تناولت العديد من المنابر الإعلامية خبر تسريب إعفاء العجول المستوردة من الرسوم حيث تشير العديد من التقارير إلى أن نائب رئيس مجلس جهة بني ملال المنتمي للحزب الحاكم استورد العديد من العجول من البرازيل والذي بالمناسبة هو المدير العام لانتاج اللحوم الحمراء وهي أكبر وحدة انتاجية ببني ملال استفادت من مخطط المغرب الأخضر واستغل مصادقة الحكومة على إعفاء العجول من الرسوم بتاريخ 26 يناير 2023 ليستورد العجول من البرازيل وتصل الى الموانئ المغربية بتاريخ 9 فبراير 2023 وبالنظر الى بعد المسافة بين البرازيل والمغرب فإن الوقت الذي يستغرقه شحن الابقار عبر السفن يتجاوز 15 يوما وبالتالي فإن السرعة القياسية التي استورد بها العجول المعني بالأمر تطرح العديد من علامات الاستفهام مرتبطة أولا باحتمال تسريب خبر إعفاء العجول من الضرائب وثانيا الأرباح الخيالية التي سيجنيها المستوردون حيث أن سعر الكيلو من اللحم بالتقسيط بالبرازيل لا يتجاوز 23 درهم أما إذا كان بالاف رؤوس العجول فهو أقل من ذلك بكثير بمعنى أنه حتى إذا اضفنا مصاريف النقل والشحن فإن سعر الكيلو من اللحم لن يتجاوز في اقصى الحالات 38 درهم ومن 38 درهم إلى 90 أو 100 يتضح الفرق.
وطبعا هي نتيجة طبيعية جدا للجمع بين الثروة والسلطة حيث تستغل السلطة لخدمة بارونات تجار الأزمات ومستغليها. لنجد أنفسنا في موقف حرج فبعد الاستغناء عن الأمن الطاقي للمغاربة عن طريق تحرير أسعار المحروقات وتصفية مؤسسة لاسامير الشركة الرائدة في تكرير النفط ومشتقاته ليستفيد من ذلك المتحكمون في سوق المحروقات والذين هم الاخرين راكموا في ظرف وجيز ارباحا خيالية تجاوزت كل الحدود. ها نحن نستغني عن ما هو اهم وهو الامن الغذائي والاكتفاء الذاتي من الخضر والفواكه وبالتالي فإن السؤال المشروع الذي يطرح هو اين ذهبت الأموال الطائلة التي صرفت من جيوب دافعي الضرائب على مخطط المغرب الاخضر؟ على أن هذا المخطط فشل في تحقيق المبتغى بالرغم من استنزافه للموارد والفرشة المائية على اعتبار أنه جاء على حساب المواد الغذائية الأساسية كالحبوب والقطاني والتي اصبح المغرب وللأسف الشديد من أهم مستورديها بعد ان كانت منطقة الشاوية لوحدها تمول كافة الاسواق المغربية بما تحتاجه من حبوب وقطاني وما زالت العباره الشهيرة لسكان الشاوية راسخة في الأذهان " الشاوية تخدم على المغرب والمغرب ميخدمش على الشاوية " وبما أن شر البلية ما يضحك فإن رواد مواقع التواصل الاجتماعي يعبرون عن امتعاضهم بسخريتهم المعهودة ليقولوا." استوردنا المحروقات واستوردنا العلوج ولم يبقى لنا إلا استيراد حكومة لتدبر الشأن العام بطريقتها.
