الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

هذه نتائج رصد ميداني خلصت إليه جمعية "أميج" حول ظاهرة تشغيل الأطفال بمدينة سلا..

هذه نتائج رصد ميداني خلصت إليه جمعية "أميج"  حول ظاهرة تشغيل الأطفال بمدينة  سلا.. صورة لمنصة اللقاء مع رسم يعبر عن ظاهرة تشغيل الأطفال
نظمت "الجمعية المغربية لتربية الشبيبة- فرع سلا"(أميج) يوم الثلاثاء 14 يونيو 2022 مائدة مستديرة بالقاعة الكبرى لجماعة سلا، لقاء شارك فيه عدد من الفاعلين من سلطات ومجالس منتخبة محلية بمداخلات تمحورت في مجملها حول "دور الفاعلين المحليين" في التصدي لظاهرة تشغيل الأطفال في سن مبكرة فوق تراب عمالة سلا..، موقع " أنفاس بريس" تابع محاور اللقاء ويقدم في هذه الورقة أهم ماجاء من خلاصات في تتبع ميداني أنجزه فرع جمعية "أميج" حول رصد الظاهرة بمدينة سلا..

اندرجت عملية الرصد الميداني، الذي قام به فريق من الباحثين الاجتماعيين في إطار مشروع "حماية" لمحاربة تشغيل الأطفال وهو موضوع اتفاقية شراكة وتعاون بين الجمعية المغربية لتربية الشبيبة- فرع سلا ووزارة الإدماج الإقتصادي والمقاولة الصغرى والشغيل والكفاءات.

واستهدفت العملية تجميع معطيات حول الظاهرة بالمدينة وتقديم قراءة تنبع من الميدان على المستوى المحلي بغية تقديم مقترحات عملية لمحاربة الظاهرة. وقد امتدت اللقاءات الإعدادية للعملية على مدار ثلاثة أشهر( مارس، أبريل وماي 2022)  توصل خلالها على مراحل فريق البحث المكون من 20 باحثا من الجنسين بتصور ومنهجية عملية الرصد وإعداد استمارة التتبع، تخللتها أيضا ورشة تكوينية للباحثين  بتأطير من مفتشية الشغل بمديرية سلا قصد التعرف عن قرب على أليات ومنهجية عملية الرصد..، و تم تحديد المجال الترابي المستهدف في : شارع النصر، السوق المحروق، أرض بنعاشر، سوق بيع متلاشيات سيدي الضاوي بمقاعة لعيايدة، قرية اولاد موسى ( مقاطعة احصين)، سوق الخميس الأسبوعي (جماعة السهول)، المدينة القديمة، حي سيدي موسى، حي سعيد حجي، حي اشماعو(جماعة لمريسة)، تابريكت الشمالية، دوار الشيخ لمفضل، حي الرحمة، حي الانبعاث (تابريكت) وحي خروبة وحي الشفاعة (بطانة)..

وقد شمل الرصد الميداني ما مجموعه 310 طفل (304 ذكور و6 إناث) في وضعية تشغيل، في عملية امتدت على مدار يومين كاملين ( 25 و 26 ماي 2022)، ولوحظ عموما فيها أن تشغيل الأطفال بالمدينة هي ذكورية بنسبة كبيرة،  حوال 98 بالمئة، وأن ثلث العدد الإجمالي هم في سن مابين 14 و 16 سنة، بينما نصف العدد يبلغ من العمر مابين 16 و18 سنة..

وتعد المشاكل و الطلاق بين الوالدين والإهمال الأسري من بين أهم الدوافع في خروج أطفال للشغل، ما يعني أن تفكك الأسرة سبب رئيسي في تفشي ظاهرة تشغيل الأطفال بمدينة سلا..

وخلص البحث إلى أن حوالي 33 بالمئة منهم لهم أب بدون عمل أو يشتغل في قطاع غير مهيكل والنصف منهم تقريبا لهم أم تشتغل داخل البيت، 30 بالمئة هن خادمات وحوالي 10.6 بالمئة يتعاطين للتسول. كما أن أزيد من النصف من الأطفال يسكنون في بيت مع جيران أخرين، وبعضهم في بيت من صفيح..، وتتمركز الأغلبية فوق تراب مقاطعتي تابريكت والمريسة، كما أن أزيد من نسبة الثلثين هم منقطعون عن الدراسة ومايقارب النصف منهم لايتجاوز مستوى الإعدادي في سلك التعليم..، ويعد الفشل الدراسي وعدم الرغبة في متابعة الدراسة والرغبة في مساعدة الأسرة ماديا، صعوبة النطق، صعوبة تعلم اللغة الفرنسية من أهم الأسباب الدافعة نحو الخروج للشغل، إلى جانب عامل فقر الأسرة، وفاة الأم، المرض والمشاكل العائلية، إلى جانب العنف المدرسي وصعوبة الإندماج في الوسط المدرسي..

و توزعت طبيعة الانشطة الممتهنة من لدن الأطفال بين الحدادة و البقالة، النجارة والخياطة، بيع السمك والدواجن، بيع كلينيكس وحلويات في أماكن عمومية، ميكانيك، صباغة، حلاقة، اصلاح العجلات..، كما أن مايقارب نسبة خمس العدد من الأطفال الذين شملهم البحث يشتغل أزيد من 8 ساعات في اليوم..

وعقب ذلك أوصى الباحثون الاجتماعيون بمايلي:
- ضرورة تنويع برامج الدعم الاجتماعي والاقتصادي المقدم للأسر في وضعية هشة من لدن القطاعات المؤسساتية الداعمة والقطاع الخاص من قبيل المجلس الجماعي، مجلس الجهة، مجلس العمالة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية..
- تنزيل برنامج التمكين الاقتصادي للنساء بسلا من طرف وزارة التضامن ومجلس الجهة و المجلس الجماعي..
- إعمال الصرامة في تفعيل نص القانون الذي يمنع تشغيل الأطفال أقل من 18 سنة من لدن مديرية الشغل والسلطات المحلية..
- الرفع من عدد الأسر المستفيدة من برنامج تيسيرفي المناطق التي تعرف ظاهرة الهدر المدرسي..
- إحداث برنامج قار للدعم المدرسي بالنسبة للأطفال المتعثرين في صف التعليم الإبتدائي بمشاركة مختلف الفاعلين المحليين من قبيل المديرية الإقليمية لوزارة التربيية الوطنية، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، جمعيات المجتمع المدني، مجلس العمالة والمجلس الجماعي..