الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب الدبيش: الحق يعلو ولا يعلى عليه يا أيتها العصابة المتحكمة في رقاب الجزائريين

عبد الوهاب الدبيش: الحق يعلو ولا يعلى عليه يا أيتها العصابة المتحكمة في رقاب الجزائريين عبد الوهاب الدبيش
حين تفرض عليك الجغرافية جوارا يعيق اندماجا مجاليا وتعيش مع هذا الجوار سيناريوهات تمنع عليك هدوءك وسلامة مواطنيك، فاعلم أن هذا الجوار يعاني مشكلة عويصة أصلها مكنون في ذاته ولا علاقة لك بمرضه لا من قريب ولا من بعيد.
العصابة المتحكمة في رقاب شعبها، وهذا ما يسميه بها أفراد شعبها المنخرطون في حراك مبارك منذ أزيد من سنتين..
العصابة امتهنت الكذب طيلة حياتها ليس علينا لكن على مواطنيها طيلة خمسة واربعين عاما وهي تردد على مسامع مواطنيها والعالم معه ان لا مطامع لها في الصحراء وأنها فقط تساند مرتزقتها وعملاءها من باب الدعم الدولي والمساندة غير المشروطة لقضية اعتبرها أفراد العصابة قضية عادلة!!
ولم تكشف العصابة عن نواياها إلا حين تبخر حلمها نهائيا في الوصول إلى المحيط الأطلسي الذي ربما سيكون سبب تدمير دولة عمرت ثمان وخمسين عاما.
الكذب إذن هو عقيدة هذه العصابة منذ نشأتها، علموها الكذب بادعاء ان عدد الشهداء الذين حققوا الاستقلال عن فرنسا تجاوز مليون ونصف المليون شهيد؛ الجزائر التي لم يكن عدد سكانها سبعة ملايين هاجر ثلثهم إلى فرنسا بعد الاستقلال مات فيها مليون ونصف المليون شهيد!! ايييه وكم بقي من الاربعة ملايين من السكان في الجار المستقل سبعة ملايين؛ مات منهم مليون ونصف مليون شهيد وغادر البلاد مليونا شخص فيهم الحركيون وفيهم الاقدام السوداء والمعمرون الفرنسيون وكم بقي من السبعة ثلاثة ملايين هذه كانت أولى الأكذوبات في مسلسل كذب العصابة!!..
ثاني الأكذوبات الكبرى أن جمهوريتهم ديمقراطية وشعبية...وهذا لعمري أهم شعار إيديولوجي دوخت به العصابة عقل الشعب الجزائري الطيب..فلا هم استطاعوا يكونوا ديمقراطيين والدليل أن انتخابات 1991 التي أوصلت إسلاميي جبهة الإنقاذ لم يحكموا ولا يوم واحد!؟ بل ازاحتهم وانقلبوا على الشاذلي بن جديد في أسوأ مسلسل الانقلابات التي تزين تاريخ هذه العصابة..وحين وصلت بهم الطريق إلى الجدار بلا أفق خرجت أبواق العصابة تتوعد الشعب الجزائري بأن تصنع من لحمه كفتة بعد طحن أزيد من عشرين مليون مواطن بريء لا ذنب له غير الدعوة إلى دولة مدنية تعيد الطغمة العسكرية إلى ثكناتها وإلى دورها المحصور في الدفاع عن البلاد.
ولمحاولة خلق إجماع حول أطروحة العصابة. كان لابد من خلق عدو وهمي اسمه المغرب البعبع الذي أفاقهم من نومهم العميق وفضح أساليبهم في التحكم وقهر شعبهم البريء. ولم يجد أفراد العصابة وسيلة لذلك غير تأليب مواطنين مغاربة ضد بلدهم ومن مناطق لا علاقة لها بالأقاليم الجنوبية للمملكة. من كلميم واسا وأقا ومن مناطق اخرى جمعتهم العصابة، ووضعت لهم علما قاعدته علم فلسطين وبداخله شعار لعلم العسكر الجزائري النجمة والهلال!! مولت من مال الشعب الجزائري وسلحت هذه الشرذمة لا لشيء غير إعاقة التنمية في الاقاليم الجنوبية للمملكة لكن مع من؟ المغرب انتبه مبكرا لاطروحاتهم وتجاوزها وحقق ما لم يحققوه باموال النفط في مناطق تركتها اسبانيا أرضا فارغة لا مسالك ولا موانئ ولا مطارات ولا مستشفيات ولا مدارس ولا حدائق ولا فنادق ولا أي شيء!!
الآن انتهت الأكذوبة واتضحت الرؤية وبانت النوايا، وهي أن "القضية الصحراوية جزء من الأمن القومي الجزائري "الله الله على الحق بعد حوالي نصف قرن اتضح ان قضية الصحراء تهم العصابة وهي سر وجودها!!
نحن نحمد الله أن العصابة كشفت القناع وانتهت إلى الحقيقة التي غطتها لعقود زمنية.. وأبانت للعالم وليس لنا لأننا نحن نعلم حقيقتها، كشفت للمنتظم الدولي الفرق بين دولة لها تاريخ مؤسساتي يبلغ قرون غابرة في أعماق التاريخ، وبين عصابة لا يزيد عمرها عن نصف قرن كشفت للعالم كيف أن بعض الأنظمة يتلاعبون بمشاعر الناس والدول ويسترون الحقيقة عن المنتظم الكوني في صبيانية غير مسبوقة..
الآن، العصابة تتخبط في ما انتجته من ممارسات منذ بداية مشكل الانفصاليين وافتضح أمرها، ولم يعد لها من مبرر غير ادعاء أنها طرف اساسي في النزاع وليس مطية تستخدمها عصابات البوليساريو لتحقيق حلم تأسيس الدولة الوهمية.
لا أجد في ما آلت اليه أوضاع العصابة أي امل للإفلات من عقاب الحراك المبارك الذي جاء ليصدع بالحق حق الدولة المدنية المنشودة وعودة العسكر إلى النكتة وظيفته التي انشاتها البشرية لكل جنود العالم وعساكره، وقد انتهى زمن سيادة إيديولوجية الدولة العسكرية إلى غير رجعة، واشربوا رمال صحرائنا الشرقية لكن حذار من العقارب ومن مولات لگرينات،، فإن لذغاتها ترسل صاحبها إلى عالم الأموات بلاشهادة.