السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

مصطفى ملكو: في معنى الثروة؟

مصطفى ملكو: في معنى الثروة؟ مصطفى ملكو
تُحْتَسَبُ ثروةُ الأمم بما يُسَمُّونه "" النّاتِج الدَّاخلي الخام"" (PIB) أي فائض القيمة (plus-value) بتسمية المُمَرْكَسين أو القيمة المضافة (valeur ajoutée) بِتَسمية المُلَبْرَلين التي يُفْرزها اقتصاد كل بلد. 
لكن يجب التنويه أن هذه القيمة الإجمالية ليس لها من قيمة إلا كبوصلة أي   مؤشّر  مِعْياري بُغْية المقارنة بين الدوّل.
إذن الناتج الوطني الخام يبقى في وارد قيمة مجردة ما لم نلمس أثَرَهُ على الأرض من بنيات تحتية و خلق لفرص الشغل و خدمات اجتماعية و تأمين صحي....إلخ.
كيف يمكن أن نتحدثَ عن خَلْق ثروة في بلد ينوء بعجوزات بالجملة في الموازنة العامة، في الميزان التجاري، في ميزان المدفوعات، في الخدمات العمومية، في فرص الشغل؟ 
كيف يمكن الحديث عن ثروة في بلد تتفاقم مديونيّته سنة بعدة سنة؟ 
يا حضرات، الإقتصاد المغربي لا يخلق الثروة  و لن يمكن له لإنه اقتصاد ريعي، اقتصاد المُناوَلة من الباطن (sous-traitance)، اقتصاد مرتهن بالأسواق الخارجية (économie exogène)، اقتصاد "الهميزات" économie des aubaines....إلخ. 
الإقتصاد المغربي لا يخلق إلاّ فوائض قيمة مالية مضافة  Plus-value financière  ــ و أشدِّد على مالية خالصة ـــ لا علاقة لها بالإنتاج الصناعي أو المعرفي (économie industrielle et économie du savoir) الذي يعتبر الثروة الحقيقية للأمم. بطبيعة الحال هذه الفوائض المالية تذهب إلى جيوب أوليغرشيا (oligarchie) أصحاب الذِّمم (les actionnaires).