الخميس 25 إبريل 2024
رياضة

إهانة اللاعب الدولي سحيتة.. وصمة عار على جبين مسيري فريق الوداد ( مع فيديو)

إهانة اللاعب الدولي سحيتة.. وصمة عار على جبين مسيري فريق الوداد ( مع فيديو) لاعب فريق الوداد السابق عبد المجيد سحيتة
لا تتحدد قيمة الأفراد والجماعات ومعايير تقدمهم بما تظهره فقط مؤشرات التنمية، أو أرقام الدخل الفردي والوطني ، أو نسب ولوج التعليم والتطبيب والشفافية وغيرها. ولكن كذلك بما يختزنه المجتمع وأبناؤه من رصيد أخلاقي، ومن قدرة على الصلابة الروحية لمواجهة مواقف قد تلحق الأذى بالإنسان وبقيمه.
سبب النزول المباشر يعود إلى ما حدث يوم الجمعة 13 ماي2022 لللاعب الدولي ولاعب فريق الوداد السابق عبد المجيد سحيتة بمناسبة إجراء مباراة فريقه الأصلي مع الفريق الكونغولي بيترو أتليتيكو. ذلك أنه، وكما صرح لنا بذلك عبر موقع "أنفاس بريس"، دخل الملعب، بعد أن حجز تذكرة الدخول من ماله الخاص،  لكنه لم يجد مكانا له للجلوس بين المتفرجين. ولذلك افترش مكانا بأحد الممرات بدون اكثرات أحد من المسؤولين بذلك إلى أن تفضل أحد الصحافيين بإجلاسه مكانه. الأمر الذي علق عليه اللاعب الدولي بتأكيد غياب ثقافة الاعتراف رغم ما أسداه ومجايلوه من خدمات للفريق وبلادهم. 
وكان ما وقع قد خلف استياء عميقا لدى محبي الوداد وعشاق الكرة عموما، الذين لا يزالون يحفظون ذكرى سحيتة  في القلب. فلقد كان اللاعب سحيتة فنانا ساحرا بتقنياته المبهرة. وكان في نفس الوقت رجلا متخلقا مشهودا له بحسن السيرة داخل الميدان وخارجه... 

 
 
 
هذه الواقعة المذلة والمهينة للمنظمين ومسؤولي فريق الوداد، قبل أن تكون مهينة ومذلة لسحيتة تذكرنا بواقعة مماثلة كان لها نفس الوقع. ذلك أن بعض عناصر الأمن الخاص كانوا قد منعوا اللاعبين الدوليين أحمد فرس وحسن عسيلة من دخول المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء لمتابعة مباراة فريقنا الوطني التي جرت، في فبراير من سنة 2018، مع الفريق النيجيري برسم نهاية إقصائيات كأس إفريقيا للمحليين، رغم توفرهما ورفاقهما على البطائق بدعوى أن الملعب مملوء عن أخره.
إننا إذ نستعيد هاتين الواقعتين اللتين تمتا في حق ثلاثة من صناع المجد الكروي المغربي في زمننا الذهبي فلنؤكد أن ما وقع يوم الجمعة 13 ماي 2022، ويوم الأحد 4 فبراير 2018 ليس فقط لحظات عابرة أو طائشة بأدق الكلمات، ولكنه سلوك متجذر في أدمغة مريضة متسلطة على أندية عريقة لا كفاءة أخلاقية لها لترعى وتكرم من هو الأجدر بالتكريم، ولا ذاكرة لها ولا اعتبار لأن فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه، بدليل أن ما تعرض له هؤلاء الأبطال الرياضيين يتعرض له كذلك بعض نظرائهم من الفنانين والمثقفين الرواد في مناسبات مماثلة.
إن على هؤلاء، ومهما كانت مستوياتهم في المسؤولية، أن يدركوا أن صناع مجدنا في الرياضة والثقافة والفن والعمل الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي او التربوي ليسوا ماضيا للنسيان، بل هم خزان رمزي وقوة لا مادية جديرة بالتكريم لأن مؤشر تطور أي شعب هو قيمه، ومدى احترامه وتقديره للعلم والفن والرياضة والثقافة، ولصناع العلم والفن والرياضة، الماضين منهم والحاضرين.
هؤلاء الرياضيون والفنانون ونظراؤهم ليسوا مخلوقات تفتقد الصلاحية في وقت ما ( جوتابل ).
فاللهم اشهد !