الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

رشيد لبكر: قيس سعيد فقد البوصلة وأصبح يشكل خطرا حقيقيا على تونس

رشيد لبكر: قيس سعيد فقد البوصلة وأصبح يشكل خطرا حقيقيا على تونس رشيد لبكر
المغرب كان يتحاشى إحراج تونس ويتفهم حيادها ويبني موقفه منها على حسن النية، انطلاقا من وعيه، بأن أي دعم إيجابي مباشر للمغرب سيدخل تونس في مشاكل لا حصر لها عل طول حدودها الغربية مع الجزائر، وما عدا ذلك كانت العلاقات مع الجانبين ممتازة، لكن الأمور تغيرت مع هذا الرئيس، الذي بدا مصرا منذ توليه قيادة تونس علي تعكير الأجواء، اذ لم يسبق له، أبدا، أن أبدى تعاطفا مع المغرب ولا حماسا للتعاون معه، بل كانت كل مواقفهَ باردة و مطبوعة بالريبة والجفاء، استدرارا ربما لعطف جنرالات الجزائر وضمان عدم تدخلهم في شأن بلاده الداخلي بخلق مشاكل أخري قد تعيق مشروعه الاستحواذي علي تونس، ولأن موقفه كان مكشوفا، فإن الديبلوماسية المغربية لم تنشغل به، فهي تدرك مسبقا ان إقناعه بوجهة نظر المغرب مضيعة للوقت وهدر للطاقة، مجرد صيحة في واد او نفخة في رماد، لكن ان يصل الأمر إلى هذا الموقف العدواني، فاعتقد أن قيس فقد البوصلة واصبح يشكل خطرا حقيقيا علي تونس وآلة مبرمجة لضرب مصالحها في الداخل من خلال الإجهاز علي تجربتها الديموقراطية النموذجية، ومع الخارج عبر نسف علاقاتها مع دول شقيقة كانت دائما معها في السراء والضراء... ولعل الجميع يذكر زيارة جلالة الملك لتونس وهي في اوج ازمتها متحديا كل المخاطر الامنية لدعمها ومآزرتها..
يبدو إذن، ان ذاكرة الرئيس ضعيفة وبصيرته أضعف، وخرفه لن يغير من طبيعة علاقاتنا الأخوية مع الأشقاء التونسيين، ومن المؤكد أن الغالبية العظمي منهم تستنكر هذا الخطأ الفادح وسينقلب السحر علي الساحر، إذ لا يحيق المكر السيء إلا بصاحبه.
من المعروف ان الشعب التونسي يكن حبا كبيرا للمغرب وقد لمسنا ذلك في كل اللقاءات التي جمعتنا بالزملاء التونسيين، ونحن نبادلهم حبا بحب، وعلاقاتنا لن تزحزحها المصالح الضيقة كما لن تضر بها الرؤي القاصرة لدبلوماسية الهواة، وسيظل الشعب المغربي حليف نظيره التونسي في المعركة ضد الديكتاتورية والاستبداد كما كنا دائما...اما استقبال كيان الوهم فلن يمس عدالة قضيتنا في شيء، ومن يكون قيس هذا حتى يوثر عليها! ؟
يكفي استقباله للزعيم الوهمي تزامنا مع الزيارة التاريخية لوزيرة الخارجية الألمانية لبلادنا وتأكيدها علي دعم بلادها لمقترح المغرب كحل واقعي للمشكل المفتعل واستعدادها لنسج علاقات شراكة بناءة معه في جميع المجالات.. ألمانيا وما أدراك ما هي، بلد التفوق الذي يسعي إلى رعاية مصالحه بالشراكات البناءة وليس بسياسات التأليب وخطط الشر والخوض في المياه العكرة.