الثلاثاء 23 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد قمار: فضيحة.. رئيس مقاطعة عين السبع " يحلم" بتغيير مخيم عين السبع إلى مقاه

محمد قمار: فضيحة.. رئيس مقاطعة عين السبع " يحلم" بتغيير مخيم عين السبع إلى مقاه محمد قمار
الجهل مدمر... بل إن الأمور إذا أسندت إلى غير أهلها فأنتظر" الخراب"، مناسبة هذا التداعي ما صرح به رئيس مقاطعة عين السبع بلا حياء متطاولا بغرابة في حوار له مع راديو بليس بخصوص مخيم عين السبع، فالرئيس الجديد الذي هو أيضا يريد" تعلم التدبير" في رؤوس يتامى الطفولة والشباب "بنيات الشباب والطفولة" بالتعبير عن رغبة خرقاء في أن يمنحه عامل عين السبع الحي المحمدي الحق لوضع اليد على هذا المخيم التاريخي وتحويله إلى مقاه تذر المداخيل على المقاطعة، للأسف هذا الرئيس عكس عمق جهله بوظيفة بنيات الشباب والطفولة، فحجته لتحويل المخيم إلى مقاه- وعين السبع مقاطعة المقاهي بامتياز- أقول حجته هو عمل المخيم فقط في الصيف وهو يريد تشغيل المؤسسة طول السنة.
ولأن من يجهل أن الاستثمار في قضايا الشباب والطفولة أهم بكثير من فتح مقاه، وأن المخيم يفتح أبوابه طيلة السنة، صيفا للمخيمات وباقي الأيام للتكوينات وملتقيات الشباب وتنظيم الفعاليات المختلفة، سهل في ثقافته السطحية التي لا تملك رؤية مندمجة وشاملة للتنمية المحلية في أبعادها الثقافية والتربوية والرمزية.
هذا الرئيس صدم الرأي العام والرأي التربوي بتعبيره عن إرادة متخلفة لتحويل معلمة تربوية تاريخية إلى مقاه، وهذا يعكس فعلا عقلية بعض المنتخبين الذين سقطوا سهوا على التدبير المحلي، فلا هم يملكون رؤية تنموية تستحضر الطفولة والشباب وتستثمر في بنياتها ولا هم مسلحون بمشروع مجتمعي متعدد التدخلات، فالرغبة الطائشة التي عبر عنها رئيس مقاطعة عين السبع بدون حياء وخجل في لقائه البئيس مع راديو بليس، تجعلنا مرة أخرى ندعو إلى حماية مؤسسات التخييم من المضاربات العقارية وعقلية التدبير غير العقلاني وشرود بعض المنتخبين الذين يشتغلون خارج الإيقاع الزمني لمغرب يراهنن على الرأسمال الرمزي والاستثمار أكثر في قطاع الطفولة والشباب.
للأسف مثل هذا الرئيس المغرد بما لا يليق بمغرب اليوم أصبحوا يشكلون خطرا على بنيات ومؤسسات شبابية يرون فيها كعكعة عقارية، فالرغبة في تحويل مخيم عين السبع إلى مقاه عار وأكثر من زلة لأنها عكست ضحالة التفكير وضيق الرؤية وغياب مشروع مجتمعي تنموي محلي مندمج.