الأحد 24 نوفمبر 2024
فن وثقافة

ثريا جبران: "كاتارسيس" بهجاجي يعنيني.. كنت هناك

ثريا جبران: "كاتارسيس" بهجاجي يعنيني.. كنت هناك

"هذا النص يعنيني. كنت هناك". إنه عنوان كلمة التقديم الذي وضعته الفنانة ثريا جبران للنص المسرحي "كاتارسيس" للكاتب المسرحي محمد بهجاجي، الصادر حديثا ضمن  منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة.

يتضمن الإصدار النص المسرحي باللغة العربية، إلى جانب ترجمته إلى اللغة الفرنسية من إنجاز الشاعر والصحافي سعيد عاهد. وقد وضع لوحة الغلاف الفنان عبد الله الحريري.

في تقديم المؤلف إشارة إلى سياق كتابة النص: "تشكلت لدي فكرة هذا النص، يكتب بهجاجي، في الجغرافيا غيرالمرتبة سلفا. فيدجنبر 2006كنت في دمشق، رفقة "مسرح اليوم"، للمشاركة في فعاليات الدورة الرابعة عشر لمهرجان دمشق المسرحي.

كانت بيروت على مرمى بصر منا. ولذلك، فكرنا في السفر إلى شارع  الحمراء  لنشرب فنجان الشاي في ضيافة صديقنا الصحافي المغربي أحمد الطاهري، ولنتفقد لبنان الخارج من العدوان الهمجي الذي شنته عليه إسرائيل في يوليوز وغشت 2006. حين اجتزنا نقطة العبور، انتبهنا إلى أن الطريق الأولى في التراب اللبناني لا تزال مشتعلة بالجمر. الجسور مقصوفة. آثار الدمار على الناس والحجر معلقة في المنطقة المرتبكة  بين الحياة والموت.

في شارع الحمراء، أدركنا الحاجة إلى أن نمدد الإقامة قليلا، فنزور الضاحية الجنوبية ومدن الجنوب اللبناني. وهناك، في المدى المحروق الممتد من بيت الضيافة إلى الخط الأزرق في أقصى الجنوب،انبثقت فكرة النص الذي أحسسناه يشيد مفرداته الأولى بيننا بسلاسة".

ويضيف بهجاجي "المبدأ العام، وحده، كان جاهزا. أما الكلمات فبدت بعيدة. ولذلك خاطبتني ثريا جبران بالإشارات التي تفيد بأننا باتجاه اختبار جديد للنفس إذ تكون النفس هشة، والنص متعثرا  بين إرادة الكتابة عن الحرب والسلام، الوجود والعدم، وبين تمنع الكتابة وإمعانها في التمرد. ولذلك، ما أن أنهينا السفر حتى شرعت في تدوين بعض من ذاكرة الحرب وآثارها علينا وعلى المكان:

"ممثلة توجد في عمق الخراب، تضيع منها اللغة والأنفاس وترتبك المعاني، فهل يسعفها رفيقها المؤلف في بناء جسر الكلمات ليوصلها إلى المنطقة الهادئة في الذهن؟".

"كاتارسيس" إنتاج جديد في المسار النقدي والإبداعي لمحمد بهجاجي بعد: "ظلال النص" 1991، "الحفل التنكري" 1996، "المهدي المنجرة.. مسار فكر" ( بالاشتراك مع حسن نجمي1997)، "بلاغة الالتباس" 2012، إضافة إلى عدد من النصوص المسرحية، من بينها أربع  من إنجاز "مسرح اليوم" وإخراج عبد الواحد عوزري: "البتول" و"امرأة غاضبة" و"الجنرال" و"العيطة عليك"، وهي من تشخيص نخبة من فنانات وفناني المسرح المغربي بإدارة ثريا جبران.