الجمعة 26 إبريل 2024
فن وثقافة

لوغشت: إحداث مؤسسة تعنى بوضعية الفنان يترجم فعليا مفهوم الدولة الاجتماعية

لوغشت: إحداث مؤسسة تعنى بوضعية الفنان يترجم فعليا مفهوم الدولة الاجتماعية عبد الله لوغشيت
مرت أزيد من 6 أشهر على إعلان المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، عن عزم وزارته إحداث مؤسسة للرعاية الاجتماعية للفنانين، مما جعل فئة عريضة منهم يستبشرون خيرا، خاصة الفنانين المتفرغين، الذين يعيش معظمهم أوضاعا اجتماعية وصحية مزرية، إلا أن فرحتهم بهذه المبادرة بدأت تتلاشى، في ظل غياب أي بوادر بتنفيذ ما أعلن عنه. وفي هذا الصدد، تواصلت "أنفاس بريس" مع الإعلامي عبد الله لوغشيت، لتسليط الضوء على الدور الذي ستلعبه هذه المؤسسة وما له من أهمية.
 
في نظركم إلى أي حد  يمكن أن  تغير هذه المؤسسة من الواقع الاجتماعي للفنان المطبوع غالبا بالهشاشة؟ 
انطلاقا من إعلان وزير الثقافة عن إحداث مؤسسة الأعمال الاجتماعية للفنان أو للفنانين، تحت قبة البرلمان في جلسة دستورية للأسئلة الشفوية، لا يمكن لأي فنان أو متتبع للشأن الفني إل أن يثمن هذه المبادرة  والتي ترمي حسب الوزير  إلى " التكفل والتدخل لمساعدة ورعاية الفنانين في وضعية صحية أو اجتماعية صعبة، وذلك بغية إيجاد حل نهائي ودائم وناجع لمثل هذه الحالات، إضافة إلى عرض خدمات تتعلق بالسكن. 
 انطلاق من هذا لا يسع كل فنان ومتتبع للوضع الفني ببلادنا إلا أن يشيد بهذه المبادرة التي تنتقل بنا من المقاربة الإحسانية المنساباتية إلى المقاربة المؤسساتية. 
بلغة القانونيين هي مرفق عام  يهدف إلى تقديم خدمات لفئة من المجتمع، لكن العبرة بالتنزيل الحقيقي والتدبير الناجه والحكامة السديدة.  
باستمزاجي لرأي العديد من الفنانين كلهم أجمعوا على أن إخراج هذه المؤسسة يترجم فعليا مفهوم الدولة الاجتماعية، التي يقودها ويرعاها الملك محمد السادس. 
ولهذا فهذه المؤسسة يجب ان تستلهم من هذا السياق  الخاص الذي بوأ الشأن الاجتماعي المكانة الخاصة. 
فهذه المؤسسة بإمكانها أن تضمن كرامة الفنان ووضعه الاعتباري داخل المجتمع، على اعتبار إن العمل الفني هو حامل للقيم والفنان صانعه. 
الفنان  يقوم بالدبلوماسية الناعمة، وما أدراك ما الدبلوماسية الناعمة التي خبرنا قيمتها وجدواها من ما قام به المنتخب المغربي بمونتريال قطر 2022، فالملك دائما ما يوصي باستثمار الراسمال الامادي، والعمل الفني هو ركيزته والفنان هو عماده.
 
آلا ترون بأن العديد من المبادرات تم إفراغها من كنهها عند التطبيق؟
"نديرو النية"، هذه الكلمة ذات الحمولة الكبيرة، إذ نطلب من المسؤولين الاقتداء بهذه القيمة المجتمعية المرتبطة بالأعمال على اعتبار ان النية قبل العمل وأن الأعمال بالنيات ولكل إمرء ما نوى.
لم يعد المجال الفني اليوم يقبل التراخي. فإما أن نكون أو لا نكون. إن اعتماد مؤسسة للأعمال الاجتماعية لا تعني السقوط في المقاربة الإحسانية بقدر ما تعني  توفير المناخ الكفيل بجعل الفنان مطمئن على مستقبله وعلى صحته. 
بالموازاة يجب اعتماد منظومة متكاملة تتضمن الشق الاجتماعي والشق التدبيري، الذي ينتقل بنا من الفن  لأجل الفن إلى صناعة الفن، ولنا في تركيا ومصر وغيرهما خير مثال.