الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

بنطلحة الدكالي: خطاب العرش يؤكد على أن مغرب التقدم والكرامة لن يتم الا بمشاركة جميع المغاربة رجالا ونساء

بنطلحة الدكالي: خطاب العرش يؤكد على أن مغرب التقدم والكرامة لن يتم الا بمشاركة جميع المغاربة رجالا ونساء محمد بنطلحة الدكالي
الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 23 لتربع الملك محمد السادس العرش غني بالرسائل القوية والدلالات العميقة.
وقد دعا الملك الأشقاء الجزائريين إلى ضرورة الانصات إلى منطق الحكمة والمصالح العليا التي تربط بين الشعبين الشقيقين من أجل إرساء غد أفضل لمستقبل البلدين، وأهاب بالشعب المغربي إلى ضرورة مواصلة ما يفرضه حسن الجوار مع الجارة الجزائر وأن الجزائريين سيجدوننا إلى جانبهم في جميع الظروف الأحوال، وأن المغرب لن يسمح لأحد الإساءة الى اشقائنا الجزائريين، مضيفا أن المغرب حريص على الخروج من هذا الوضع قبل أن يجدد دعوته بمد يد الممدودة إلى الجزائر..
ودعا الملك إلى ضرورة العمل سويا دون شروط من أجل علاقات ثنائية أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار مشددا على أن الحدود المفتوحة هي الوضع الطبيعي بين البلدين انتصارا للتاريخ المشترك؛ وأن هذا الخطاب التاريخي إعلان رسمي أمام العالم للالتزام الملك محمد السادس من أجل بناء علاقات أخوية متينة، بين بلدين جارين وشعبين شقيقين.
وأفاد ملك البلاد كذلك في هذا الخطاب بأن بناء مغرب التقدم والكرامة لن يتم الا بمشاركة جميع المغاربة رجالا ونساء في عملية التنمية مشددا على ضرورة المشاركة الكاملة للمرأة المغربية في كل المجالات وإعطائها حقوقها القانونية والشرعية، وتفعيل المؤسسات الدستورية المعنية بحقوق الأسرة والمرأة وتحسين الآليات والتشريعات الوطنية للنهوض بوضعيتها وفي إطار تجاوز بعض الاختلالات التي تعرفها مدونة الأسرة، أكد ملك البلاد أنه بصفته أميرا للمؤمنين فانه لن يحل ما حرم الله ،ولن يحرم ما احل اله لاسيما في المسائل التي تؤطرها نصوص قرآنية قطعية ،وأن يتم ذلك في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية وخصوصيات المجتمع المغربي.
وأشار ملك البلاد أن العوامل الخارجية إضافة إلى نتائج الموسم الفلاحي المتواضعة تسببت في ارتفاع أسعار بعض المواد الأساسية، وهو مشكل تعاني منه جل دول العالم؛ وادراكا لتأثير هذه الأوضاع على ظروف عيش فتات كثيرة من المواطنين؛ قام المغرب بإطلاق برنامج وطني للتخفيف من آثار الجفاف على الفلاحين وعلى ساكنة العالم القروي، وقام العاهل المغربي بتوجيه الحكومة لتخصيص اعتمادات مهمة لدعم بعض المواد الأساسية وضمان توفيرها بالأسواق؛ وتمت مضاعفة ميزانية صندوق المقاصة. وأنه رغم التقلبات التي يعرفها الوضع الدولي، ركز ملك البلاد على ضرورة رفع التحدي المغربي والطلعات المستقبل بتفاؤل مؤكدا في خطابه على ضرورة جلب الاستثمارات.
وتحفيز الصادرات والنهوض بالمنتوج الوطني وازاحة كل العراقيل، لقد تمكن الاقتصاد المغربي من الصمود وحقق نتائج إيجابية في مختلف القطاعات الإنتاجية وتعامل المغربي بحرفية وتدبير عقلاني في مواجهة جائحة كورونا فقام بتخطيط استراتيجي حيث أبان المغرب عن تدبير محكم في مواجهة هذه الجائحة مما أثار الإعجاب داخليا وخارجيا إلى حد اعتباره نموذجا يحتذى، في جو من الانضباط والمسؤولية والشفافية والمساواة وفي إطار حس وطني عال؛ عنوانه التحدي المغربي ،إن السيادة الصحية عنصر أساسي في تحقيق الامن الاستراتيجي للبلاد ،لذلك أطلق المغرب مشروعا رائدا في مجال صناعة اللقاحات والأدوية. كما أن المغرب أطلق خطة طموحة لإنعاش الاقتصاد، من خلال دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة والحفاظ على مناصب الشغل وعلى القدرة الشرائية للأسر المغربية مشددا الملك على ضرورة تعميم التغطية الصحية لجميع المواطنين،
أن خطاب العاهل المغربي خطاب تاريخي، وهو خطاب الجرأة والوضوح والتفاؤل بغد أفضل وفق مشروع وطني ملكي يرنو بثقة إلى المستقبل.
 
الدكتور محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق جامعة القاضي عياض مراكش