الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

من المسؤول عن غرق شاب وشابة في بحيرة ويوان.. اقرأ التفاصيل

من المسؤول عن غرق شاب وشابة في بحيرة ويوان.. اقرأ التفاصيل بحيرة ويوان
فتاة بحيرة "ويوان" الغريقة والمستباحة في قبرها... صرخة لأجل توفير الحراسة والإنقاذ...
لم يتوقف الكلام عند أسباب وفاة الشابة الأطلسية التي غرقت في بحيرة "ويوان"، حيث حاول شاب كان بعين المكان إنقاذها لكنه بدوره لقي حتفه، وتم نقل الهالكين إلى المستشفى لأجل مباشرة الإجراءات المعمول بها في هذا الشأن...هكذا تم التعامل مع الواقعة وكأنها جد عادية، وكأن الموت في البحيرات غرقا أمر طبيعي، أو قل موت حتمي بالنسبة للذين لا يحسنون السباحة في مثل هذه الأماكن التي لا تشبه الأنهار ولا البحار في عمقها ونوع الأعشاب والنباتات التي توجد في أعماقها، والتيارات التي تسكن صمتها...
الموت غرقا في البحيرات يساءل الكثير من المعنيين بالموضوع، لا ينبغي أن تمر الحادثة دون مساءلة أو بحث لأجل إنصاف الشابة والشاب اللذان راحا ضحية موت عارِ من كل تدخل أو محاولة إنقاذ وقت الفاجعة، بمعنى أن المكان لا توجد فيه أدنى وسيلة لتقديم المساعدة لكل مستجم أصابه العياء أو أمسكت به أغصان الأشجار أو علقت قدميه ببعض النباتات التي تنتشر  على ضفاف البحيرات... 

أقول غياب حتى "طوق نجاة" في عين المكان، وكأن خطر الغرق غير وارد نهائيا. أمر غير مفهوم.. نحن لا نطالب بقارب نجاة، بل فقط "bouée de sauvetage  " التي من المفروض أن توفرها الجماعة أو غيرها من المصالح ذات الصلة بالمكان، وتعين شخصا أو معلم سباحة له دراية بالسباحة في البحيرات يقوم بهمة مراقبة الزوار الذين ينزلون إلى البحيرة قصد السباحة، وذلك بتوجيههم نحو الأماكن التي لا تشكل فيها السباحة خطرا على حياتهم، مع إرشادهم إلى عدم المغامرة بالتوغل في عمق البحيرة مع ضرورة ارتداء "طوق نجاة"  يمكن توفيره على سبيل الشراء او الكراء مثلا  في عين المكان ...

صيف السنة الماضية كنت في زيارة لمنطقة أكلمام أزكزا بمنطقة خنيفرة، وقد حضرت مشهدا مريعا، شاب يلقى حتفه في البحيرة...كان رفقة والده وخاله قدموا جميعا من مدينة مكناس لقضاء فترة استجمام بهذه البحيرة الجبلية الشهيرة، لكن الشاب علق في بعض الطحالب التي تنتشر في الضفة الغربية للبحيرة بعدما اصابه العياء والخوف، وبقي يصارع لأجل النجاة، لكن سرعان ما طوقه الموت وظل في قعر البحيرة محتجزا، والده وخاله يندبان حظهما في هذا المكان الغابوي الموحش...

لقد حاول أبناء المنطقة انتشال جثة الشاب الهالك بوسائلهم الخاصة ، لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل، وهكذا تم الاتصال بالمصالح المعنية، بعد مرور أكثر من عشر ساعات حضر رجال الضفادع التابعين لمصالح الوقاية المدنية بخنيفرة إلى عين المكان، وبعد استعمال زورق  مطاطي، غطس أحدهم لينتشل الشاب من عمق البحيرة وهو عبارة عن جسد جامد كجذع شجرة، في الحين سقط والده مغمى عليه.. في هذه الأثناء غادرت عين المكان بعدما أصبت بإحباط شديد ...لقد فسدت الرحلة بحضور هذه الفاجعة المرعبة...

فتاة بحيرة "ويوان" الغريقة،  والمستباحة في قبرها كذلك كان من حقها أن تسبح في مياه البحيرة بكل أمان، وكان من حقها أن تحظى بالحراسة وخدمة الإنقاذ، وأن تعود سالمة لبيت والديها، لكن القدر قضى أن تموت وتسحب معها شابا آخر حاول إنقاذها لكنه لم يفلح في ذلك... من المسؤول عن هذه الفاجعة، من هي الجهة التي ينبغي أن نوجه إليها اللوم والمسؤولية، حتى لا تضيع روح هذه الشابة وهذا الشاب هباء منثورا وكأن الأمر مجرد عارض لا يستحق أدنى توقف  أو سؤال...