الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الحق غريب: هل أتاك حديث ابتزاز المصطافين بالشواطئ المغربية

عبد الحق غريب: هل أتاك حديث ابتزاز المصطافين بالشواطئ المغربية عبد الحق غريب
استفحلت في السنوات الأخيرة  بشكل ملفت وسريع ظاهرة غريبة بأغلبية الشواطئ المغربية، ألا وهي ظاهرة احتلال مساحات من الشاطئ من قبل أناس خارج القانون، كل واحد يستحوذ على مساحة معيّنة محاذية لماء البحر، يُثبِت فيها عددا من المظلات الشاطئية (les parasols) ويضع كراسي ثم يقوم بتاجير المكان والمظلة الشاطئية و/أو الكراسي للمصطافين بالثمن الذي يريد ضدا على القانون... والغريب في الأمر أن هؤلاء الأشخاص/المافيا الذين يستحوذون على جزء من الشاطئ ويحجزونه يمنعون بالقوة أي مواطن يريد أن يثبت مظلته الشاطئية أو يضع كرسيه أو يجلس  في المساحات المحجوزة دون أن يؤدي مقابلا ماليا لذلك.
وما يثيرالإستغراب والشكوك هو أن منع المواطنين من الحق في الجلوس على الشاطئ وابتزازهم بالقوة يقع أمام أعين السلطات بمختلف تلاوينها وبعلم المسؤولين من المقدم أو الشيخ إلى عامل الإقليم، مرورا بالقائد والباشا ورجال الدرك الملكي والقوات المساعدة، ولا أحد يحرك ساكنا لحماية المصطافين من ابتزاز وعنف هذه المافيا وضمان حقهم في الإستمتاع بالعطلة والبحر والجلوس في المكان الذي يريدون.
واذا كان دور السلطات هو السهر على احترام وتطبيق القانون وحماية المواطنين وتوفير أمنهم والعمل على تأمينه ضد كل من تسول له نفسه الإعتداء عليه، يمكن القول أن استفحال هذه الظاهرة نهارا جهارا والسكوت أمام هذا التسيّب يمكن تفسيره إما بضعف السلطات أمام هذه المافيات وعدم قدرة "المخزن" على فرض احترام القانون، سيما الفصل 37 من الدستور المغربي الذي ينص على ما يلي : "على جميع المواطنات والمواطنين احترام الدستور والتقيّد بالقانون"، وإما يمكن تفسيره بمثابة تواطؤ السلطة مع لوبيات الشواطئ لابتزاز المواطنين بالقوة.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن تفشي السيبة وغياب القانون أمام صمت السلطات ليس خاصا بالشواطئ المغربية فقط، بل نجدها في قطاعات ومجالات متعددة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر قطاع الطاكسيات الصغيرة والكبيرة بالمطارات وقطاع سيارات الإسعاف الخاصة ومرائب السيارات، حيث أن التسعيرة المحددة بالقانون والمعلقة للعموم لا يُعتد بها، بل يُفرض على المواطن أو السائح  الأثمنة التي يريدون، وعندما يتقدم أحد الضحايا  بشكاية في الموضوع، فإنه يصاب بالإحباط، وقد يستنتج أن الكل متواطؤ لابتزازه و "على عينك يا بنعدي.