الجمعة 10 مايو 2024
رياضة

الداوود: لم نعد نقبل إلاّ بالكأس يا أسود الأطلس

الداوود: لم نعد نقبل إلاّ بالكأس يا أسود الأطلس عوني الداوود وعناصر المنتخب المغربي
ما زالت الانتصارات في كأس العالم تذكي حماس المحللين في العالم العربي، بعد أن أيقظ أسود الأطلس معاني العروبة..
في هذا المقال يتحدث، عوني الداوود، كاتب صحفي أردني ونائب نقيب الصحفيين سابقاً، ويقول: 
نحب رونالدو.. نحب ميسي.. نحب البرازيل.. ولكننا نعشق المغرب أكثر.. المغرب التي أفرحتنا وأسعدتنا وأبكتنا فرحا.. وأعادت الحلم العربي وجعلته واقعا  فصارت "الاحلام ممكنة". 
قرّبتم المسافات بيننا نحن في المشرق العربي وبينكم في المغرب العربي.. ألغيتم المسافات بين الخليج العربي والمحيط الاطلسي، لأنكم  أصبحتم في قلب كل عربي.. استخرجتم فينا كل معاني العروبة وأيقظتموها من سبات  طويل حتى ظننّا أن لا فجر لليل المعاناة والظلمات والهزائم وكل هموم الدنيا..
انتصاركم ليس مجرد انتصار كروي رياضي فحسب، بل هو انتصار أمة وحضارة وثقافة ورسالة مدوية إلى كل العالم.. 
ها هم العرب، هذه هي المغرب، هذه إفريقيا.. هذا هو "مونديال العرب".  
مونديال قطر 2022.. مونديال العروبة التي حوربت منذ الإعلان عن استضافة قطر البلد الخليجي العربي المسلم لأهم بطولة في العالم، فبدأت المحاربة لهذا البلد الصغير مساحة وسكانا، لكنه وسع الجميع واستضاف العالم حضورا وعبر شاشات الفضائيات.. قطر قبلت التحدي وفازت قبل ركلة بداية مباراة الافتتاح بجعل اسمها داخل بيوت اكثر من (5 مليارات) متابع ومشاهد من جميع قارات العالم،  كثير منهم لا يعرف ولم يسمع عن الوطن العربي كلّه ولا يدري أين هو على الخارطة، لكن قطر حفرت اسمها في الآفاق وعرّفت العالم ما هي قطر وما هو الخليج العربي والعالم العربي، وما هي فلسطين الغائب الحاضر.. بل وعرّفتهم بالإسلام وأثبتت أننا اصحاب حضارة  وثقافة وأخلاق.. لا مكان بيننا "لمثليين".
- مشهد افتتاح البطولة كان مؤثرا بالتفاف ملوك ورؤساء وأمراء وقادة العرب حول بعضهم البعض في ضيافة أمير قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كان ملفتا ومفرحا ورسّخ ما قاله سموه في افتتاح البطولة بأنه "مونديال كل العرب".  
- فوز فريق المملكة العربية السعودية على الارجنتين كان فوزا لكل العرب الذين توشحوا يومها بالعلم السعودي.. وفوز تونس على فرنسا جعلنا جميعا تونسيين.. لكن المغرب صنعت المعجزة ورفعت سقف الطموحات لدينا نحن العرب حين  أعاد المغاربة فينا ثقتنا بأنفسنا.. فهذا فريق عربي لا ينقصه شيء مع الإرادة وحسن التنظيم ومدرب شاب طموح وإدارة متابعة، فتصدر مجموعته متجاوزا كندا وبلجيكا الثانية في الترتيب على العالم.. ومتعادلا من كرواتيا ثانية كأس العالم 2018، ثم أقصى منتخبي إسبانيا وتبعها بالبرتغال المدججين بنجوم العالم.. مؤكدين بالفعل بأن "المستحيل ليس مغربيا".
 اليوم .. نحن نرفع سقف الطموحات، ونرفض أن نستفيق من الحلم حتى نرى رومان سايس قائد المنتخب المغربي يرفع كأس العالم 2022 وحوله أسود الأطلس، بدءا من أفضل حارس في البطولة  ياسين بونو ومرورا بالنجوم الساطعة: حكيم زياش وأشرف حكيمي ويحيى عطية الله  وعز الدين أوناحي وسفيان بوفال ويوسف النصيري.. وباقي أسود الاطلسي بقيادة  المدرب المبدع وليد الركراكي.
لم نعد نقبل إلاّ بالكأس، فهذا "مونديال العرب"، ويجب أن يكون الكأس للعرب.. وتفصلنا مباراة واحدة عن بلوغ النهائي وأخرى لرفع الكأس الغالية. 
شكرا للمغرب ولكل مغربي ومغربية، رفعتم رؤوسنا وأسعدتم قلوبنا، وستبقى هذه البطولة محفورة في ذاكرتنا خصوصا نحن الجيل العاشق لكرة القدم، الباحث عن انتصارات وبطولات، وعن نجوم كما لدى الآخرين من بيليه وصولا لمارادونا وانتهاء بميسي ورونالدو.. وعشنا عقودا نشجع البرازيل أو فرنسا أو الأرجنتين لأن أقصى طموحاتنا كانت أن يجتاز فريق عربي دور الـ16، أمّا اليوم فقد صار لدينا فريق نباهي به العالم هو المنتخب المغربي.. وهاهم  أسود الأطلس تسطع أسماؤهم في سماء قطر والعالم وتخفق بأسمائهم قلوب كل العرب؟ 
شكرا قطر.. شكرا قطر أميرا وحكومة وشعبا.. فقد أعدتم كتابة التاريخ العربي من جديد.. وعدتم بأن تكون هذه البطولة هي الأميز وقد صدقتم الوعد.. فشكرا لكم.