عبد السلام بنعبد العالي:اللّوح واللّوحة.. الثقافة المتعبة والثقافة المريحة
سألت كاتبًا ناشئًا عن سرّ إتقانه للّغة العربية ومعرفته بآدابها وحفظه لأشعارها، فأجابني مستغربًا من سؤالي: "أنا، يا أستاذ، درست في (اللّوح)"، قاصدًا أنه أخذ تعليمه الأساس في الكتّاب، فكان يخطّ سور القرآن وقصائد الشعر على اللّوح مستعملًا الصلصال والسماق، وأنه لم يعرف الورقة والحبر حتى انتقل إلى المدينة، ودخل المدرسة الحديثة كي يستكمل تكوينه. ما أثار استغرابي هو ربطه إتقان اللغة وحفظ الأشعار بهذه الطريقة التقليدية في الكتابة، كأنما لو أنه تعلّم بالطرق الحديثة، ما كان ليبلغ ...
