الجمعة 26 إبريل 2024
خارج الحدود

إدريس ايات: لأول مرة في التاريخ مالي تتهم فرنسا بدعم الإرهاب 

إدريس ايات: لأول مرة في التاريخ مالي تتهم فرنسا بدعم الإرهاب  إدريس آيات (يسارا) والرئيس الفرنسي ماكرون وقوات برخان الفرنسية بمالي
طلبت مالي اجتماعا طارئًا من مجلس الأمن، بحجة أن لديها أدلة على دعم فرنسا الإرهابيين في مالي بالسلاح والمعلومات. ‏هذا حدث جيوسياسي يغيّر اللعبة، وذو رمزية جيو-أمنية بالغة، حيث هذه هي المرة الأولى التي تتهم دولة أفريقية مباشرة، بلدا أوروبيا بدعم الإرهاب في القارة، ولقد كان قبل ذلك، تصدر مثل هذه التهم من المحللين فقط.
 
تفاصيل الخبر: 
‏غنّي عن البيان، أنّ جمهورية مالي طردت فرنسا من أراضيها منذ بداية العام، ما ترتب عليها مغادرة فرنسا البلاد وتفكيك قواعدها العسكرية واللوجستيكية في جمهورية مالي.
‏وقد وعدت فرنسا مغادرة آخر جندي لها من مالي في تاريخ 17 غشت 2022.
‏لكن قبل مغادرتها مالي لوحظت هجمات ارهابية في مناطق عديدة، كانت القوات المسلحة المالية مع حليفتها روسيا قد سيطروا عليها. 
‏وبعد تحقيقات وأدلة، اكتشفت أنّ الإرهابيين كانوا يتلقون أسلحة ومعلومات حساسة من قبل دولة أجنبية؛ نتيجة التحقيق تقول: إنّ فرنسا هي الدولة التي قامت بتقديم الدعم والمعلومات وعلى إثر ذلك، مالي تتهم فرنسا بتسليح الجماعات المسلحة والإرهابية، ودعت مجلس الأمن لاجتماع طارئ لمناقشة الموضوع، حيث ذلك يصنع من فرنسا "دولة راعية الإرهاب".
وترتيبًا على ما سبق، اتهمت مالي في رسالة بعثتها إلى الأمم المتحدة، فرنسا ب"تسليم أسلحة وذخائر لبعض الجماعات الإرهابية" في البلاد، كما زودتها ببعض المعلومات كانت قد جمعتها قبل مغادرة قواتها الأراضي المالية. وأكدت مالي في الرسالة التي بعثتها وزارة الخارجية أن لديها أدلة موثوقة وواضحة، تدعم هذه التهم، معبرة عن الاستعداد لتقديمها لمجلس الأمن الدولي، يثبت تهمتها.

 
‏وطالبت الخارجية المالية من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع طارئ حول الوضع الأمني في البلاد، مدينة ما وصفتها "الانتهاكات المتكررة للمجال الجوي لمالي من قبل فرنسا".
في السياق ذاته، كانت مديرية الإعلام والعلاقات العامة في القوات المسلحة المالية، قد تحدثت في بيان لها صدر يوم 7 غشت 2022، عن توثيق "عمليات سرية وغير منسقة تؤكد أن الإرهابيين استفادوا من دعم كبير وخبرات خارجية". 
‏أتى ذلك الادعاء عقب هجمات متزامنة منسوبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، خلفت 42 قتيلا والعديد من الجرحى في صفوف القوات المسلحة المالية.
‏والجدير بالذكر أنّ هذه الاتهامات المالية الجديدة لفرنسا، هي الأخرى تأتي عقب خروج آخر الجنود الفرنسيين من مالي، بعد نحو 10 سنوات من الحضور العسكري الفرنسي في البلاد، وفشلها فيما تسميه "مكافحة الإرهاب".
الآن، لو تسأل: لماذا قد تفعل فرنسا ذلك؟

 
‏فالجواب الجيوسياسي طويل وعريض، ويحتاج إلى مقال عريض، لكن الجواب القصير هو: إن فرنسا فشلت في القضاء على الإرهاب، حتى تم طردها من مالي، لن ترضى بأن تنعم مالي بالسلام، لسببين:
1ـ  كي لا ينسب فضل القضاء على الإرهاب للتحالف الجديد مع روسيا.
2- وأن لا تكون مالي مثالا لدول المنطقة في الاستغناء عن فرنسا، والسبيل لذلك، هو تدمير مالي، كدرس للآخرين، فلا مستعمرة سابقة ستخرج عن طوعها.
إدريس آيات ، جامعة الكويت