Friday 13 June 2025
سياسة

العلاقات المغربية الإسبانية  والإفطار الملكي الذي أرعب حكام الجزائر 

العلاقات المغربية الإسبانية  والإفطار الملكي الذي أرعب حكام الجزائر  مادبة الافطار الملكية على شرف سانشيز
تتسارع الأحداث منذ  إعتراف إسبانيا بمغربية الصحراء واعتبار المبادرة المغربية للحكم الذاتي هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف حول الصحراء والذي توج  باللقاء الذي جمع الملك محمد السادس، ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بالقصر الملكي حول مائدة إفطار ملكي بالرباط مساء يوم الخميس7 ابريل 2022، وأكد فيه سانشيز “الموقف الجديد للحكومة الإسبانية بشأن الصحراء، التي تعتبر مبادرة الحكم الذاتي المغربية” الخطة الأكثر جدية وواقعية ومصداقية  وهكذا تتوالى خطوات الدبلوماسية الناعمة في  حصد النتائج الإيجابية الصادمة لحكام قصر المرادية بالجزائر ..
 
لقد نشر الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الإسبانية، مباشرة بعد الزيارة التي قام بها بيدرو سانشيز للمغرب، مساء يوم الخميس 07 أبريل 2022، خريطة المغرب كاملة مكمولة وغير منقوصة  كما نشرت الجريدة الرسمية الإسبانية  في اليوم  نفسه  من الزيارة إتفاقية للتعاون مع المملكة المغربية، كان قد تم توقيعها قبل ثلاث سنوات.وجاء في الجريدة الرسمية الإسبانية أن هذه الإتفاقية الخاصة بالتعاون بين البلدين الجارين المغربي والإسباني في مجال مكافحة الأعمال الإجرامية، وخاصة مكافحة الإرهاب والإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية والمخدرات، وأشارت  الجريدة الرسمية بأن هذه الإتفاقية ستدخل حيز التنفيذ في 30 أبريل 2022.
 
 وخرج حزب “ثيودادانوس” اليميني بموقف جديد ومثير بخصوص جبهة البوليساريو الإنفصالية، واصفا إياها بـ”المنظمة الإرهابية” وبأنها لا تمثل الصحراويين، وجاء الإعلان الجديد مباشرة بعد بدء مجلس النواب بالبرلمان الإسباني، الأربعاء 6 أبريل 2022، دراسة إقتراح "يدين" دعم بيدرو سانشيز لمبادرة الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، حيث خرج النائب ميغيل أنخيل غوتيريس من نفس الحزب قائلا “لن نتمكن من التصويت لصالح هذا الإقتراح، لأن البوليساريو منظمة إرهابية، ولا تمثل الصحراويين” وأضاف النائب الإسباني ان "الحديث عن جبهة البوليساريو  صعب، كما أن إستمرار منفذي منظمة إيتا (منظمة الباسك) في دعم الجماعات المسلحة مثل جبهة البوليساريو ليس شيئا يجب أن تتسامح معههذه الغرفة من البرلمان ”. ويشكل تصنيف البوليساريو كمجموعة إرهابية نقطة تحول جذرية في الخط السياسي لحزب “ثيودادانوس” في هذه القضية، إذ أنه في أبريل 2016 طلب حزب يمين الوسط من حكومة راخوي الإعتراف بالبوليساريو على أنها “الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي” ومنح ممثليتها في إسبانيا “وضعا دبلوماسيا.
 
ومن جهته عبر المسؤول الإشتراكي رئيس مدينة  مليلية إدواردو دي كاسترو، بأنه يتطلع إلى أفق المرحلة الجديدة من العلاقات المغربية الإسبانية، مشددا على أن الوقت لم يفُت أبدا لتحقيق المصالحة بين البلدين والتي ستعود بالنفع على المنطقة ككل بعد مدة  من الخلاف غير المسبوق، ذلك أن “الأشياء الجيدة تتأخر ولا تأتي بسهولة”. وشبّه دي كاسترو، في لقاء مع طلاب الصحافة من جامعة فرانسيسكو دي فيكتوريا، إنتظار ساكنة مدينته للإتفاق الجديد بين المغرب وإسبانيا عقب الزيارة التي يقوم بها سانشيز إلى الرباط،  كأنهم  ينتظرون المطر، للتعبير على أن “المدينة التي تحتضر إقتصاديًا تحلم برؤية الضوء في نهاية النفق وأضاف ”.
 
