الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

بنطلحة الدكالي: قرار مجلس الأمن الدولي 2654 يؤكد على مصداقية الموقف المغربي

بنطلحة الدكالي: قرار مجلس الأمن الدولي 2654 يؤكد على مصداقية الموقف المغربي بنطلحة الدكالي
صوت مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لصالح تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية لمدة عام آخر،وهذا القرار صوت لصالحه 13عضو مع تسجيل امتناع كل من روسيا وكينيا عن التصويت، وقد حث مجلس الأمن الدولي في إطار القرار 25.54 على دعمه لجهود المبعوث الخاص من أجل ضمان حل سياسي دائم ومقبول من جميع الاطراف، ومعبرا عن دعمه للحل السياسي ومجددا أن مبادرة الحكم الذاتي تمثل حلا واقعيا وعمليا وجادا لتلبية طموحات الجانبين كما جاء على لسان وممثل الولايات المتحدة الأمريكية بمجلس الأمن، وهذا في حد ذاته انتصار للموقف المغربي وانتصار  للدبلوماسية المغربية والواقعية السياسية، وهو موقف مبني على حل سياسي واقعي متوافق عليه في إطار الحكم الذاتي ؛وبذلك كسب المغرب أيضا التاكيد من مجلس الأمن الدولي أن ملف الصحراء المغربية ينبغي أن يظل تحت راية الأمم المتحدة بشكل حصري، وأعرب المندوب الأمريكي عن قلقه إزاء الوضع المزري في مخيمات تندوف، منبها إلى ضرورة توسيع المساعدات بطريقة شفافة، وهذا في نظري يعبر بشكل واضح ان المغاربة المحتجزين في مخيمات الذل والعار بتندوف يعانون من ظروف إنسانية قاهرة؛ ويعانون من بطش جنرالات الجزائر وعرابيهم من مرتزقة البوليساريو، وتلك في نظري إدانة من المنتظم الدولي لكل ما يقع في هذه المخيمات من انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان..
 
اما بالنسبة للموقف الروسي والذي اختار الإمتناع عن التصويت على عدد من القرارات السابقة المتعلقة بملف الصحراء المغربية، فهذا في نظري أصبح  مسألة روتينية؛ بحيث ان روسيا دأبت على الإمتناع خلال السنوات الأخيرة عبر القرارات التالية:2414سنة 2018 ،2440 سنة 2018، 2468سنة2019، 2494 سنة2019 و2548سنة 2020، وقد عللت روسيا سبب امتناعها التصويت على القرار الأخير ،افتقاده صفة التوازن، وهي نفس العبارة التي ترددها روسيا في مجلس الأمن آلدولي مضيفة أيضا أن الوثيقة لم تكن بطريقة تشاورية، ولا تعكس الأوضاع في الأرض، أن طبيعة الموقف الروسي تأتي من كونه يعتبران الولايات الأمريكية المتحدة هي صاحبة القلم،كما أن الموقف الروسي يأتي لتسوية خاطر حليفتها الجزائر التي تعتبر زبونا أساسيا لشراء السلاح الروسي.
 
اما بالنسبة للموقف الكيني الذي كان قد ايد القرار 2602 السابق، فنرى أننا في حاجة إلى إعادة النظر في كيفية التعامل الدبلوماسي مع هذا البلد الأفريقي الذي ردد ممثله بمجلس الامن بكلمات خشبية مشروخة " بأن القرار لن يساعد على التوصل إلى حل عملي وواقعي مبديا كما يقول تفهمه  للطبيعة الجدلية للوضع ،وأن كينيا  ستبذل جهودها للوصول إلى حل سياسي عادل وتوافقي، لحث الأطراف على التجاوب مع توصيات مجلس الأمن الدولي".
 
أن القرار 2654 يؤكد على مصداقية الموقف المغربي مرة أخرى ،حيث  يدعو الأطراف  الى حل سياسي عادل مقبول  ينتصر للحكم الذاتي،وبذلك تنتصر الدبلوماسية المغربية  والمشروعية المغربية، وتثبت مصداقيتها وقوتها في المحافل الدولية.