الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

محمد الشمسي يصدر أول عمل روائي عن الصحراء المغربية

محمد الشمسي يصدر أول عمل روائي عن الصحراء المغربية محمد الشمسي وغلاف مؤلفه الجديد
يصدر للروائي المغربي محمد الشمسي في بحر هذا الأسبوع عمله الأدبي الثالث اختار له كعنوان"صحراؤنا يا الغالية"، عن دار النشر "مؤسسة باحثون"، وتعتبر هذه الرواية أول عمل روائي يتناول قضية الصحراء المغربية منذ ما قبل احتلالها سنة 1884م من طرف المحتل الإسباني، الى تاريخ عودتها لحضن الوطن، ثم إلى سنة 2020 وما حبلت به القضية من قرارات، كل ذلك بالرصد والتحليل وتعقب الأحداث، وتفكيك المحطات، في قراءات جديدة لأحداث قديمة وأخرى متجددة.
وعن عمله الروائي الجديد يقول الروائي محمد الشمسي إن "صحراؤنا يا الغالية" هي محاولة ناجحة للمزج بين التاريخ والأدب، وبين الحقيقة الثابتة والخيال الصادق، وهي تدخل في نطاق الخط الأدبي الذي رسمه الكاتب لنفسه بجعل الأدب في خدمة قضايا الوطن، وعن عمله الروائي التاريخي الجديد ذكر الروائي محمد الشمسي أنه وجد صعوبة في الجمع بين الحقائق التاريخية وبين الحبكة الروائية، وأنه يرجئ أمر جهده للقارئ في مدى تفوقه من عدمه، وشدد الأديب المعني أن ما بعد قراءة رواية "صحراؤنا يا الغالية" ليس كما قبلها، فالرواية تفند مزاعم خصوم وحدتنا الترابية، بالشهادات والتاريخ والمستندات في قالب روائي ممتع ومثير وراسخ، يستدرج القارئ ليصبح شريكا في الرواية لا مجرد قارئ لها، وعن عنوانها قال الكاتب إن العنوان هو عبارة عن وصية أوصى بها الجد مولاي السالم حفيدته الغالية، والغالية بطلة من أبطال الرواية ولدت وشبت وترعرعت في مخيمات تندوف، حيث تخصص الرواية حيزا كبيرا لما يجري ويدور في تلك المخيمات، وترصد ما يقع فيها من اتجار في البشر والقيم والأعراض والمساعدات الدولية، ومن قمع وقهر للساكنة، تحت بطش الملثمين وهم رجال المحجوب، والكل بتدبير ورقابة من الجنرال الجزائري هواري والضابط ليمام، وتسافر الغالية لمتابعة دراستها في شعبة الصحافة بجامعة كارلوس الثالث في إسبانيا ولتبحث هناك عن صلب حقيقة القضية، وحقيقة الوطن، وحقيقة الدولة التي يوهمون بها أنفسهم هناك، وحقيقة مقتل والدها لغضف واختطاف شقيقها خليل في عمق المخيمات، وتكتم جدها مولاي السالم على الإقرار لها بالحقيقة خوفا عليها، ومن جهة أخرى يشارك المحامي الغالية بطولة الرواية، حيث يجد المحامي بالدارالبيضاء نفسه أسير القضية، بعدما رمته ظروف مهنته للدخول في متاهات قضايا مرتبطة بالصحراء المغربية، فيهجر المحامي مكتبه باحثا في القضية، ويسافر من أجل ذلك إلى غور الصحراء بإرشاد من سيدا أحمد، وليلاقي مولاي العالم الملقب ب"ذاكرة الصحراء"، ليستفتيه في كفاح القبائل الصحراوية وارتباطها بالمغرب، مثلما يلاقي الشيخ أحد مؤسسي البوليساريو الذي فر لأرض الوطن بعدما تبين له الرشد من الغي، ثم يشد المحامي الرحال إلى إسبانيا بدعم من سانشيز وألانو، للمشاركة في فعاليات المنتدى العاشر للطالب الصحراوي، وهناك يلاقي الغالية ويلاقي الانفصاليين ومن يوالونهم، وفي قاعة العرض الكبرى بالمسرح الملكي بمدريد تدور المناظرة الكبرى، والمرافعة المقدسة بين المحامي وبين فلول وشيعة الانفصال...
يذكر أن الروائي محمد الشمسي والذي يعمل محاميا بهيئة المحامين بالدارالبيضاء، وهو في نفس الوقت كاتب صحافي، وفاعل جمعوي، وقد سبق وأن أصدر رواية "الضريح" سنة 2020 تناول من خلالها مفهومه للثورة وشروطها وأركانها، ووجوب تحصينها بالعلم والمعرفة والحكمة، بعيدا عن التطرف والغلو، ورواية "نوار الفول" سنة 2021، التي خصصها للحديث عن الثورة المضادة القائمة على الانقلاب وتسخير كل الوسائل بما في ذلك الدين لتثبيت التسلط.