وأن “أي إتفاق يستحق إصلاح هذه الأزمة هو خير لنا اقتصاديا ذلك أن المدينة تغرق!! وانتقد إدواردو دي كاسترو، القواعد الإيديولوجية للشيوعيين الإسبان الموالين لما يُسمى بجبهة البوليساريووالإنفصاليين والقوميين، مشددا بوضوح على أن أطروحة الجزائر وجبهة البوليساريو حول الصحراء لم تعد قابلة للتطبيق وليس لها مستقبل.

 موضحا أن “ مفهوم تقرير المصير للشعب الصحراوي قد تغير أيضًا في الأمم المتحدة، وان الحل الذي تم إقتراحه من قبل الجبهة يبدو بأنه غير قابل للتطبيق، مضيفا: “لقد غيرت الأمم المتحدة موقفها، والإتحاد الأوروبي أيضًا، وإذن سيتعين علينا التكيف مع هذا الوضع الجديد.
 
وفي  نفس السياق ذكرت  صحيفة إل باييس الإسبانية الواسعة الإنتشار أن الجانبين المغربي الإسباني جددا تأكيدهما  خلال  لقائهما بالرباط على “رغبتهما في فتح مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية على أساس الإحترام المتبادل والثقة المتبادلة والتنسيق الدائم والتعاون الصريح”.وأتفق الملك و سانشيز حسب إل باييس ، على تكليف وزراء الحكومتين بالعمل على تحديد “خارطة الطريق” التي ينبغي أن توجه المرحلة الجديدة في العلاقات الثنائية.
 
من جهتها قالت صحيفة "إيل إسبانيول" إن مقترح "بوديموس"، فضلا عن "اليسار الجمهوري لكتالونيا" و"إئتلاف إقليم الباسك ونافار وبورغوس" ، يشكل عائقا كبيرا أمام إلتزام رئيس الحكومة بـ "علاقة جديدة" مع المغرب، ذلك أن هذا المقترح تزامن مع زيارة بيدرو سانشيز إلى الرباط،".ونقلت الصحيفة الإسبانية أن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أمر ممثلي حزبه بمجلس النواب (حزب العمال الاشتراكي) بالتصويت بـ "لا" في حالة دخول "بوديموس" في لعبة سياسية لمحاولة الدفع نحو تغيير التوجه الجديد في العلاقات مع المغرب، مثل تلك التي يقوم بها "الحزب القومي الباسكي" بخصوص إنتقاده للتغيير في الموقف من نزاع الصحراء، من الحياد إلى الدعم. وأضافت "إيل إسبانيول" أن حزب العمال الاشتراكي إنتقد بشدة موقف شركائه في الحكومة. وقال إن "هذه ليست لعبة، إنها دبلوماسية وهناك العديد من الفاعلين، والمصالح الإسبانية على المحك".
 
ولعل الضربة الموجعة التي تلقاها النظام العسكري الجزائري بعد إنهاء الأزمة الدبلوماسية بشكل رسمي بين المغرب وإسبانيا  بين البلدين،هي في إستعداد   المغرب  لإستقبال الغاز القادم عبر إسبانيا، خلال شهر رمضان الجاري بإستعمال الأنبوب المغاربي الأوروبي الذي أوقفت الجزائر جزئه المار بها، وفق ما نقلت صحيفة “أتالير” الإسبانية.والتي قالت إن الرباط أعطت الضوء الأخضر لبدء إستقدام الغاز عبر إسبانيا، بعد توقيع إتفاق في مارس 2022. بعدما كانت  الجزائر قد  قررت نهاية أكتوبر 2021 عدم تجديد العقد المتعلّق بخط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي الذي كانت تستخدمه لتصدير الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب، ووفق الصحيفة ذاتها سيشغل المغرب جزء الأنبوب المغاربي الأوروبي الذي يربطه بإسبانيا بعد التحول الجديد في العلاقات مباشرة بعد إغلاق ملف الأزمة الدبلوماسية بين البلدين وسيحصل المغرب على الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية، عبر إيصاله إلى مصنع لإعادة التحويل في شبه الجزيرة الإسبانية،  ثم إستخدام خط أنابيب الغاز المغاربي (جي أم إي) لنقله إلى المغرب”، وفق ما نقلت وزارة التحوّل البيئي الإسبانية في شهر مارس 2022