلكم ليختبركم، لعل سواكنكم تتحرك من أجل تحقيق نَزْرٍ يَسيرٍ مِمَّا كنتم تَعِدُون به السُّذج الغافلين الذين هرعوا إلى صناديق "الاستحقاقات"، لتنزلوا بعد "فوزكم" على كواهلهم مثل الوباء الذي لا خلاص منه إلا الاستئصال..!!.