السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

الحسن زهور: الجزائر تهين رئيس السلطة/الدولة الفلسطينية

الحسن زهور: الجزائر تهين رئيس السلطة/الدولة الفلسطينية الحسن زهور
في إهانة دبلوماسية توجهها الجزائر للرئيس الفلسطيني وللدولة الفلسطينية يقدم وزير خارجية الجزائر عمامرة للرئيس ابي مازن صفعة غير أخلاقية ولاديبلوماسية في القاهرة.
تتمثل هذه الإهانة في الإخلال بالأعراف الديبلوماسية بين الدول والحكومات( هذا في حالة إن كان الإعتراف الجزائري بالدولة الفلسطينية حقيقيا وليس ديماغوجيا)؛ فأن يسلم وزير خارجية الجزائر دعوة رسمية للرئيس أبو مازن في القاهرة، أثناء زيارته لمصر للإلتقاء بالرئيس المصري، لحضور القمة العربية بالجزائر هو إهانة للرئيس ابي مازن حسب الأعراف الديبلوماسية  بين الدول والحكومات.. لكن الإعلام الجزائري الرسمي يصور  تسليم هذه الدعوة له كأول رئيس عربي يتسلم دعوة الحضور للقمة العربية كانتصار دبلوماسي للجزائر في دعمها للسلطة الفلسطينية أمام الدول العربية الاخرى!؟ في حين أن تقديم هذه الدعوة في مصر بهذا الشكل- في نظرنا- يعتبر إهانة ومذلة للرئيس الفلسطيني ولشعبه الفلسطيني، ولا أدري كيف استساغها. فالديبلوماسية  الجزائرية تنسى أن تسليم الدعوة الرسمية لرئيس بلد ما لا تكون في بلد آخر يزوره هذا الرئيس لأن هذا الفعل إهانة له ولبلده، وتسلم الرئيس أبو مازن للدعوة - رغما عنه- إهانة له ولكرامته والكرامة شعبه...
وكان على الجزائر- حسب الأعراف الديبلوماسية- أن تسلم الدعوة الرسمية للرئيس ابو مازن في الأردن التي تتشارك مع السلطة الفلسطينية الجغرافيا والتاريخ والقضية وهي الأقرب الى السلطة الفلسطينية شعبا وسياسة وتمويلا... وهي الوصية على المسجد الاقصى والأكثر دعما من الجزائر التي تتاجر بالقضية...وكان على الجزائر - إن كانت فعلا تدعم القضية الفلسطينية- ان توجه الدعوة الشفوية أولا للرئيس أبو مازن في القاهرة أثناء زيارة العمامرة لها لحضور مجلس وزراء الدول العربية، وتدع تسليم الدعوة الرسمية إلى أن يسلمها وزير الخارجية في الاردن، وتسليمها في الأردن  دلالة سياسية وأخلاقية ورمزية تعبر عن الإعتراف الجزائري بالسلطة الوطنية الفلسطينية كدولة وليست سلطة فقط( وهنا تلتقي الجزائر مع اسرائيل في الإعتراف بالسلطة الفلسطينية كسلطة وليس كدولة)،
لكن الجزائر تستغل بعض الحركات وتدعمها كدمى فقط لتحقيق مكاسبها السياسية للظهور بمظهر القيادة الايديولوجية الخاوية مثل ما فعل القذافي وصدام وبشار، فلا غرو ان نجدها اليوم هي اكثر الداعمين لبشار ولإيران ولدعاة التجزئة.