الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

فؤاد زويريق: ملصق التكريم معيب في حق الشعر والمكرمين

فؤاد زويريق: ملصق التكريم معيب في حق الشعر والمكرمين فؤاد زويريق
مع احترامي وتقديري لدار الشعر بتطوان وبمبادرتها القيمة تكريم الشاعرة وفاء العمراني والكاتبة والناقدة الدكتورة العالية ماء العينين، وهما بطبيعة الحال قامتان إبداعيتان كبيرتان نفتخر ونعتز بهما، وتكريمهما مستحق بكل تأكيد ، لكن هل هذا الملصق يعكس تقنيا وبصريا وأدبيا هذا التكريم، شخصيا لا أراه كذلك نهائيا، فأول صورة تطالعني فيه هي صورة المطربة الراقية فنا وشكلا لطيفة رأفت، وهي بطبيعة الحال فنانة نفتخر ونعتز بها أيضا، لكن المكرمة هنا ليست لطيفة رأفت فلماذا وُضعت صورتها أكبر حجما وأكثر جاذبية من صورة المكرمتين، سيقول لي قائل هي تفاصيل عادية وتافهة لا يجب الوقوف عليها والاهتمام بها، لا بالعكس يجب الوقوف عليها وانتقادها، فما أراه هو تبخيس وتقليل من الفعل الإبداعي ومن أصحابه، فالجهة المنظمة هي دار الشعر والمهرجان هو مهرجان خاص بالشعر والشعراء وهذه ليست المرة الأولى التي يعطى فيها الاهتمام الأكبر للفنانين على حساب الشعراء والكتاب في أعراسهم ومهرجاناتهم، وفي هذا تقليل من قيمتهم داخل بيتهم الذي من المفروض أن يكون أكثر  تقديرا  لأبنائه.
شخصيا أرى الملصق معيب في حق الشعر وفي حق المكرمتين فهو البوابة الأولى التي يصادفها المتلقي أو الجمهور، وكأنك تنقل إليه رسالة مفادها أن المطربة هي النجمة الأولى في هذا المهرجان الذي يحتفي بالشعر  والشعراء والشواعر ، طبعا هي نجمة لكن هناك بجانبها نجمتان، فوفاء العمراني والعالية ماء العينين نجمتان أيضا لا تقلان عنها نجومية في مجالهما وتستحقان أن تكون صورتهما بنفس حجم وجاذبية المطربة وليس بهذا الحجم الضئيل، علينا أن نستغل كل مناسبة، ونجعل منها درسا نلقن فيها المتلقي العادي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بأن قيمة الشاعر هي نفسها قيمة هذا الفنان أو ذاك المغني بل هو أكثر قيمة، وأن قيمة الفن عموما والإبداع الأدبي يتساويان، هي ملاحظة عابرة قد لا تهم أحدا لكني أحببت أن أشاركها لأني أرى فيها قليلا من الحكرة، هنيئا للمكرمتين وشكرا لدار الشعر بتطوان.