في الجلسة الافتتاحية للندوة العلمية الدولية حول "مثارات الفرادة والعطاء في تراث القاضي عياض؛ دراسات معرفية وقراءات نقدية"، المنعقدة يومي 22 و23 فبراير 2023، بكلية أصول الدين في تطوان، والتي كانت مناسبة لمنح الدكتور محمد الفقير التمسماني عميد الكلية المنتهية ولايته، لحظة دفىء إنسانية استثنائية، لدوره في خدمة أفق تطوير الكلية حسب شهادات مختلف المتدخلين في هذه الجلسة. إذ تعتبر هذه الندوة ،أول نشاط علمي في عهدة العميد الجديد للكلية، الدكتور عبد العزيز الرحموني.
إلا أن ما يلفت الانتباه في هذه الجلسة، أنه تم تقديم "فيديو تعريفي بالقاضي عياض". وبصرف النظر عن الهنات التقنية فيه، فإن ما جاء في مضمونه من بعض المعطيات غير الدقيقة، شوش على جمالية الجلسة الافتتاحية، ومن ثم على الأفق الأكاديمي المفترض للندوة. وأهم ما جاء في هذا الشريط، هو تمريره للوثة إديولوجية بصرف النظر عن النوايا، تتمثل في أن القاضي عياض "استشهد" من أجل رأيه.فهل بالفعل تم "استشهاد" القاضي عياض؟ أم أن هذا الحكم غير العلمي، ينطوي على إسقاطات إديولوجية لا غبار عليها، تتعارض مع سمت "دراسات معرفية وقراءات نقدية"، الوارد في عنوان الندوة؟.
